عاجل
الإثنين 17 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

من كوفيد إلى إمبوكس

جدري القردة على الأبواب.. هل يشهد العالم جائحة أخرى؟

صورة مجهرية إلكترونية ناقلة ملونة لجزيئات جدري القردة
صورة مجهرية إلكترونية ناقلة ملونة لجزيئات جدري القردة

في ظل الأنباء المتزايدة حول العودة المحتملة لفيروس جدري القردة إلى الساحة العالمية، ما زال من المبكر الجزم بشأن مدى انتشار هذا المرض، إلا أن هذا المرض، المعروف أيضاً باسم "إم بوكس"، يشكل حالياً أزمة صحية حادة في بعض مناطق القارة الأفريقية.



 

 

 

ما جدري القردة؟

أُطلق على هذا المرض اسم "جدري القردة" بسبب ارتباطه بفيروس مشابه للفيروس المسبب للجدري، والذي اكتُشف لأول مرة في عام 1958 لدى قردة كانت تُستخدم في الأبحاث العلمية.

 

لاحقاً، أُعيد تسميته بـ"إم بوكس" من قبل السلطات الصحية، ويتسبب الفيروس في أعراض تشمل ارتفاع درجة الحرارة، آلام في العضلات، وطفح جلدي.

 

وسُجلت أول حالة إصابة بشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1970، وظل المرض محصوراً في نحو عشر دول أفريقية لسنوات طويلة.

 

لكن في عام 2022، بدأ المرض ينتشر إلى دول جديدة، بما في ذلك الدول المتقدمة التي لم تشهد إصابات سابقة.

 

المخاطر المرتبطة بالمرض

تحديد مرحلة الخطر من هذا المرض يعتبر أمراً معقداً. فقبل تفشي جدري القردة في عام 2022، كانت تقديرات الوفيات تتراوح بين 1 و10 في المائة، وهو تباين ناتج عن وجود سلالتين رئيسيتين للفيروس: "السلالة 1" و"السلالة 2".

 

السلالة الثانية من جدري القردة، التي تسببت في تفشي الوباء الأخير، كانت أقل خطورة حيث كانت نسبة الوفيات أقل من 1 في المائة، بفضل فعالية أنظمة الرعاية الصحية في الدول المتقدمة.

 

 

 

ما الجديد؟

حالياً، هناك تفشي جديد لجدري القردة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تسجل السلطات 548 وفاة من أصل حوالي 16 ألف حالة إصابة محتملة منذ بداية العام.

 

هذا التفشي مرتبط بـ"السلالة 1" وقد ظهر فيه متحور جديد يُعرف بـ "1 بي"، والذي يُشتبه في كونه أكثر خطورة. وظهرت إصابة بهذا المتحور الجديد هذا الأسبوع في السويد، وهي أول حالة تُسجل خارج أفريقيا، بينما رُصدت إصابة أخرى في باكستان، دون تحديد السلالة.

 

الفئات الأكثر عرضة للخطر

التفشي الحالي لجدري القردة في أفريقيا يؤثر بشكل خاص على الأطفال، حيث تعتبر "السلالة 1" أكثر خطورة على هذه الفئة العمرية وكذلك على الحوامل والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.

من ناحية أخرى، يشير الخبراء إلى أن المتحور "بي 1" ينتشر بشكل رئيسي بين البالغين الشباب ويبدو أنه مرتبط بالاتصال الجنسي.

هذا الاختلاف في الانتشار يطرح تساؤلات حول كيفية انتقال الفيروس بين المتحورات المختلفة. بينما انتشر الفيروس في عام 2022 بشكل رئيسي من خلال الاتصال الجنسي، يشير التفشي الحالي إلى انتشار أوسع عبر السوائل الجسدية والتماس المباشر مع الطفح الجلدي.

 

الخطوات المقبلة

لا يزال من غير الواضح مدى انتشار الفيروس خارج أفريقيا، ومع ذلك، يرى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها أن هناك احتمالاً كبيراً لزيادة الإصابات المستوردة في الدول الأوروبية، ويدعو السلطات الصحية للاستعداد لمراقبة واستجابة سريعة لأي حالات جديدة.

 

في الوقت الذي تراقب فيه منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الأخرى انتشار الفيروس بقلق، تظل اللقاحات فعالة جداً ضد جدري القردة، لكنها نادرة في أفريقيا. مع ذلك، من الممكن السيطرة على تفشي الفيروس إذا تضافرت الجهود الدولية بسرعة.

 

جائحة جديدة؟

من غير المرجح أن يتحول جدري القردة إلى جائحة. عادةً ما تندلع الأوبئة بسبب الفيروسات المحمولة جواً التي تنتشر بسرعة بين الأشخاص، بما في ذلك الذين قد لا تظهر عليهم أعراض. ينتقل فيروس جدري القردة بشكل رئيسي عبر ملامسة الجلد للجلد أو الملابس الملوثة، مما يقلل من احتمالية الانتشار السريع مقارنة بالفيروسات الأخرى. ينصح الخبراء بتجنب الاتصال الجسدي الوثيق مع المصابين والاهتمام بالنظافة الشخصية للحماية من هذا المرض.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز