عاجل
الثلاثاء 6 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عاجل| تحدى الأخطبوط.. الرجل الذي قال: لا في مواجهة الظلم

بيدرو سانشيز
بيدرو سانشيز

بيدرو سانشيز كاستيخون، رئيس وزراء إسبانيا، الذي اتخذ اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024، قرارًا تاريخيًا بالاعتراف بدولة فلسطين، متحديًا الصهيونية العالمية التي تنتشر في العالم من خلال شركاتها متعددة الجنسية كالأخطبوط، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل.



 

وتعرض رئيس الوزراء الإسباني خلال الفترة الأخيرة بعد الإعلان عن نيه حكومته الاعتراف بالدولة الفلسطينية إلى تلفيق اتهامات باطلة ضد بيونيا جوميز بتهمة استغلال النفوذ والفساد، فيما سمي علاقاتها المشبوهة مع العديد من الشركات الخاصة.

 

 وفكر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، 24 أبريل الماضي في تقديم استقالته وعلق أنشطته حتى 29 أبريل، بعد الإعلان عن فتح التحقيق مع زوجته.

وحينها كتب رسالة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، قائلًا: "أحتاج إلى التوقف والتفكير لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كنت سأستمر في منصب رئيس الحكومة أو إذا كان على أن أتخلى عن هذا الشرف، مضيفًا أنه "سيعلن قراره الاثنين 29 أبريل للصحافة"، بينما يعلق أنشطته حتى ذلك الوقت.

 

ويوم 29 أبريل الماضي، قرر بيدور سانشيز التراجع عن فكرة الاستقالة والبقاء في منصبه بعد فترة من التفكير المتأني حول مستقبله السياسي وأبلغ حينها الملك فيليب السادس بالقرار، ليعلن اليوم قرارًا تاريخيًا سيخلده التاريخ بالاعتراف بدولة فلسطين.

 

ولا يفوتنا في هذه السطور بـ«بوابة روزاليوسف» أن نستعرض سيرة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز كاستيخون الحياتيه ومسيرته الأكاديمية والسياسية.

  ولد بيدرو سانشيز كاستيخون يوم 29 فبراير 1972 في حي «تطوان» بالعاصمة الإسبانية مدريد، وهو نجل لعضو في الحزب الاشتراكي كان يعمل في القطاع المالي، وكانت والدته موظفة حكومية تعمل في هيئة التأمينات الاجتماعية "الضمان الاجتماعي".

  درس سانشيز العلوم الاقتصادية والتجارية في جامعة كومبلوتينسي بمدريد وتخرج فيها عام 1995، وأحب الرياضة منذ الصغر، فكان لاعبا لكرة السلة في نادي استوديانتيس "الطلاب" أحد أشهر أندية العاصمة الإسبانية في هذه الرياضة، واستمر في ممارستها حتى بلغ من العمر 21 سنة.

 

ونال شهادة ماجستير في السياسة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي بجامعة بروكسل الحرة "1997-1998"، وماجستير أخرى في التكامل الاقتصادي والنقدي بمعهد الدراسات الجامعية العليا أورتيجا إي جاسيت بمدريد "2001-2002"، وماجستير ثالثة "2004-2005" عن القيادة في المجال العام بمعهد الدراسات العليا لإدارة الأعمال التابع لجامعة نافارا "شمال إسبانيا". 

 

عمل بيدرو سانشيز كاستيخون منذ عام 2008 مدرسًا بجامعة كاميلو خوسيه ثيلا لمادة البنية الاقتصادية وتاريخ الفكر الاقتصادي، وحصل من هذه الجامعة في عام 2012 على درجة الدكتوراه في الاقتصاد وإدارة الأعمال.

 

تكوينه الفكري والسياسي

اكتسب سانشيز خلال سنوات دراسته الجامعية عضوية الحزب الاشتراكي العالي الإسباني عام 1993، وذلك في أعقاب فوز الزعيم الاشتراكي فيليب جونزالس بالانتخابات العامة في تلك السنة.

ثم تحول بعد بضعة أشهر من انضمامه للحزب الاشتراكي إلى عضو نشيط بارز في منظمة "الشبيبة الاشتراكية" ذات الميول اليسارية والتابعة للحزب.

 

مسؤولياته الوظيفية

 

قبل أن يصبح مدرسا في الجامعة بمدريد، عمل سانشيز في الخارج -وهو في سن السادسة والعشرين- مستشارا في البرلمان الأوروبي "1998"، ورئيسا لمكتب الممثل السامي للأمم المتحدة في البوسنة خلال حرب كوسوفو"1999" الإسباني كارلوس ويستندورب.

وبعد عودته إلى إسبانيا عمل مديرا للعلاقات الدولية بمنظمة الدفاع عن حقوق المستهلكين والمستخدمين "2000"، ومستشارا اقتصاديا في اللجنة التنفيذية اليدرالية التابعة للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني "2000-2004". كما عمل مستشارًا اقتصاديًا لعدد من الشركات الأجنبية.

خوض المعترك السياسي

 

في المؤتمر العام الخامس والثلاثين للحزب الاشتراكي عام 2000 كان سانشيز أحد مندوبي قواعد الحزب الذين شاركوا في ذلك المؤتمر لانتخاب أمين عام جديد لحزبهم، بعد معاناة الاشتراكيين من أزمة في قيادتهم منذ خسارتهم للانتخابات العامة في 1996.

وأسفر ذلك التصويت عن اختيار خوسيه لويس ثاباتيرو الذي بدأ الاشتراكيون تحت قيادته في استعادة شعبيتهم تدريجيا ففازوا بالانتخابات البلدية والإقليمية عام 2003، وكان سانشيز في المركز الثالث والعشرين على قائمة مرشحي الحزب في تلك الانتخابات، ولهذا لم ينل مقعدا في المجلس البلدي لمدريد لأن الحزب الاشتراكي حصل على 21 مقعدا فقط.

ولكنه حصل على مقعد في هذا المجلس عام 2004 بعد استقالة اثنين من زملائه، وأصبح أحد الأفراد الأساسيين في فريق عمل زعيمة المعارضة الاشتراكية بالمجلس البلدي لمدريد ترينيداد خيمينيث. عمل سانشيز بصورة لصيقة خلال 2004-2009 مع الأمين العام للتنظيم في الحزب الاشتراكي آنذاك خوسيه بلانكو في التحضير للعمليات الانتخابية التي جرت في تلك الفترة. وفي 2007 جدد احتفاظه بمقعده الانتخابي في المجلس البلدي بمدريد، وكان مسؤولا عن شؤون الاقتصاد والتخطيط المدني والإسكان.

 

اختير ضمن قائمة الحزب الاشتراكي في الانتخابات العامة التي جرت عام 2008 ولكنه لم يحصل على مقعد برلماني، بيد أن استقالة وزير الاقتصاد الاشتراكي بيدرو سولبيس من منصبه في الحكومة وتنازله عن مقعده في البرلمان أديا إلى شغل سانشيز لهذا المقعد عام 2009 وتركه لمقعده بالمجلس البلدي.

وفي تلك الفترة التشريعية كان نائبا للناطق بلسان الحزب الاشتراكي في لجنة الشؤون الإقليمية، وعضوا في كل من لجنة الشؤون الخارجية واللجنة المختلطة للشؤون الأوروبية بالبرلمان.

 

وفي الانتخابات العامة سنة 2011 احتل سانشيز المركز الحادي عشر في قائمة حزبه الانتخابية، ولكنه فقد مقعده البرلماني بعد حصول الحزب الاشتراكي على عشرة مقاعد فقط عن دائرة مدريد، فاهتم بعمله الجامعي وحصل على درجة الدكتوراه عام 2012.

ثم عاد مرة أخرى إلى البرلمان في يناير 2013 بعد تنازل زميلته كريستينا ناربونا عن مقعدها البرلماني، وفي نوفمب 2013 كان أحد منسقي المؤتمر السياسي العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني.

وفي نوفمبر 2014 ترشح سانشيز لمنصب الأمين العام للحزب الاشتراكي في الانتخابات الأولية التي أجراها الحزب لاختيار أمينه العام الجديد ومرشحه لرئاسة الحكومة في انتخابات 2015، بعد النتائج السيئة التي حصدها الحزب في الانتخابات العامة السابقة "2011"، وفي انتخابات اختيار ممثلي إسبانيا في البرلمان الأوروبي "2014" تحت قيادة ألفريدو بيريث روبالكابا، مما دفع الأخير إلى إعلان نيته الاستقالة من الأمانة العامة للحزب.

 

وكانت هذه الانتخابات هي المرة الأولى التي تشارك فيها قواعد الحزب -وليس إدارته- في اختيار أمينها العام ومرشحها لرئاسة الحكومة، وفاز سانشيز في تلك الانتخابات ليصبح أول زعيم اشتراكي في التاريخ ترشحه جماهير الحزب، وأصبح بذلك زعيما للمعارضة البرلمانية.

 

خاض سانشيز الانتخابات العامة "التشريعيات" في ديسمبر 2015، ولكنه لم يفلح في هزيمة الحزب الشعبي الحاكم الذي تراجع دعم المواطنين له بسبب سياسات التقشف الاقتصادي التي اتبعتها حكومته وفضائح فساد لاحقته، وحل الحزب الاشتراكي في المركز الثاني محققا أسوأ نتيجة في عدد مقاعده البرلمانية "90 مقعدا" منذ بداية عهد الديمقراطية.

وبالرغم من احتلال سانشيز للمركز الثاني في نتائج الاقتراع، فقد كلفه الملك الإسباني فيليبي السادس في 2 فبراير 2016 بتشكيل الحكومة، بعد امتناع صاحب المركز الأول وزعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي عن قبول هذا التكليف، لعدم تمتعه بأغلبية برلمانية تسمح له بتشكيل حكومة مستقرة.

 

وبعد إعلان ترشيحه لرئاسة الحكومة صرح سانشيز -الذي فاز حزبه بتسعين مقعدا في البرلمان- بأنه جاهز لإنتشال إسبانيا من المستنقع الموجودة فيه، وأنه مستعد للحوار مع كل الأحزاب سواء أكانت يسارية أم يمينية لتشكيل ائتلاف حكومي، مستثنيا من ذلك سلفه في رئاسة الحكومة الحزب الشعبي.

 

ومنذ يونيو 2018، يشغل بيدرو سانشيز منصب رئيس وزراء إسبانيا، وحتى اليوم، وكان أيضًا الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي الإسباني منذ يونيو 2017. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز