6 حقائق قد لا تعرفها عن النبي محمد

حقائق عن النبي محمد ﷺ 

محمدٌ بشرٌ لكنهُ كالياقوتِ بين الحجر.. فاسعوا لمعرفتهِ في كلِّ سيرةٍ وخـبر". بهذه الوصف الموجز، عبَّر الإمام البوصيري عن مكانة النبي محمد- ﷺ -التي تميزت وسط البشر كما يبرز الياقوت وسط الأحجار، والسعي نحو التعرف عليه واقتفاء أثره. ومع حلول ذكرى مولده الشريف، نجد أن معرفة تفاصيل سيرته العظيمة ليست فقط ضرورة لفهم رسالته، بل هي باب لفهم القيم التي أرساها. في السطور الآتية، نكشف بعض الجوانب عن حياته -ﷺ-، لنقترب أكثر من شخصية النبي الذي غير مجرى التاريخ بحكمته ورسالته العالمية.

"الأبـواء".. أولى غزوات النبي

يعتقد الكثيرون أن غزوة بدر هي أولى غزوات النبي محمد -ﷺ- لكن الصواب، أن أولى غزواته هي "الأبواء"، والمعروفة أيضًا بغزوة "وَدّان".  وقعت غزوة الأبواء في الثاني عشر من شهر صفر، في السنة الثانية للهجرة. وكان الهدف منها، استكشاف الطرق المحيطة بالمدينة والمتجهة إلى مكة، بالإضافة إلى إظهار قوة المسلمين للمشركين في يثرب واليهود. وانتهت الغزوة بعقد صلح مع "بني ضمرة" دون قتال.

"الماحي والعاقب".. أسماء تعبر عن شخصية النبي ورسالة الإسلام

من المعروف أن النبي محمد -ﷺ- يحمل أسماء شائعة مثل أحمد ومصطفى، لكن هناك أسماء أخرى تحمل معانٍ عظيمة وتبرز جوانب متعددة من رسالته. ومن هذه الأسماء: "الماحي"، وهو الذي يمحو الله به الكفر، وينشر به النور والهدية، و"العاقب"، الذي يعني أنه آخر الأنبياء فلا نبي يأتي بعده، و"القثـم"، الذي يدل على كونه جامعًا للخير والبركات. وهناك أيضًا "المقفي"، الذي يشير إلى اتباعه لهدي الأنبياء الذين سبقوه في رسالتهم وتبليغهم للحق.

أو فى الصحابة.. "حواريّ النبي" الزبير بن العوام

من بين المعلومات التي قد لا يعرفها الكثيرون عن السيرة النبوية هي قصة الحواريين الذين كانوا أقرب الصحابة للنبي محمد - ﷺ -. هؤلاء الصحابة الأوفياء تميزوا بمكانتهم العالية ودورهم البارز في نصرة الدعوة الإسلامية. فقد أُطلق عليهم لقب "حواري النبي" لأنهم كانوا مُخلصين ومتفانين في دعم النبي ونشر رسالته.

من بين أبرز الصحابة الذين حازوا على لقب "حواري النبي" هو الزبير بن العوام -رضي الله عنه-. فقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال يوم الأحزاب: "من يأتينا بخبر القوم؟" فقال الزبير: "أنا". وكرر النبي ﷺ السؤال ثلاث مرات، وفي كل مرة كان الزبير يبادر بالإجابة. ثم قال رسول الله ﷺ: "إن لكل نبي حواريًا، وإن حواري الزبير".

والحواري هو الشخص المؤيد، والناصر، والمخلص في كل شيء، وهو ما اتصف به الزبير في مواقفه البطولية مع النبي -ﷺ-

 

حذيفة بن اليمان..حامل أسرار النبي ﷺ

قد لا يعلم الكثيرون من هو الصحابي الذي اختصه النبي -ﷺ - بسرٍ لا يعلمه سواه  إنه الصحابي حذيفة بن اليمان بن جابر بن الحارث العبسي -رضي الله عنه - كان من أبرز أصحاب رسول الله - ﷺ-، حيث عُرف بلقب "صاحب سرّ النبي"، وكان أحد الفقهاء المتميزين والمفسرين البارعين.

شارك في الجهاد، وكان معلمًا ومربيًا، بالإضافة إلى زهده وورعه. وقد نال هذا اللقب لأن رسول الله - ﷺ - ائتمنه على أسرار تتعلق بأسماء المنافقين والفتن التي ستواجه الأمة.

نصرته بالرعب وشفاعته العظمى.. خصائص فريدة للنبي محمد ﷺ

اختص نبينا -ﷺ- بعدد من الفضائل  لم تُعطى لأي نبي قبله. فقد نصره الله بقذف الرعب في قلوب أعدائه لمسافة شهر، مما ساهم في تعزيز هيبته وصمود دعوته. كما جعل الله الأرض له مسجدًا وطهورًا، ما يسهُل على المسلمين أداء عباداتهم في أي مكان. ومن بين النعم التي خصه الله بها، أنه أحل له الغنائم، وهو ما لم يُحل لأحد قبله من الأنبياء. إضافة إلى ذلك، منح الله النبي ـ ﷺ- الشفاعة العظمى والمقام المحمود، وهو أسمى درجات الشفاعة. وأخيراً، كان النبي -ﷺ- رسولاً إلى الناس كافة، في حين كان كل نبي قبله يُرسل إلى قومه فقط.

ما حُرِّم عليه ﷺ.. دلالات قدسية الرسالة النبوية

 حرَّم الله تعالى على نبيِّه بعض الأمور التي لم تُحرم على غيره من المسلمين. فقد حُرِّم عليه أخذ الصدقة، وهي أموال الزكاة، وذلك تمييزًا له عن غيره. كذلك، كان محظورًا عليه نزع ملابس الحرب حتى يقاتل عدوه، وهو ما يعكس احترامه لمظاهر القتال والجدية في المعارك. وحرُم عليه خائنة الأعين، أي الإشارة بعينه إلى فعل شيء بخلاف ما يظهر عليه في الحال، مما يعكس أمانته وصدق تعبيره. كما مُنع من تعلم الكتابة، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48]، وذلك حفاظًا على صدق الرسالة وعدم التشكيك فيها. وأيضًا حُرِّم عليه تعلم الشعر، كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 69] .