عاجل.. المنشقة الإيرانية وصديقتها المفضلة وجهًا لوجه في حلبة المصارعة

تدربا معًا، وعاشا في نفس الغرفة في معسكرات التدريب، وحققا الأحلام سويا. لكن كيميا على زاده انشقت عن إيران، ورحلت إلى بلغاريا وألقت مع ناهد كاينيشاندا، مرة أخرى على المنصة في الألعاب الأولمبية بباريس وُلدا في إيران، على بعد 415 كيلومترًا فقط من بعضهما البعض، وبفارق ثلاثة أسابيع.

 

 

وكلاهما يزن 57 كيلوجرامًا، وهي فئة الوزن التي يتنافسان فيها كمقاتلي التايكوندو. والأولى كيميا على زادا، طولها 1.86، والثانية ناهد كاينيشاندا بارتفاع 1.73. كلاهما مزين بميداليات من مسابقات مختلفة، كلاهما مرن وكلاهما له شعر أسود نفاث.

 

وظهر شعر كيميا على زاده منذ انشقاقها ورحيلها عن غرب إيران عام 2020، بعد أربع سنوات من كونها أول امرأة تفوز بميدالية برونزية لبلادها في مدينة ريو البرازيلية.

 

وكان من الممكن رؤية شعر منافستها ناهد كاينيشاندا في يناير2020، ضمن احتجاجات المواطنين في إيران، عندما خلعت حجابها ونشرت تحت هاشتاج: "المرأة.. الحياة.. الحرية".

 

وأضافت: "صمتي لا يعني أنني راضية"، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتمرد فيها كاينيشاندا.

 

ورفضت أن يزين ملصقها ساحة مركزية في طهران، وتم إيقافها من المنتخب الوطني الإيراني، ولكن لا يوجد نظام، مهما كان متعنتًا، على استعداد يمنع بطلة العالم بتمثيله في الألعاب الأولمبية.

 

بالأمس في أولمبياد باريس 2024، دخلت اللاعبتان إلى السداسي وهي حلبة التايكوندو، للعب في دور ربع النهائي للفائز، وتمت تغطية شعر كاينيشاندا، وخاضت اللاعبتان مباراة حماسية تغلفها المشاعر وذكريات السنين.

دخلت كينيشاندا وكيميا على زادا القاعة وصعدا إلى حلبة المنافسة، ولم تفصلهما سوى أمتار قليلة، وعالم كامل، انحنيا لبعضهما البعض، وفقًا لقواعد آداب اللعبة.

من المستحيل معرفة ما كان يدور في ذهن كاينيشاندا، ومن المستحيل معرفة ما كان يدور في ذهن كيميا على زادا التي تعيش منفصلة عن عائلتها منذ أربع سنوات.

 

لا بد أنهما فكرا في كل الساعات التي تدربنا فيها معًا، ولسان حالهما يقول: نقاتل بعضنا البعض، وندفع بعضنا البعض نحو التميز، وحول الساعات التي نقضيها معًا في غرفة المعسكر التدريبي، يتم مشاركة الأحلام، وتتشكل أسرار الفتيات، ويتشكل المستقبل. وتتذكر كينيتشاندا جيدًا ما كتبته كيميا على زادا في رسالة وداعها: "لقد كان الأمر أصعب من الفوز بميدالية"، وصورة لها وهي ترتدي زي التايكوندو باللونين الأسود والأبيض ورأسها مدفون بين يديها.

 

تتذكر كينتشاندا نفسها وهي تبكي بعد ساعات من انشقاق صديقتها، ولكن نتيجة لذلك، أصبحت أفضل مقاتلة تايكوندو في إيران في هذه الفئة.

 

لقد التقيا بالفعل في طوكيو، وفازت كيميا على زاده، التي كانت عضوا في وفد اللاجئين في ذلك الوقت، بزمن قدره 9:18.

 

وحينها كتب كاينتشاندا في منشور بعد الخسارة: "لم أكن أعتقد أنه في يوم من الأيام، في أهم يوم في حياتي، والذي كنت أحاول الوصول إليه لفترة طويلة، سأضطر إلى الوقوف أمام لاعبة من بلدي، أمام شخص أشاركه الكثير من الأحلام، ماذا كان من المفترض أن أفعل؟" قبل عام من المنافسة في طوكيو، في معسكر التايكوندو حيث تدربا، كان لا يزال هناك ملصق يحمل صورة كيميا على زادا تحت التعليق: "ربما سأعتزل الرياضة يومًا ما، لكني لن أترك حجابي أبدًا".

 

وبعد الخسارة، قالت كاينيتشاندا إن جميع كلمات المرور الخاصة بها تقريبًا عبارة عن مزيج من أرقام 2020، لتذكيرها بالوجهة التي تريد الذهاب إليها، وبحلول عام 2024، سيكون لديك بالفعل شهية أكبر.

 

وفي أولمبياد باريس 2024، أذهلت كل من كيميا علي زادا، التي ترتدي سترة وخوذة زرقاء، وكاينيشاندا، التي ترتدي سترة وخوذة حمراء، بعضهما البعض بكل ما مارسوه معًا خلال سنوات مراهقتهما.

وفازت كيميا على زادة بالجولة الأولى وتعادلت ناهد كاينيتشاندا، وفي الجولة الثالثة الحاسمة تقدمت إحداهما، وتصدرت الأخرى، بعد التعادل 7: 7، منح الحكم الفوز لكاينيشاندا بعد ركلة في رأس كيميا زادا.

لوحت كاينيشاندا بيديها في فرحة مقيدة، ورغم احتفالاتها البهيجة وإعلان فوزها وتأهلها إلى المرحلة التالية، لم يكن من الواضح على الإطلاق من هو الفائز هنا. 

شيء أخير: بفضل صعود ناهد كاينيتشاندا إلى النهائيات "خسرت وفازت بالمال"، قامت بسحب صديقتها لتطيبب خاطرها. واستغلت كيميا على زاده، فوزها بالميدالية البرونزية، وصعدت كلاهما إلى المنصة معًا.