عاجل
الخميس 1 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

فرنسا: قلق وترقب لنتائج الجولة "الحاسمة" من الانتخابات التشريعية ووصول اليمين المتطرف للحكم

وسط حالة من الترقب والقلق، يواصل الفرنسيون اليوم الأحد، الإدلاء بأصواتهم في الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات التشريعية الفرنسية، التي وُصفَت بالتاريخية؛ إذ يظل "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الأقرب للفوز من أي وقت مضى، وهو ما زاد من تخوف المواطنين من وصوله إلى الحكم في فرنسا. 



 

وتوافد أكثر من 49 مليون ناخب، مسجلين على القوائم الانتخابية، منذ الصباح الباكر مسرعين إلى المراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها في الثامنة صباحا (بتوقيت باريس)، لاختيار 501 نائبا من المرشحين المتبقين، حيث تم انتخاب 76 نائبا في الجولة الأولى، ليبلغ إجمالي المنتخبين 577 نائبا في البرلمان الفرنسي.

 

لكن معظم الناخبين تفاجئوا بأن اللجنة الانتخابية التابعة لمكان إقامتهم مغلقة، وهو ما كان غير مفهوم بالنسبة لهم، ثم علموا أنه تم بالفعل انتخاب نائب من المرشحين الذين كانوا مسجلين في هذه الدوائر الانتخابية، فقد أدت نسبة المشاركة العالية خلال الجولة الأولى إلى إمكانية انتخاب بعض المرشحين منذ الجولة الأولى في دوائر انتخابية معينة ومن الضروري لتجنب خوض جولة جولة ثانية، جمع أكثر من 50% من الأصوات، وهو ما يمثل 25% على الأقل من المسجلين، وهو ما حدث مع هؤلاء المرشحين الذين تم انتخابهم من الجولة الأولى، ويبلغ عددهم الإجمالي 76 نائبا. 

 

وأعربت "بولين"، مواطنة فرنسية - لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط - عن استيائها بعدما سارعت إلى اللجنة الانتخابية التابعة لها لكن وجدتها مغلقة، وقالت: "جئت للتصويت لأنني لا أريد أن يصل حزب التجمع الوطني إلى السلطة بعد ما حدث في الجولة الأولى، ولهذا السبب أتيت اليوم ولدي مخاوف تجاه وصول التجمع الوطني إلى الحكم... لا أريد على الإطلاق أن يحكم حزب التجمع الوطني .. مستحيل!". 

 

ويتزايد قلق وخوف الناخبين مع استمرار صعود اليمين المتطرف في استطلاعات الرأي قبل التصويت، ويزداد قلقهم تجاه مستقبل البلاد والتوجهات السياسية التي قد تؤثر على حقوقهم وحرياتهم مع احتمالية فوز اليمين المتطرف، وهو ما أعربت عنه "إيمان"، المواطنة الفرنسية من أصل جزائري. 

 

واندهشت إيمان بشدة بعدما علمت بأن مركز الاقتراع التابع لها مغلق لأن المرشح تم انتخابه في الجولة الأولى. وقالت: "لا يمكننا أن نسمح للتجمع الوطني أن يصل إلى الحكم؛ فهذا مستحيل!". 

وأثار الخطاب المناهض للهجرة الذي يتبناه التجمع الوطني قلق إيمان بشدة، مؤكدة أنها تعيش هنا في فرنسا منذ أكثر من 20 عاما، وتعيش بشكل قانوني ولها كامل الحق في التصويت. وبرغم أنها لم تُعِر اهتماما في السابق للتصويت، لكنها أكدت أن "هذه المرة مختلفة؛ وإذا وصل التجمع الوطني إلى السلطة، فحينها سأشعر بالقلق وعدم الاستقرار". 

 

وتابعت: "نفكر في الآخرين، لذلك نخاف من القوانين التي ستأتي بعد انتخابهم (اليمين المتطرف) لأننا نعلم جيدا أنهم ضد الهجرة، ونخشى أن يكون هناك قانونا جديدا ويُقال لنا عودوا إلى وطنكم! في حين نحن هنا في بلدنا، نعمل ونساهم في دفع الضرائب وبالتالي نحن مواطنون فرنسيون ونمارس حقنا في التصويت والتعبير عن رأينا". 

 

ومن أمام مركز اقتراع آخر، أعرب "بول" عن رغبته في أن تكون نسبة المشاركة عالية "حتى نختار من يمثلنا بحق؛ فنحن نبحث عن النواب الذين يجب أن يفكروا في الشعب ويقودوا البلاد على الطريق الصحيح"، معربا عن قلقه على مستقبل الأجيال القادمة ومستقبل البلاد. 

 

ومع استمرار التصويت حتى السادسة مساء (بتوقيت باريس) في أغلب البلديات، وحتى الساعة الثامنة مساء في المدن الكبرى، تشهد مراكز الاقتراع إقبالا من جانب الناخبين. وقد أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الجولة الثانية حتى ظهر اليوم بلغت 26.63% مسجلة ارتفاعا طفيفا مقارنة بالجولة الأولى؛ حيث بلغت في نفس التوقيت (25.9%)، لكن يعد هذا ارتفاعا ملحوظا مقارنة بالجولة الثانية لانتخابات 2022، حيث بلغت وقتها 18.99%. 

 

وحرص كثير من الناخبين على الحضور والتصويت فقط لعرقلة الطريق أمام حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي يتصدر المشهد السياسي بقوة. وقالت "سيلين": "لا أعرف ماذا سيحدث في فرنسا إذا وصل اليمين المتطرف إلى الحكم، أنا هنا مواطنة فرنسية أدلي بصوتي لعرقلة الطريق أمام اليمين المتطرف". 

 

ويتنافس في هذه الجولة الثانية 1094 مرشحا من عدة أحزاب وتحالفات، وعلى رأسهم ثلاث كتل سياسية وهم: حزب "التجمع الوطني" (اليميني المتطرف وحلفاؤه)، وتحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة" الذي يضم فرنسا الأبية والحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الشيوعي، والتحالف الرئاسي الذي يضم أحزاب النهضة وآفاق والحركة الديمقراطية "مودم".

 

ونادرًا ما أثارت انتخابات تشريعية في فرنسا قدرا مماثلا من القلق لدى البعض. فخلال الجولة الأولى، الأحد الماضي، حصل "التجمع الوطني" وحلفاؤه على نسبة 33.15% من الأصوات، بينما حصل تحالف اليسار على 27.99% وحل المعسكر الرئاسي ثالثا بعد أن حصل على 20.04%. 

 

كما أشار آخر استطلاع للرأي لمعهد "إيلاب" إلى أن التجمع الوطني وحلفائه سيتصدر نتائج الجولة الثانية من الانتخابات وسيحصل على ما بين 200 و230 مقعدا (مقارنة بـ89 مقعدا حصل عليها في الانتخابات الأخيرة في 2022)، لكنه لن يحصل على الأغلبية المطلقة 289 مقعدا التي تسمح له بالحكم.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز