آرت بازل 2024.. الفنون في مواجهة التحديات الاقتصادية ومشاركة عربية تلفت الأنظار

شهدت سويسرا هذا الأسبوع افتتاح النسخة الرابعة والخمسين من معرض آرت بازل، أكبر وأعرق معرض في العالم لتجار الأعمال الحديثة والمعاصرة، يجمع الحدث السنوي الذي يقام في شهر يونيو هذا العام 285 معرضًا من 40 دولة.

بدأ معرض آرت بازل هذا العام على خلفية انخفاض في مبيعات المزادات وتوقعات غير متفائلة حول سوق المبيعات الفنية، نتيجة للخوف من الانكماش الاقتصادي المحتمل بسبب عوامل عديدة مثل صعود اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية، والجمود بشأن الحرب في غزة، والعلامات الأولى لصدمة مالية في الولايات المتحدة. كل هذه العوامل تساهم في سحب عالم الفن إلى الأسفل.

شهد معرض آرت بازل حضورًا آسيويًا ملحوظًا، حيث فضل العديد من هواة الجمع الأميركيين البقاء في منازلهم وأرسلوا مستشاريهم الذين حضروا بأعداد كبيرة. الحضور الآسيوي (كوريا الجنوبية، تايوان، سنغافورة، اليابان، والصين) كان قويًا أيضًا، مع زيادة في عدد التجار وانخفاض في عدد هواة الجمع مقارنة بالإصدار السابق. انخفضت المبيعات بنسبة تخطت 20% مقارنة بالموسم الماضي في أحدث سلسلة من المزادات الحديثة والمعاصرة التي أقيمت في مايو في سوثبي وكريستي وفيليبس في نيويورك. كما تعاني دار كريستي للمزادات من هجوم إلكتروني على موقعها وقلصت مبيعاتها في لندن. ويقال إن سوثبي بصدد تسريح الموظفين لخفض التكاليف.

وشهد معرض آرت بازل، أيضًا مشاركة عربية من خلال العمل الفني للفنانة الليبية نور جودة، الذي يحمل عنوان "ظل كل شجرة" الذي  ينقلنا إلى محيطها المادي المباشر في القاهرة، حيث تعيش الآن، ويطرح مناقشات أوسع حول الهجرة والتاريخ المصري القديم والتدخل الاستعماري. يتكون العمل من قماش مصبوغ وبوابة فولاذية وخرسانة، وقد بيع هذا التركيب إلى مجموعة خاصة في أوروبا مقابل 105,000 جنيه استرليني. مع وجود أعمالها ضمن معرض بينالي البندقية لهذا العام، "الأجانب في كل مكان"، يعزز هذا المزاد مكانة جودة كواحدة من الفنانين الذين يستحقون المشاهدة.

كما يتم عرض أعمال وائل شوقي في كل من البندقية وبازل. ويشتهر شوقي بتحقيقه في الروايات التاريخية من خلال المزج بين الحقيقة والخيال، وهو ما ينعكس في مقطع الفيديو الخاص به للجناح المصري في البندقية واللوحات الزيتية المضمنة في عرض معرض ليسون في قطاع المعارض. تستكشف سلسلته "جزر المباركين" كيف تتحول الأساطير في كثير من الأحيان إلى معتقدات؛ وقد باع ليسون هذا الأسبوع اللوحة الحادية عشرة من سلسلة "جزر المباركين" مقابل 35 ألف دولار أمريكي.