صلاح وليفربول يسجلان موسم الأحلام.. ولكن
عاجل.. سحابة واحدة تهدد رحلة الفرعون في البريميرليج
شيماء حلمى
شارك المهاجم المصري محمد صلاح، في أكثر من نصف أهداف فريق ليفربول الإنجليزي هذا الموسم، ووصل إلى ذروته في لقاءات العملاق أمام الريال الذي حقق الريدز فيه فوزًا مهمًا في المنافسة على بطولة دوري أبطال أوروبًا، ومانشستر سيتي، لكن حقيقة أنه لم يتلق بعد عرضًا لعقد جديد يفسد الزخم في النادي.
في السنوات السبع التي أصبح فيها رمزًا لإحياء ليفربول بعد عقود من الأداء المتوسط والخلط، لم يصل محمد صلاح في كثير من الأحيان إلى المنطقة التي يُسمح فيها للصحفيين بالتحدث إلى اللاعبين والموظفين.
هذا ليس أسلوب النجم المصري، الذي يتحاشى إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام فآخر مرة تحدث فيها صلاح للصحافة كانت في نهاية الموسم الماضي، عندما كان هناك توتر مفتوح مع مدرب السابق، يورجن كلوب، وحتى في ذلك الوقت كانت رسالة صلاح أنه من الأفضل عدم التحدث، وإلا "ستكون هناك نار" على حد قوله.
هذه المرة، لم يحتفظ صلاح بشمعة الإشعال في جيبه، بل اختار وقتًا دراماتيكيًا لتفعيلها، حيث يستمتع ليفربول ببداية مذهلة للموسم، ويقدم كرة قدم ممتازة، بل وتمكن من الفوز بالمباريات التي كان من الممكن أن يكون منها.
بينما يفكر محمد صلاح في تجديد عقده يسعى ليفربول إلى مواجهة مانشستر سيتي المحطم في الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة يمكن أن تقضي على فرصة السيتي في السباق على البطولة، وهنا، بالتحديد عندما يحتاج الفريق إلى الهدوء والتركيز والقيادة أكثر من أي شيء آخر، قرر أفضل لاعبيه التحدث إلى وسائل.
المشجعون في حالة هستيرية
حدث ذلك في نهاية مباراة خارج أرضه ضد ساوثهامبتون، الأخير في الجدول بسجل رهيب تمكن من جر ليفربول إلى مباراة مثيرة لم تحسم "2: 3" إلا بفضل ركلة جزاء من صلاح، وسجل هدفين وبدا كعادته كالمضيف في هجوم ليفربول، لكنه في النهاية لم يختر الاختفاء كالعادة والتركيز على التحدي القادم؛ أولاً، أجرى أمام الكاميرات مقابلة روتينية ومبتذلة بعد المباراة، وبعدها سمع الصحفيون منه إحباطاً نادراً في ظل سلوك ليفربول فيما يتعلق بتجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم.
وقال: "نحن في شهر ديسمبر تقريبًا ولم أتلق أي عروض للبقاء في النادي. ربما أكون في الخارج أكثر من الداخل.. في النهاية الأمر ليس في يدي".
وعندما سئل عما إذا كان يشعر بخيبة أمل، أجاب "نعم، بالطبع". مثل هذه التصريحات من قبل اللاعب، الذي بدونه قد يكافح ليفربول من أجل الحصول على مكان في أوروبا، لا تترك أي شخص غير مبال.
وتعرض المشجعون لضغوط، حيث طالبوا في الصحافة ليفربول أن يدفع له بقدر ما يريدون "تجدر الإشارة إلى أن محمد صلاح يحصل حاليًا على ما لا يقل عن 350 ألف جنيه استرليني في الأسبوع، وهناك وكانوا أيضًا أولئك الذين أتوا إليه بالادعاءات.
جيمي كاراجر، على سبيل المثال، المدافع الأسطوري لليفربول والآن أحد كبار المعلقين، اندهش حقًا عندما سمع صلاح مشغولًا بنفسه وبعقده عشية المباراتين المهمتين ضد مدريد وسيتي.
وقال كاراجر: "إنها مجرد أنانية"، حيث إن كلمته السيئة تجاه لاعب في ليفربول تكاد تكون صعبة مثل إبعاد الكرة من قدم صلاح.
جدول أعمال مزدحم
مستقبل صلاح ليس السحابة الوحيدة التي تخيم على موسم ليفربول المشمس، لكنها بالتأكيد الأكبر، فعلي الرغم من أن كل من لفيرجيل فان ديك وترينت ألكسندر أرنولد، اللذين ينتظران أيضًا تجديد عقديهما، إلا انهم في حقيقة الامر لا يمكن مقارنة مساهمة كليهما بما يقدمه صلاح هذا الموسم: في 18 مباراة بجميع الأشكال، سجل 12 هدفًا، وقدم 10 تمريرات حاسمة، سجل ليفربول إجمالي 42 هدفًا، مما يعني أنه شارك بشكل مباشر في أكثر من نصفها، إن تحقيق الفريق نتائج مبهرة ترجع إلى مدربه أرن سلوت هي في الواقع موجهة نحو الفريق وديناميكيته، ولكن العزيمة الهائلة في هذه الفترة تبدأ وتنتهي بلاعب واحد.
يفهم صلاح ووكيله، رامي عباس عيسى، هذه الأشياء جيدًا، وبالتالي يتحدثان أيضًا بشكل أكثر صراحة عن رغبتهما في اتخاذ قرار: بالفعل في سبتمبر الماضي، بعد إذلال الفريق لمانشستر يونايتد في أولد ترافورد "0:3"، أعلن صلاح أنه "لم يتحدث معي أحد بشأن العقود".
وفي وقت لاحق، كتب منشورات ضمنية على شبكات التواصل الاجتماعي، قال فيها إنه "مهما حدث" فلن ينسى شعور التسجيل في آنفيلد. ويرجع التصعيد الحالي أيضًا إلى الجدول الزمني: بدءًا من الأول من يناير، سيتمكن صلاح من إجراء مفاوضات مع الأندية الأخرى، وسيكون قادرًا على الانتقال لأي نادي مجانًا في فترة الانتقالات الصيفية، حيث من المحتمل أن يرحل ويتجه إلى أندية السعودية مثلما فعل كريستيانو رونالدو ونيمار.
ومع ذلك، قد لا تحتاج إلى القفز إلى الاستنتاجات، كان لدى ليفربول أسباب وجيهة للانتظار حتى انتهاء العقد: أدى رحيل كلوب إلى تغييرات هيكلية كبيرة في الفريق وكانت هناك حاجة لمعرفة كيفية انسجام صلاح مع سلوت. بالإضافة إلى ذلك، سيبلغ صلاح 33 عامًا هذا الصيف، وهو ليس صغيرًا تمامًا.
في الواقع، قيل إنه حتى خلع قميصه بعد هدف الفوز ضد ساوثهامبتون كان بمثابة خطوة تهدف إلى إظهار للإدارة أن جسده وبنيانه قوي ولا يتعلق الامر بالسن، وفي النهاية، يمكن أن تجتمع المفاوضات بين الطرفين لبضعة أسابيع مكثفة وتختتم بحلول عيد الميلاد، ومن المؤسف أن يحتاج ليفربول إلى التغلب على أبطال أوروبا وأبطال إنجلترا في الطريق، ولهذا يحتاجون إلى صلاح في أفضل حالاته.
في المقابل، قد يكون الأداء القياسي في المباراة مانشستر سيتي هي السلم الذي سيقفز منه إلى العقد الذي لن يحلم به حتى الملك فرعون.