

طارق الشناوى
المتفرج الألمانى يستحق (الدُب الذهبى)!!
الجمهور الألمانى عاشق لمهرجان بلده، هذه المرة أريد أن أحدثكم عن قيمة أراها تقف دائما وراء تلك الصورة المبهرة لمهرجان برلين الذي احتفل فى هذه الدورة التي افتتحت قبل 48 ساعة، بمرور 75 عاما على انطلاقه (اليوبيل الماسى)،، أتحدث عن الجمهور الصانع الأول لهذا الشغف، الذي يمنح المهرجان خصوصيته كما رأيتها بين عشرات المهرجانات، ولو أحلت المشاعر إلى رقم لاكتشفت أن الإقبال الجماهيرى يصل إلى نصف مليون تذكرة، عندما أعقد مقارنة بين مهرجانى «كان» و«برلين» أقول لكم بضمير مستريح أن الجمهور فى «كان» فى العادة لديه هذا الشغف بأفلام المهرجان، ولكنه يعشق أكثر رؤية النجوم، وهكذا تتم مطاردتهم من الفندق إلى السلم فى قاعة لوميير الكبرى المطل على شاطئ الريفييرا الساحر، هناك من يستيقظ مبكرا ليحجز لنفسه مكانا خاصا قريبا من السجادة الحمراء فى انتظار أن يرى فى المساء نجمه أو نجمته المفضلة، فى برلين هذا الشغف قائم بالطبع ولكن تدافع الجمهور لأفلام المهرجان يصل عادة إلى الذروة.
الوجه الآخر للصورة وهو ما نراه فى العديد من المهرجانات العربية وخاصة المقامة فى مصر، تكتشف أنها لعدد من النقاد والصحفيين، بينما الجمهور غائب تماما، أين الناس أقصد أصحاب الحق الأول فى إقامة المهرجان، لن تعثر عليهم إلا فيما ندر.
أتذكر قبل 40 عاما كانت الحالة مختلفة تماما، مثلا فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، حيث إن الإقبال الجماهيرى كان صاخبا، وتردد وقتها تعبير «قصة ولا مناظر»، كانوا يقصدون الفيلم الذي به مشاهد جريئة وسمحت به الرقابة فهو إذن مناظر، أما القائم على فكرة فهو قصة، ولن يشاهده أحد، تلاشى تقريبا كل ذلك فى السنوات الأخيرة، فلا قصة ولا مناظر تثير اهتمام الناس، وكعادته التقطها كاتبنا الكبير الراحل وحيد حامد، وتابعناها فى فيلم (المنسى)، بطولة عادل إمام وإخراج شريف عرفة.
لا شعوريا أقارن وأنا أتابع شغف الجمهور الألمانى، وهناك أيضا شغف عربى ببرلين، لا يتمثل فقط فى حضور عدد كبير من الزملاء ولكن فى الحقيقة هناك أكثر من تظاهرة عربية حرصت على أن تُصبح برلين هى منصة إطلاقها، وهناك أيضا المركز السينمائى العربى الذي يقوده الباحث السينمائى الدؤوب علاء كركوتى، يسعى للوصول إلى عقد اتفاقات إنتاج مشتركة، بطموح لا يعرف حدودًا، وجدوا أن المهرجان الجماهيرى من الممكن أن يحقق أحلامهم بالإنتاج المشترك، وصار المركز حقا رقما مهما على الساحة العربية، شهدت هذه الدورة حضورا مصريا ضخما، ويقيم السفير المصري محمد البدرى حفل استقبال بدار السفارة المصرية يوم الاثنين القادم للوفد المصري.
وتتواصل رحلة المهرجان مع جمهور عاشق للسينما، هناك جائزة يمنحها الجمهور سنويا فى مهرجان برلين لأفضل فيلم، تعلن يوم 22 فبراير القادم، وهذا الجمهور يستحق أن نمنحه (دب برلين الذهبى)!!.