عاجل
الثلاثاء 4 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
جلباب أم كلثوم وجلباب مى فاروق!

جلباب أم كلثوم وجلباب مى فاروق!

فى إطار الاحتفالات باليوبيل الذهبى «خمسين عامًا على رحيل أم كلثوم»، ستجد على الفضائيات بكثرة أغنيات «السِّت» بصوت مى فاروق، إلاّ أنها تحمل فى عمقها صوت وإحساس مى. لو سألتنى قبل نحو ثلاثة أعوام هل من الممكن أن تصبح مى فاروق نجمة فى ساحة الغناء  المصري؟ ستأتى إجابتى، وبلا أى لحظة تردد: «جمهورها مستحيل أن يتجاوز دار الأوبرا المصرية»، هذا الجمهور لا يقطع  عادة تذكرة الدخول من أجلها  تحديدًا؛ ولكنه أساسًا عاشقٌ للتراث،  وللطرب الذي بات شبه مفقود خارج جدران هذا المبنى الذي صار له فى الذاكرة الجمعية ارتباط شَرطى بكل ما هو أصيل ورصين، بين الحين والآخر لو لمح هذا الجمهور  المدقق، خروجًا عن هذا المذاق والعبق التراثى، ستجده أول من يطارده ويطرده    خارج الجدران.



 

 هؤلاء الحراس هم  مَن  نطلق عليهم عادة «السميعة»، يريدون الاستمتاع وليس مجرد  الاستماع.

مى فاروق واحدة من أهم عناصر الفريق الحارس للتراث، قطعًا رواد الأوبرا المخضرمون، لديهم قدرة على الانتقاء،  وغالبًا  يفضلون مطربًا عن آخر، عندما  يصبح الرهان على الأكثر إجادة فى تقديم تفاصيل دقيقة فى  فن الأداء، إلاّ أنّ الأمر يظل محصورًا فى  بضعة آلاف متذوق، هؤلاء مَهما بلغ إخلاصهم؛ لا يشكلون فى النهاية جمهورًا قادرًا على مؤازرة فنان ليصنع منه نجمًا.

 

 

 الدار أشبه بأكاديمية فنية  تستقبل المواهب منذ الطفولة وتصقلهم، وتتبنّى مَن يستحق، ويظل الفنان محتفظا بمكانته، داخل تلك الحدود، ولا يستطيع القفز بعيدًا عن الأسوار.

 

 

«مى»  بدأت المشوار وهى  طفلة فى الثامنة من عمرها فى كورال المايسترو سليم سحاب، القادر على التقاط المواهب الحقيقية وانتقاء السمين من الغث؛ ليغدو السمين من خلال توجيهاته  ثمينًا.

 

 

أعادت «مى» بصوتها العديد من أغنيات التراث، ولكن وكالعادة من رشق فى قلوب الناس هو غناؤها لأم كلثوم.

 

 

بين الحين والآخر كانت تقدم «تترات» مسلسلات مثل «الليل وآخره»، إلا أنها ظلت فى السجل الفنى مقيدة  مطربة  أوبرا،  تعيد تقديم روائع الأنغام الشجية؛ وبخاصة تلك «الكلثومية».

 

 

مى فاروق، تحرّرت من سطوة أم كلثوم،تابعتها تغنى  رائعتها «انت عمرى»، وهذا المقطع  الشجى «صالحت بيك أيامى / سامحت بيك الزمن».. «مى» لن تعيش فى جلباب أحد حتى لو كان سيدة الغناء العربى، حققت خلال  آخر عامين   نجومية  طاغية فى الشارع العربى، والخطوة التي أراها قريبة جدًا أغنيات خاصة بها ترى فيها ملامحها، وزمنها، صوت قادر وعفى  بقدر ما يملك كل مقومات الإحساس  والخصوصية، أراهن على أنها، قادرة فى القادم من الأيام أن  تقف أول الصف؛    لأنها لا ترتدى سوى جلبابها!. 

 

نقلاً عن مجلة روزاليوسف

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز