"وول ستريت": فوز مادورو يعرقل رفع العقوبات واستئناف العلاقات مع واشنطن

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية -في عددها الصادر اليوم الاثنين- أن إعلان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي وصفته بـ"القوي" فوزه غير المتوقع في الانتخابات الرئاسية وتأمين فترة ولاية ثالثة مدتها ست سنوات، قد يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وحلفائها استئناف العلاقات الدبلوماسية الطبيعية ورفع العقوبات المفروضة على النظام بالكامل "بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والفساد". 

وأوضحت الصحيفة أن استمرار مادورو في الإمساك بالسلطة في فنزويلا الغنية بالنفط، قد يؤدي أيضا إلى إطالة أمد الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى هجرة ما يقارب ثمانية ملايين شخص خلال حكم مادورو، مع استقرار العديد منهم في الولايات المتحدة ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، وأشارت إلى أن نتيجة الانتخابات ضربة لإدارة الرئيس جو بايدن التي عرضت تنازلات في الأشهر الأخيرة في مقابل الالتزامات بإجراء انتخابات حرة، لكنها بدلاً من ذلك رأت مادورو يشدد قبضته.

 

وأكدت أنه سيتم الترحيب بفوز مادورو في عواصم أشد خصوم الولايات المتحدة، من هافانا إلى موسكو إلى طهران، التي بنى قادتها علاقات تجارية وعسكرية وثيقة مع فنزويلا، وأن مادورو، الذي ارتقى من سائق حافلة ومندوب نقابي إلى وزير خارجية، يحكم دولة في حالة تدهور حاد حيث انكمش الاقتصاد بنسبة 80 % قبل ارتفاعه الأخير كما أدت العقوبات الأمريكية إلى إعاقة صناعة النفط في البلاد بشكل أكبر.

 

كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات أو وجهت اتهامات إلى مادورو ومسؤولين آخرين في النظام بجرائم تتراوح من الاتجار بالمخدرات إلى الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن المعارضين وحلفاؤهم، بما في ذلك الولايات المتحدة، نددوا بنتائج الانتخابات حيث قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، متحدثًا من اليابان، إن إدارة بايدن لديها "مخاوف جدية من أن النتيجة المعلنة لا تعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي، وأن المجتمع الدولي يراقب هذا الأمر عن كثب وسيستجيب وفقًا لذلك".

 

وأضافت الصحيفة أنه على المستوى المحلي وعلى الفور تقريبا، بدأ السكان في أنحاء فنزويلا في طرق الأواني احتجاجا على النتيجة، التي كان من المتوقع أن تطعن فيها المعارضة بمساعدة حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، تجمع أنصار مادورو خارج قصر ميرافلوريس الرئاسي للاحتفال بالفوز بحفل موسيقي.

 

وقال مادورو للحشد : "لقد عشنا يوما جميلا. شكرا لمنحي هذا النصر الذي يستحقه الشعب. هذا انتصار لمبادئ المساواة".

 

وفي وقت مبكر من اليوم الاثنين، قالت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، التي دعمت خصمه إدموندو جونزاليس بعد منعها من الترشح ضد مادورو، إنه حصل على حوالي 70 % من الأصوات، واصفة ادعاء مادورو بالفوز بأنه احتيالي وحثت القوات المسلحة على احترام النتائج الحقيقية للانتخابات.

 

ولقد أعطت شركات استطلاع الرأي المستقلة الفنزويليين أسبابًا للأمل، على الرغم من أن جونزاليس دبلوماسي سابق يبلغ من العمر 74 عامًا ولديه القليل من الطموحات السياسية حيث توقعت كل من ديلفوس وكليرباث ستراتيجيز، فوزه على مادورو بأكثر من 25 نقطة مئوية قبل التصويت.

 

ومع ذلك، أعلن المجلس الانتخابي الوطني الذي يسيطر عليه النظام إن الزعيم مادورو البالغ من العمر 61 عامًا سيمدد حكمه الذي دام 11 عامًا إلى العقد المقبل بعد حصوله على 5.1 مليون بطاقة اقتراع، بنسبة 51.2 % من الأصوات، مقابل 4.4 مليون، أو 44.2 % من الأصوات، لخصمه إدموندو جونزاليس. 

 

ونوهت الصحيفة بأنه بهذه النتيجة، يبدو أن مادورو قد عزز قبضته على السلطة خاصة أنه نجا سابقا من العقوبات النفطية التي فرضتها الإدارة الأمريكية في عام 2019، ومجموعة من الانتفاضات العسكرية الصغيرة، بما في ذلك محاولة اغتيال باستخدام طائرة بدون طيار.