![البنك الاهلي البنك الاهلي](/UserFiles/Ads/8372.jpg)
فن الدبلوماسية.. وسمات الإتيكيت الاجتماعي النموذجي
تؤكد المدارس الدبلوماسيَّة الحديثة كثيرًا على الإتيكيت الاجتماعي لأنه هو السُلَّم السليم الَّذي يوصل إلى الإبداع والتفاني والالتزام العالي بمقررات وتعليمات الاتيكيت الحكومي، لأن المواطن أو الموظف الَّذي يحمل هموم القروض الماليَّة والمشاكل العائليَّة والزوجيَّة والشخصيَّة الاخرى لا يُمكِن إطلاقًا أن يكُونُ موظفًا مميزًّا ومنتجًا بسبب الاثقال الاجتماعيَّة الَّتي لديه وبالتالي يكُونُ عبئًا على دائرته وأصدقائه الموظفين. الدول الَّتي تحدد الأهداف للنهوض بها وجعلها في مصاف الدول المتقدمة، وباقتصاد رصين وبموارد بشريَّة ذات كفاءة عاليَّة تكُونُ حريصة على تطبيق المهارات الدبلوماسيَّة الَّتي أساسها الإتيكيت الاجتماعي وصولًا إلى أعلى مقومات الإتيكيت الحكومي والَّذي يحلم به جميع المسؤولين سواء على المستوى الحكومي الرسمي أو القِطاع المختلط والخاص. أفضل مثالين هما اليابان وألمانيا اللذان خرجا من الحروب منكسرين فاقدي الأمل بالمستقبل بسبب الكوارث الَّتي حلّت بهما، ولكن قادتهما بدأوا وخاصة الدبلوماسيين المخضرمين، حيث ابتعدوا عن مواضيع القيادة والأهداف الاستراتيجيَّة البعيدة وبدأوا بتطبيق مفاهيم الإتيكيت الاجتماعي ضمن تكتيك زمني مدروس لبناء شرائح مُجتمع راقيَّة متسلحة بجميع مفاهيم البروتوكول والإتيكيت الَّذي هو أساس الوصول إلى إنتاجيَّة الموظف النموذجيَّة، وكذلك فإنّ المدير أو الشخص المسؤول لا يكُونُ قياديًا وذا كاريزما مؤثرة، إذ افتقد مفاهيم البروتوكول والإتيكيت الاجتماعي.. وغيرها من الأمور المُجتمعيَّة الَّتي أكدت عَلَيْها اليابان وألمانيا منذُ ذلك الوقت، والآن اليابان من الدول المتقدمة ولديها فائض تجاري، وليس لديها أي موارد نفطيَّة وكذلك ألمانيا أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث الاحتياطي المالي والقدرة التكنولوجيَّة. الإتيكيت كما هو معروف فن التعامل والسلوك الراقي والأخلاقي والذوق الرفيع واحترام الذات والآخرين، وهو علم بآداب السلوك الشخصي بفن الحياة، بالإضافة إلى أنه سلوك الفرد المتزن أمام الجميع ويتدرج من الشخص إلى العائلة إلى الأصدقاء، ثم بيئة العمل ليصل إلى مستوى العالَم من خلال إنجازات وإبداعات الفرد لنفسه، لذلك أصبح الإتيكيت بمثابة قوانين وارشادات لكل المواقف الاجتماعيَّة والرسميَّة، حيث يفتح قواعد وسمات المخاطبة وإدارة الحديث وفن المجاملة وصولًا إلى علم الإتيكيت الحكومي والدبلوماسي ومِنْها القيادة والقيادة الرشيقة والحوكمة ويصبح من العيب على الدبلوماسي بالبعثات الخارجيَّة أو حتَّى بالداخل عدم الالتزام بقواعد الإتيكيت الاجتماعي وتطبيقه وخاصة بإدارة ومواعيد التواقيت على أفضل ما يكُونُ من حسن التعامل، والانضباط العالي والسلوك المُهذب الراقي، بأصالة الأخلاق الكريمة، لكي يكُونُ مواطنًا نموذجيًا لعائلته أولًا ولبلده ثانيًا، وهذا ما ركز عَلَيْه الخبراء الدبلوماسيون في إثراء الإتيكيت الاجتماعي. نحتاج هنا إلى مقالات طويلة ومعمقة لتغطيَّة علم الإتيكيت الاجتماعي الدبلوماسي، ولكنني سوف أختصر أهم النقاط والتفرعات ذات العلاقة بالحياة اليوميَّة الشخصيَّة والرسميَّة ومِنْها: مفاهيم البروتوكول والإتيكيت المحلي والدولي، إتيكيت الحياة الزوجيَّة، والعائلة المتماسكة المبنيَّة على الاحترام المتبادل والتضحيَّة والإخلاص والوفاء واحترام وتقبل الرأي الآخر، إتيكيت حضور الدعوات الاجتماعيَّة والجُمل المهذبة وكلمات الشكر بعدها وباقات الزهور، إتيكيت فن المجاملة واختيار الكلمة، وإدارة الحديث من ناحيَّة نبرة الصوت ولباقة وتسلسل الأفكار البسيطة والواضحة بعيدًا عن الغرور وحب الذات والتمسك بـ(الأنا)، إتيكيت المخاطبة ونظام الاسبقيَّة، إتيكيت المصافحة والتحيَّة والزيارة واختيار نوعيَّة الهدايا والبشاشة والاستئذان، إتيكيت حضور الدعوات الاجتماعيَّة والشخصيَّة وآداب الطعام والشراب، والموائد واحترام تواقيت الحضور والانصراف، إتيكيت الأناقة والهندام الخارجي سواء داخل البيت أو مع الأصدقاء أو بالعمل استنادًا إلى الأوقات النهاريَّة أو الليليَّة، إتيكيت زيارة الأصدقاء والأقارب والمرضى وكبار الشخصيات ورجال الدين، إتيكيت الغضب والتواضع والتسامح ورحابة الصدر واحترام الطرف الآخر وعدم التسرع باتخاذ القرارات، إتيكيت آداب السلوك بالهاتف بالأماكن العامَّة، الفندق، الأسواق، السفر، الأماكن العامَّة، زيارة الأقارب.. وغيرها من المناسبات، إتيكيت تقديم الهدايا والزهور، إتيكيت التعامل مع الوالدين، افراد العائلة، الجيران، المدرسة والجامعة وعامَّة الناس وزملاء العمل، إتيكيت التعامل مع الخدم، إتيكيت الحديث على المائدة وطريقة الجلوس وكيفيَّة البدء، واستخدام أدوات الاكل وقواعدها سواء مائدة المنزل أو موائد الدعوات الرسميَّة، إتيكيت حضور حفلات الشاي الصباحي والمسائي ونوع الملابس وحفلات الغداء والعشاء وقواعد الحضور والانصراف، إتيكيت إرسال بطاقات الدعوات بنظام الأسبقيَّة والإعراب عن الشكر والتقدير بعد الانتهاء من المناسبة، إتيكيت المراسلات المميزة بالعمل، إتيكيت التحيَّة عند الدخول إلى مقر العمل على الجميع بابتسامة وبشاشة الوجه ومساعدة الآخرين بعيدًا عن النفاق الإداري المقيت، إتيكيت التعامل مع ذوي الإعاقة الجسديَّة، السمعيَّة، البصريَّة الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، إتيكيت التعامل مع الأطفال، إتيكيت التعامل مع المرأة في مقر العمل أو في المؤتمرات والفعاليات الرسميَّة، إتيكيت أصول التقديم والتعارف بالنسبة للمرأة في مجال العمل أو الأصدقاء والاقارب .. وغيرها من المفردات.
دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت