عاجل
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

الجارديان: الشعب اللبناني يخزن المواد الغذائية تحسبا لنشوب حرب مع إسرائيل

سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها اليوم الخميس، الضوء على خوف اللبنانيين من حدوث أزمة طعام مع توقع الجميع نشوب حرب مع إسرائيل.



 

أبرزت الصحيفة وجود عروض في محلات البقالة الراقية في منطقة الأشرفية، شرق بيروت، تناسب العملاء أصحاب الدخول المرتفعة، موضحة أن تلك المحلات تقدم عروضا غير تقليدية مثل 40 لفة من ورق التواليت، وزجاجات مياه سعة 6 لترات، وأكياس من مسحوق التنظيف تزن 10 كيلوغرامات، و5 كيلوغرامات من السكر.

 

ولاحظت الصحيفة أن المتسوقين في لبنان امتنعوا عن شراء الجبن الفرنسي، ويشترون بدلا من ذلك السلع المعلبة، وحفاضات الأطفال، وعلب الحليب المعقمة، والبقوليات المجففة.

 

قال شربل كيوان، وهو بائع فواكه وخضروات، أثناء التسوق مع زوجته وطفليهما: "نحصل على الطعام الذي سيدوم لفترة أطول. ليس لدينا أي فكرة عما ستحمله الأيام المقبلة".

 

وقررت تلك العائلة اللبنانية، صباح الأربعاء، الذهاب للتسوق من المتجر بعد اختراق الطائرات الإسرائيلية حاجز الصوت ثلاث مرات متتالية بعد ظهر الثلاثاء، ما أدى إلى اهتزاز نوافذ المنازل في العاصمة اللبنانية.

 

نوهت الصحيفة بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية كان تحلق فوق المدينة أثناء إلقاء زعيم حزب الله "حسن نصر الله" خطاب تعقد فيه بالانتقام من إسرائيل. كما أعلنت حزب الله وإيران اقتراب موعد الانتقام القوي من إسرائيل، متهمين دولة الاحتلال باغتيال القائد العسكري في حزب الله "فؤاد شكر" في بيروت، الشهر الماضي، وكذلك اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية" في طهران.

 

وذكرت الصحيفة أنه حتى الآن لا يعرف أحد موعد وطريقة، لافتة إلى مراجعة المسؤولين الأمريكيين توقعاتهم بشأن الرد الإيراني مرتين. وفي حين كان الدبلوماسيون يحاولون نزع فتيل الصراع، قال نصر الله يوم الثلاثاء: "انتظار إسرائيل لمدة أسبوع هو جزء من العقاب والانتقام".

 

وأكدت الجارديان أن ترقب موعد الانتقام يثقل كاهل الشعب اللبناني أيضا، خاصة وأن المواطنين يشعرون باحتمالية حدوث صراع شامل مع إسرائيل هذه المرة رغم فتح حزب الله الجبهة الشمالية مع العدو منذ 10 أشهر.

 

وأضاف المواطن كيوان، وعربته مليئة بالخضروات المعلبة وأكياس الأرز: "لا نعتقد أن الحرب ستحدث، لكن هذه هي المرة الأولى التي تبدو فيها خطيرة إلى هذا الحد".

 

وأكدت زوجته وهي تتنهد طويلاً: "نحن نشعر بذلك من الداخل... حسنًا، لقد إن الأمر صعبًا".

 

ونقلت الصحيفة رأي خبراء الصحة العقلية أن احتمال اندلاع حرب ساهم في "القلق المستمر" في لبنان والذي له آثار طويلة الأمد على الشعب وقدرته على التخطيط للمستقبل.

 

قالت ميا عطوي، أخصائية علم النفس السريري ورئيسة الخط الساخن للصحة النفسية في لبنان "إمبرايس": "نتلقى مكالمات متكررة من أفراد قلقين بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة في لبنان"، مضيفة أن الناس غالبًا ما يتجاهلون صحتهم النفسية على المدى الطويل في أوقات الأزمات، ويركزون بدلاً من ذلك على تأمين احتياجاتهم الأساسية مثل المأوى والغذاء والأمان.

 

وفق الجارديان، قال مسؤولون لبنانيون إنه لا داعي للذعر أو تخزين السلع. واستناداً إلى تجربة حرب 2006 مع إسرائيل، بدأ مستوردو الوقود والأدوية في وضع خطط طوارئ في حالة اندلاع صراع آخر.

 

بدوره قال رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية في لبنان، هاني بحصلي: "فيما يتعلق بإمدادات المواد الغذائية، لا توجد أي مشكلة على الإطلاق. لدينا إمدادات من السلع تكفي لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، وهو معيار معقول".

 

وعلى نحو مماثل، أكد رئيس نقابة مشغلي محطات البنزين لصحيفة الجارديان أن مخزون الوقود في البلاد يكفي لمدة شهر على الأقل.

 

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من امتلاء مستودعات تخزين المواد الغذائية والوقود، إلا أن التوزيع قد يشكل تحدياً في حالة اندلاع حرب، إذ قصفت إسرائيل في حرب 2006 الطرق السريعة والجسور والبنية الأساسية المدنية الأخرى، ما جعل نقل الإمدادات من مرافق التخزين إلى السوق مستحيلاً.

 

وفي التفاصيل، قال بحصلي: "في عام 2006، كان الإسرائيليون يضربون شاحنات النقل لأنها قد تحمل أسلحة. كان لدي مستودع به آلاف الأطنان من المواد الغذائية، لكني لم أتمكن من توزيعها. لا يوجد نقص على الإطلاق في الوقت الحالي، ولكن من المستحيل التنبؤ بما إذا كنا قادرين على توزيعها أم لا".

 

شددت الصحيفة على أن الدعوات الرسمية إلى الهدوء لا تؤثر في المواطنين اللبنانيين إلا قليلا بسبب انعدام الثقة على في الحكومة، التي يُنظر إليها عمومًا على أنها فاسدة وغير كفؤة، مشيرة إلى تبادل الرسائل عبر مجموعات تطبيق واتساب التي تحث الناس على البدء في تزويد سياراتهم بالوقود، بسبب خبر مثير للقلق أو موجة الشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ورأت الجارديان أن ليس الجميع في لبنان قادر على تحمل تكاليف التخطيط لكارثة. فما زالت البلاد تعاني من أزمة اقتصادية عميقة منذ خمس سنوات، وفقدت العملة الوطنية 95% من قيمتها.

 

واختتمت الصحيفة تقريريها بكلمات مؤثرة من عامل مهاجر في لبنان أثناء تسوق في المتجر، حيث قال: "نستعد للحرب!؟ لا يوجد مال"، مضيفا وهو يشير إلى سلة التسوق التي كانت تحتوي على كيس واحد من الخبز وكيس صغير من الأرز البسمتي: "أردت شراء كيس كبير من الأرز، لكنه باهظ الثمن".

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز