محافظون.. استعادة الثقة

لا شك أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لرئيس مجلس النواب وما حمله من تمني أن تحظى الحكومة الجديدة بثقة الشعب الذي يشرف أعضاء مجلس النواب بتمثيله، هو تكليف إجباري للحكومة والمحافظين للعمل الجاد لاستعادة ثقة المواطنين في الحكومة، وتكليفات واضحة من القيادة السياسية للحكومة ومحافظيها ببناء  الثقة من خلال التواصل الدائم مع المواطنين والإعلام. 

 

ولعل تحركات المحافظين الجدد خلال الأسبوع الأول لعملهم، يبشر بالخير ويؤكد أن  بالفعل اتخذت الحكومة والمحافظون منهاجًا جديدًا للعمل هدفه المواطن وإعادة بناء جسور الثقة معه. 

 

المتابع لتحركات المحافظين في محافظات الجمهورية والتي أتت بهم حركة المحافظين الأخيرة يدرك تمامًا ذلك، أسبوع كامل من العمل الميداني الشاق تحت حرارة الشمس، جولات منها ما هو ملعن وما هو مفاجئ ولكن أقولها صراحة أن ما حدث ونزول المحافظين يوميًا للشارع أتى بثماره سريعًا، فرحة وتفاؤل وسط المواطنين أن هناك تغيرًا وحالة حراك كبيرة داخل الشارع، تبعها تحركات على المستويات الأقل من رؤساء مراكز ومدن ووحدات قرية. 

 

ولعل الموقف الذي شهده محافظ المنيا اللواء عماد كدواني خلال جولته المفاجئة لمركز سمالوط في أولى جولاته الميدانية بمحافظة المنيا، كان دليلاً كبيرًا أن المواطن كان فاقد الثقة.

 

الصورة كما طرحها المحافظ عندما وجد مواطنًا بمستشفى سمالوط النموذجي، طلب منه أن يشاهد حفرة كبيرة داخل الشارع المجاور للمستشفى تركها مسؤولو الوحدة المحلية ومقاول الصرف الصحي منذ 6 أشهر تعرض حياة المارة للخطر، فكان رد المحافظ أنه سيذهب معه بعد انتهاء جولة المستشفى، فقال المواطن: “ولا المحافظ هيروح ولا أحد يسأل فينا”، إلا أنه انتظر المحافظ ووقف بعيدًا فوجد المحافظ بعد أن انتهى من جولته ينادي عليه أين المكان، وذهب معه بالفعل المحافظ ليتخذ قرارًا عاجلاً بإقالة رئيس الحي واتخاذ الإجراءات اللازمة لردم الحفرة ورد الشيء لأصله. 

 

الوقائع كثيرة وما رصده المحافظون خلال جولاتهم الميدانية وما تبعها من قرارات لاقت استحسانًا وفرحة كبيرة للمواطنين، تؤكد أن الأمر سيكون مختلفًا ومنهاج العمل الجديد سيأتي ثماره في استعادة الثقة في الجمهورية الجديدة.