عاجل
السبت 13 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خالد عكاشة: معالجة أزمات القرن الأفريقي مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي ولا تقع على عاتق دولة واحدة

خالد عكاشة
خالد عكاشة

قال مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الدكتور خالد عكاشة، إن معالجة صراعات وأزمات القرن الأفريقي لا تقع على عاتق دولة واحدة بل هي مسؤولية جماعية مشتركة يتحملها المجتمع الدولي بأكمله.



 

وأضاف عكاشة في الكلمة الافتتاحية أمام مؤتمر "الصراعات في القرن الأفريقي.. وتداعياتها على الأمن الإقليمي والمصري" الذي ينظمه المركز المصري اليوم الخميس أنه على المجتمع الدولي دعم الجهود الدبلوماسية المبذولة لتسوية الصراعات الراهنة في الإقليم، وتبني نهج قائم على الحوار والوساطة، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه الصراعات، بالإضافة إلى دعم جهود التنمية المستدامة بما يضمن عودة الأمن والاستقرار الإقليمي، ويحقق الرخاء المشترك، ويلبي تطلعات شعوب دول الإقليم في العيش الآمن والكريم.

 

وأوضح أننا نجتمع اليوم لنناقش أحد أكثر التحديات إلحاحا التي تواجه عالمنا وهي الصراعات في القرن الأفريقي، مبيناً أن أهمية الإقليم تنبع من موقعه الرابط بين القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، فضلاً عن إطلالته على أهم ممرات الملاحة الدولية مما يجعله ممرًا حيويًا للتجارة الدولية، ونقطة التقاء للعديد من مصالح القوى الإقليمية والدولية.

 

ونبه إلى أنه وعلى الرغم من الإمكانيات التي يزخر بها إقليم القرن الأفريقي من مقومات طبيعية وفيرة كالمعادن ومصادر الطاقة من النفط والغاز الطبيعي، وإمكانيات بشرية هائلة، وتنوع ثقافي وإثني، فضلاً عن موقعه الجيواستراتيجي المحوري، فلا يزال الإقليم واحدًا من أفقر مناطق العالم، وأكثرها اضطراباً، في ضوء ما يشهده من صراعات مركبة، وأزمات متداخلة، وتحديات متزامنة.

 

وأشار إلى أن الصراعات التي يواجهها إقليم القرن الأفريقي تتعدد ما بين صراعات ذات طبيعة أثنية، وصراعات حدودية، وصراعات على الموارد بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الأقاليم الانفصالية، منوهاً بأنه في إثيوبيا أدى الصراع الداخلي إلى تراجع مستويات الأمن والتنمية، فضلا عن ارتداداته ذات التكلفة الإقليمية.

 

وتابع أن السودان يشهد أيضا صراعًا لا يقل خطورة وتكلفة عن الصراع في إثيوبيا، فمنذ اندلاع الصراع في السودان منتصف أبريل (2023) تزايدت أعداد النازحين واللاجئين بصورة كبيرة، فضلاً عما يرتبه الصراع من تداعيات أمنية أسهمت في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، كما فرض تحديات أمنية على دول الجوار المباشر، وفي مقدمتها مصر التي تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين الفارين من ويلات الحرب.

 

وشدد على أن الأزمات الدبلوماسية تأتي لتفاقم من حدة التوترات فيما بين دول القرن الأفريقي، وهو ما تجلى في توقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، مطلع العام الحالي، في سبيل مساعي أديس أبابا للحصول على منفذ على ساحل البحر الأحمر، قائلاً:"وهو ما يُعد تهديدا للسيادة الوطنية للصومال ووحدة أراضيها، ويفتح مجالاً أمام تصاعد النزعات الانفصالية، كما يقوض الاتفاق من جهود مكافحة الإرهاب في ظل استمرار التهديدات الإرهابية التي يُشكلها تنظيم شباب المجاهدين في الإقليم، وهو من أخطر التنظيمات المسلحة".

 

وحذر من أنه وارتباطاً بمعادلة التفاعلات في منطقة البحر الأحمر فقد بلغ الاضطراب ذروته بشكل غير مسبوق، منذ نوفمبر 2023 وحتى الآن جراء ما أفرزته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من تبعات متمثلة في هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل والدول الغربية الداعمة لها، والتي أدت إلى عودة تنامي عمليات القرصنة على السفن التجارية في خليج عدن بصورة ملحوظة، وهو ما نتج عنه تداعيات سلبية على إمدادات التجارة الدولية ومسارات سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الشحن والتفريغ، الأمر الذي ألقى بظلاله أيضًا على أهم الممرات الملاحية الدولية لا سيما قناة السويس.

 

وأكمل أنه قد فاقم هذا المشهد المتشابك من حدة الأزمات الإنسانية التي يعاني منها شعوب الإقليم؛ إذ يعيش ملايين الأشخاص في حالة فقر مدقع، وانعدام للأمن الغذائي في الكثير من مناطق القرن الأفريقي ، فضلاً عما تسببت فيه التغيرات المناخية من تعرض العديد من المناطق في الإقليم إلى موجات متكررة من الجفاف، أدت إلى ارتفاع معدلات النزوح الداخلي للسكان، وعرقلة جهود التنمية بدول الإقليم.

 

وأوضح الدكتور عكاشة "واستجابة لهذا الوضع الراهن في إقليم القرن الأفريقي، يأتي مؤتمرنا اليوم لتفكيك وتفسير الصراعات والأزمات المختلفة التي يشهدها الإقليم، واستشراف تداعيات هذه الصراعات على الأمن الإقليمي والمصالح الاستراتيجية المصرية".

 

واختتم مدير المركز المصري كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر بالتأكيد على أن مستقبل القرن الأفريقى يعتمد على قدرتنا على التعاون معًا لمعالجة هذه الصراعات والأزمات المركبة، داعياً إلى العمل معاً لبناء مستقبل أفضل لشعوب القرن الأفريقي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز