عاجل
الخميس 4 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
طبطبوا على بعض قبل فوات الأوان

طبطبوا على بعض قبل فوات الأوان

في ظل الأجواء السائدة المليئة بضغوطات وتقلبات الحياة، وفي إطار الظروف المجتمعية المتغيرة المحيطة بنا، والمرتبطة برحايا ودوامة الحياة الطاحنة وعجلة الزمن المتسارعة، يغفل الكثير منا عن أداء بعض الواجبات الضرورية، التي تعد من أهم اولويات الحياة الإنسانية، خاصة لأقرب الناس إلينا "للوالدين، والأخوات، والزوجة، والأبناء". 



 

في زمرة انشغالنا بأعمالنا، وخلال رحلة البحث عن الذات والسعي من أجل فتح أبواب الرزق "وهو مقدر من عند الله"، والرغبة في الحصول على لقمة العيش، نجد أن هناك  أشخاصا مقربين ينتظرون منا لحظة اهتمام أو كلمة طيبة، ومنهم من هو في أمس الحاجة إلى أن نطبطب عليهم لكي يشعروا بأنهم ما زالوا في ذاكرتنا وموجودين بجدول اهتماماتنا. 

 

مؤثرات عديدة ومختلفة قد تنعكس على علاقات من المفترض أن تكون على قمة أولوياتنا، والتي لا يمكن أن يكون لها بديل آخر، أمور يجب مراعاتها في علاقاتنا بأقرب الناس إلينا، وكما أنه على كل شخص منا أن يحاسب ويسأل نفسه أين هو من تلك العلاقات؟ 

بر الوالدين لا يحتاج إلى نقاش بكونه مسؤولية لا تتوقف ولا يتضاءل حجمها، لذلك لا بد أن نفيق ونستيقظ من غفوة المسؤوليات الحياتية، حتى لا تؤثر سلبا على دورنا تجاه الوالدين، مهما كانت المتغيرات والتأثيرات الخارجية. 

العلاقة بين الأخوة والأخوات يجب الحفاظ عليها حتى لا تتدهور أو يصيبها خلل وتتحول إلى جفاء، لذا وجب علينا الحفاظ على صلة الرحم، والمداومة على التواصل والاطمئنان على بعضنا البعض، وأن نحرص على استقطاع وقت للسؤال عنهم، فاحذرو قطع صلة الرحم بينكم. 

الزوجة هي المنوطة بنصيب الأسد من المسؤوليات الزوجية، ودورها لا يقل أهمية عن الزوج، أحياناً المشاغل الحياتية والعملية يكون لها دور في تقصيرنا تجاه زوجاتنا دون قصد، لهذا علينا أن ننتبه إلى أمر ضروري وهو محاولة إعطاء الزوجة حقها حتى ولو من خلال كلمة طيبة، أو بالثناء على  تعبها ومجهوداتها، بالإضافة إلى تحملها مسؤولية كل أفراد الأسرة. 

تُعد تربية الأبناء ورعايتهم مسؤولية كبيرة، تقوم على مبدأ الثقة المتبادلة، وينبغي مشاركتهم في كل الأمور، حتى يشعروا بالروابط المتينة التي تربط بينكم، وانتبه أيها الأب ولا تكن لأولادك مصدر المال وتحقيق الأمنيات فقط، بل أجعل أبناءك يشعرون بالانتماء للأسرة، من خلال المشاعر  الفطرية كالحنان والاحتواء.

علينا جميعا أن نعلم جيدا أن كل من حولنا الآن ستأتي لحظة وسنتفاجأ بأن منهم من غادر وتركنا، وتحول إلى ذكرى قد تؤلمنا عند ذلك الوقت لا نشعر بشيء سوى الحسرة والندم على ما فاتنا، في الوقت الذي لا ينفع فيه الندم.

أخيرا وليس آخراً، انتبهوا جيدا وطبطبوا على قلوب من تحبون، حتى لا تندموا على هذه اللحظات التي لا تكلفكم وقتا أو مجهودا، بل تحتاج إلى صفاء القلب والكلمة الطيبة، وهذا لابتغاء رضاء الله أولا.

ختاماً.. اسألوا عن بعضكم البعض، وصلوا الأرحام بينكم، استمعوا وتعاونوا في حل مشاكلكم، كونوا سنداً وعوناً لبعضكم، التمسوا الأعذار، وسامحوا واغفروا وتمنوا الخير والسعادة للجميع، انزعوا الحقد من قلوبكم واستبدلوها بمشاعر الحب والإخلاص وحب الخير  للغير.. طبطبوا على بعض قبل فوات الأوان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز