عاجل
الأربعاء 12 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

د. حسام الإمام يكتب: عادل إمام.. نقطة ومن أول السطر  

د. حسام الإمام
د. حسام الإمام

تساءلت من قبل: هل يستحق عادل إمام فعلًا لقب الزعيم بين جموع الفنانين؟ هل هو على تلك الدرجة من القبول التي يتمتع بها يحيى الفخراني، الذي تعتبر "طلته" على الشاشة فقط، إرضاء لكثير من المشاهدين؟ هل وصل لإتقان أحمد زكي الذي لا يقاومه أحد؟ إذن ما السر وراء إطلاق لقب الزعيم عليه؟



وسواء اتفقنا مع عادل إمام أو اختلفنا فيما يقدمه، فلا شك أن الاختلاف في الرأي لن يفسد للود قضية، ولن يمنعنا عن الحديث عن أمور نجح فيها دون غيره. أنا شخصيًا أختلف مع عادل إمام في إصراره على إدراج أمور معينة في أعماله، كان من الأفضل أن يتجنبها بعد المكانة التي وصل إليها. لكنني لا أختلف على لقب الزعيم الذي يستحقه فعلًا.

الأمر المهم الذي يميز عادل إمام هو نجاحه في الربط بين عدة أجيال، من يشاهد أعمالهم حاليًا لن يعرف منهم أحدًا باستثناء عادل إمام، لسبب بسيط أن أعمالهم لا يتم عرضها بشكل متكرر، وإن عرضت لا يقبل على مشاهدتها الكثيرون، بينما يقبلون عليها إن رأوا فيها عادل إمام، الذي أصبح عامل الربط بين تلك الأجيال، وهي ظاهرة لم يسبقه إليها أحد. 

مسألة الربط بين الأجيال ليست أمرًا يسيرًا، فهي التي تصل المشاهد الذي يعرف عادل إمام إلى يوسف وهبي وأمينة رزق وكل القدماء الذين باتت أعمالهم غير مرئية من أجيال الحاضر إلا ما ندر منها. أعمال لم يكن عادل هو بطلها الرئيسي، لكنه يعتبر عامل الجذب لمشاهدتها حاليًا، الشخص الذي يعرفه الصغار ويحرصون على مشاهدته.

نجاح عادل إمام في القيام بدور البطولة حتى بلوغه عامه الثمانين أمر جدير بالإعجاب فعلًا.

لقد نجح في تكوين فريق عمل يبحث وينقب له عن فكر واحتياجات كل مرحلة عمرية يصل إليها، ليجعلها محور الحديث الذي يدور الجميع في فلكه، وهو أمر يحسب له ولفريق عمله. فالطبيعي والمعتاد أن نرى البطل في تلك السن وقد تحول إلى الأدوار الثانوية التي تدور في فلك البطل الشاب. نجاح عادل إمام أيضًا في التنويع يعتبر أمرًا مهمًا، وربما من أهم العوامل التي وضعته وثبتت أقدامه في الصدارة بشكل لم يسبقه إليه أحد. هل عادل إمام الذي مثّل في فيلم "البحث عن فضيحة" أو "شعبان تحت الصفر" أو "احترس من الخط" هو نفس الشخص الذي رأيناه في "حتى لا يطير الدخان" أو "حب في الزنزانة" و"المشبوه" أو "الإنس والجن" أو "الغول"؟ الحق أن تلك النقلة وحدها تكفي لجعل عادل زعيمًا متربعًا على القمة.

لقد قام بالأمر بشكل لم يتوقعه أحد، نعم فعلها وجرؤ عليها وهو يعلم تمامًا أن الجميع قد اعتاد على رؤيته فنانًا كوميديًا يضحك الجميع دون رحمة، مغامرة كبيرة منه ورهان أكبر على أن يخرج الناس من بيوتهم ليذهبوا لرؤيته رغبة في الضحك، فيجدونه يبكيهم دون شفقة وهو يصرخ "إحنا بتوع الأوتوبيس". أدوار ليس فيها ابتسامة واحدة بل ربما بكاء ونحيب وهمٌّ وغمٌّ، ورغم ذلك نجح فيها وباتت علامة في تاريخه الفني.

 

استمرار عادل إمام في الظهور والنجومية والتربع على عرش زعامة الفنانين حتى آخر لحظة؛ هو ظاهرة بكل معنى الكلمة، ظاهرة لا ينكرها عاقل، ظاهرة كشفتها وأثبتتها الأيام عندما رأينا الكثير من النجوم يلتزمون بيوتهم وهم ما زالوا في قمة الصحة والعطاء، اعتراضًا منهم على استحواذ البعض على الساحة من دون مبرر.

لكن عادل إمام أثبت عكس ذلك، على مدار عمره ظهر نجوم كثيرون منافسون لهم ثقل، أحمد زكي ونور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز وغيرهم، نجوم بمعنى الكلمة. لكنه لم يتأثر بذلك وظل يبحث مع فريق عمله عن أدوار تناسبه وتناسب وجوده وسط هؤلاء، فاستحق البطولة حتى وهو في الثمانين من عمره، بل ظل ينافس ويفوز.

مدير المركز الإقليمي لأخلاقيات المياه  

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز