يدفن عشاء وصلاة الجنازة بمسجد مصطفى محمود
محارب الفساد في عهد«مبارك».. «جودت الملط» يرحل في هدوء وبدون عزاء حسب رغبته
هيثم عبده دهمش
غيب الموت المستشار الراحل جودت الملط، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق، عن عمر ناهز 89 عامًا، قضى منها ما يقرب من 12 عامًا رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات.
قررت أسرة المستشار الراحل جودت الملط، أن تقتصر مراسم العزاء لرئيس الجهاز المركزي للمحاسبات الأسبق، علي أن صلاة الجنازة تقام اليوم بعد صلاة العشاء، بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين، وأن يدفن في مقابر 6 أكتوبر على طريق الواحات، على أن يقتصر العزاء على المقابر، وفقًا لرغبة د.جودت الملط، حيث سبق أن رفض إقامة عزاء في وفاة والدته، مقتصرًا على الدفن والعزاء الشخصي، ولد الدكتور الملط بقرية القطاوية التابعة لمركز أبو حماد في 1 يوليو 1935.
عين المستشار الدكتور محمد جودت أحمد الملط "جودت الملط" رئيسًا للجهاز المركزي للمحاسبات في عام 1999، وفق رغبة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، الذي رفض قرار تمديد قرار إجازته للعمل مستشارَا قانونيًا للعمل بإمارة أبوظبي بدولة الإمارات، ليتم تعيينه بقرار جمهوري لمدة 4 سنوات، ليعيد رسم خريطة العمل بالجهاز من جديد للتوافق مع المرحلة، حصل «الملط» على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
خاض «الملط» ورفاقه بالجهاز المركزي للمحاسبات العديد من المعارك مع الفاسدين بكافة أجهزة الدولة وشركات القطاع العام، ولم يتقصر دور الجهاز بالعمل في صمت كما كان يعمل سابقًا، بل خاض حروبًا برلمانية وإعلامية ضد الفاسدين، لتتحول جميع الحسابات الختامية للجهاز بالبرلمان لمشادات ومشاحنات مع الحكومة.
دخل «الملط» في حروب كثيرة مع عدد من رجال الدولة في ذلك الوقت؛ أبرزهم المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطني السابق، ود. بطرس غالي وزير المالية، وصلت لحد تهديده بالاستبعاد من رئاسة الجهاز ولم يخشَ «الملط» من تهديهم بل استمر في مهاجمة الحساب الختامي للحكومة في ذلك الوقت وتقصيره، ليجد اتصالاً من الرئيس مبارك يدعمه ويطالبه بالاستمرار في عمله على نفس الأسلوب ولا يخشَ من أحد.
أعاد «الملط» البريق للجهاز المركزي للمحاسبات، وأطلق على العاملين بالجهاز قضاة المال، ولم يقف دور الجهاز على إرسال تقارير الجهاز للحكومة فقط، بل قام بإرسال العديد من التقارير إلى الجهات الرقابية وعلى رأسها النيابة العامة، وقدم العديد من البلاغات ضد عمليات إهدار المال بشركات القطاع العام ونشر تقارير الفساد بالوسائل الإعلامية كسابقة أولى تحسب له، إلا أنه أصر على ذلك لملاحقة الفساد من كافة الجهات، على حد تعبيره.
اختار "الملط" عقب انتهاء عمله بالجهاز بالبعد عن الأضواء، ليختفي من الحياة السياسية والعامة، وقرر الانعزال تمامًا بين أسرته ليعيش في هدوء تام بعيدًا عن الضجيج الإعلامي والسياسي، حتى أعلن ابنه أحمد جودت الملط، خبر وفاته وموعد صلاة الجنازة على والده، المستشار جودت الملط، حيث تقام اليوم بعد صلاة العشاء بمسجد مصطفى محمود بالمهندسين، والدفن في مقابر 6 أكتوبر طريق الواحات، والعزاء بالمقابر وفقًا لرغبة الراحل.
مؤهلاته العلمية
1- ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية 1956.
2- دبلوم القانون العام جامعة القاهرة 1957.
3- دبلوم الاقتصاد السياسي جامعة القاهرة 1958.
4- دكتوراه في القانون بمرتبة الشرف الأولى جامعة القاهرة 1967.
حياته المهنية
1- عمل بالسلك القضائى لمجلس الدولة منذ عام 1956 حتى 30 يونيو 1999.
2- رئيس إدارة الفتوى لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والمحافظات.
3- رئيس المحكمة التأديبية لمستوى الإدارة العليا.
4 -رئيس التفتيش القضائي.
5 - رئيس المحكمة الإدارية العليا.
6 - رئيس محكمة الأحزاب السياسية.
7 - نائب رئيس مجلس الدولة منذ عام 1986.
8- رئيس مجلس الدولة منذ عام 1998.
9- رئيس نادى مجلس الدولة لمدة ثلاث دورات متتالية.
10- رئيس شرف لنادى مجلس الدولة مدى الحياة.
11– مستشار قانونى لإمارة أبو ظبي (1972 - 1984).
12- المستشار الدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات في الفترة من 10 أكتوبر 1999 حتى 9 أكتوبر 2011.
قام بإعداد أول موسوعة للتشريعات في القوانين والمراسيم والأنظمة والقرارات لإمارة أبوظبي (1965 – 1980).
أشرف على العديد من رسائل الدكتوراه في جامعة القاهرة، عين شمس، طنطا.