عاجل
الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
ساعة يوم القيامة (2)

نحو الهاوية

ساعة يوم القيامة (2)

ساعة يوم القيامة التي تدق منذ 77 عامًا ليست ساعة عادية، فهي تحاول قياس مدى اقتراب البشرية من تدمير العالم. ساعة رمزية تقترب من منتصف الليل لتعكس الكوارث العالمية التي تتسبب بها البشرية حتى هذا العام 2024.



 على الصعيد العالمي، إننا نسرع نحو الهاوية.. مصممون على السقوط نحو العدم، وهذا يقلل كثيراً من احتمالات البقاء على قيد الحياة بشكل لائق. في الواقع، هناك هاويتان، كارثة بيئية باتت وشيكة، لم يعد لدينا الكثير من الوقت للحد منها. اننا نسير في الطريق الخاطيء.. والثانية تعود إلى سبعين عاما، مع خطر الحرب النووية، خطر لا يزال ينمو.. إذا نظرتم إلى هذا الملف، بقينا على قيد الحياة بمعجزة”.. الجنس البشري هرم حوالي مائة ألف سنة ويواجه الآن إنعطافة فريدة في تاريخه الآن.   إنه في مرحلة سيقرر فيها قريبا، خلال الأجيال القريبة المقبلة، إن كانت التجربة التي تدعى الحياة الذكية ستستمر أم اننا مصممون على تدميرها.. العلماء صرحوا بأن الوقود الأحفوري يجب أن يترك داخل الأرض إن أردنا أن نترك لأحفادنا آفاقاً لائقة.. لكن الهياكل المؤسسية تضغط على مجتمعنا في محاولة لانتزاع كل قطرة.. آثار وعواقب هذا على البشرية، والآثار المتوقعة على تغير المناخ في المستقبل القريب، تعد كارثة، إننا في سباق نحو الهاوية  بسبب التغيير المناخي والأسلحة النووية، ونضيف عليها الذكاء الاصطناعي. 

                                                                  

  هناك نوعان من الدول التي تعيث فسادا في منطقة الشرق الأوسط وتقوم بالاعتداءات والعنف والأعمال الإرهابية، وغير القانونية، وباستمرار.. إنها الدول التي تمتلك الأسلحة الثقيلة والأسلحة النووية.. ولم تؤخذ أسلحتها النووية بعين الاعتبار .. الولايات المتحدة وإسرائيل.. أكبر دولتين نوويتين في العالم.. إن استطلاعات الرأي الدولية التي تديرها وكالات إقتراع أمريكية، أظهرت أن الولايات المتحدة هي أكبر تهديد للسلام العالمي بأغلبية ساحقة.. المثير للاهتمام هو أن وسائل الإعلام الأمريكية رفضت نشر هذا الاستطلاع.. لكن هذا لا يغير الواقع.

 

بداية بولاية أوباما الرئاسة الأمريكية، وإعلانه عن برنامج من آلاف المليارات من الدولارات لتحديث نظام السلاح النووي الأمريكي، هذا يعني توسيع نطاق نظام السلاح النووي.. هذا هو أحد الأسباب الذي أدى إلى تقديم عقارب نهاية العالم بدقيقتين لتصبح قبل بثلاث دقائق قبل منتصف الليل حسب نشرة علماء الذرة. هذا لم يحدث منذ ثلاثين عاما.. منذ عهد ريجان حيث كان هناك خطر حرب نووية كبرى.

 

نعم هناك سباق نووي محموم وعلى الرغم من عقود من اتفاقيات الحد من الأسلحة، لا يزال هناك نحو 13 ألف رأس حربي نووي على مستوى العالم، 90 في المئة منها روسية وأميركية. وتم إعلان ست دول أخرى قوى نووية: المملكة المتحدة وفرنسا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية.. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك هذه الأسلحة، لكنها لم تؤكد ذلك قط.. معظم الأسلحة النووية الحديثة أقوى بعدة مرات من تلك التي دمرت هيروشيما وناغازاكي.

 

ومنذ بدء الحرب في أوكرانيا، كان هناك خطاب من كبار الشخصيات الروسية يشير إلى أن أسلحة موسكو النووية يمكن أن تستخدم ضد المملكة المتحدة، ولذلك، في عام 2021، رفعت المملكة المتحدة الحد الأقصى لرؤوسها الحربية من 225 إلى 260، وربما 35 رأساً حربياً إضافياً، والقوة النووية للبلاد في حالة تأهب قصوى، وفقاً لـ«بي بي سي».

 

ثم تأتي حملة اغتيال عالمية من الطائرات بدون طيار.. على أجزاء واسعة من العالم، الولايات المتحدة بشكل منهجي، علنا، وصراحة، ما أقوله ليس سراً، الجميع يعرف هذا، إنها تنفذ حملات منتظمة لاغتيال الأشخاص الذين تشك بانهم قد يلحقون الضرر بالحكومة الأمريكية في يوم ما.. الواقع، كما ذكرتِ مسبقاً، إنها حملة إرهاب.. مثلاً، عند قصف قرية في اليمن، وقتل شخص ما، لربما هو الذي كان مستهدفاً ولربما لا.. أشخاص غيره كانوا موجودين في الحي، هم أيضاً سيقتلون، كيف سيردون؟ إنهم سينتقمون.

 

تشمل المخاطر الرئيسية الأخرى التي حددتها هذه الجمعية من العلماء، أزمة المناخ وتصنيف عام 2023 على أنه الأكثر سخونة على الإطلاق، وتداعي اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية، وحتى تهديدات التضليل الإعلامي المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.. وشددت على ضرورة «عدم حصول أي التباس» فيما يتعلق بإبقاء ساعة نهاية العالم هذه في وقتها نفسه كما العام الماضي... مؤكدة، «هذه ليست علامة على أن العالم مستقر، بل على العكس تماماً، هناك حاجة ملحّة لأن تتحرك الحكومات والشعوب في جميع أنحاء العالم».

 

ساعة يوم القيامة يجري تحريكها بناءً على مجموعة من العوامل المختلفة، وليس على سبيل الصدفة كما يظن البعض، ويتابعها البعض من أجل معرفة اقتراب تهديدًا لمستقبل البشرية أم لا، وتشمل تلك التهديدات: المخاطر النووية: تعتبر المخاطر النووية أكبر تهديد لمستقبل البشرية، وتمتلك العديد من الدول أسلحة نووية، ويمكن أن يؤدي استخدامها إلى دمار عالمي.

 

تغير المناخ: يمثل تغير المناخ تهديدًا خطيرًا للحياة على الأرض، كما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وتغير أنماط الطقس، وزيادة الكوارث الطبيعية.

 

التكنولوجيات الجديدة: يمكن أن تؤدي التقنيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، إلى مخاطر جديدة للبشرية، يمكن أن تستخدم هذه التقنيات لأغراض عسكرية أو لإنشاء أسلحة جديدة.

 

من الصعب التنبؤ بمستقبل ساعة يوم القيامة، ومع ذلك، من المرجح أن تظل الساعة في وضع خطر حتى يتم اتخاذ خطوات لمعالجة التهديدات التي تواجه البشرية.  …وعن مخاطر التكنولوجيا الجديدة سنتحدث.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز