عاجل
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

حول أمير شعراء العامية..

"فيلسوف البسطاء".. تعرف على شاعر الثورة صلاح جاهين في ذكري رحيله

تعددت مواهب جاهين، وتوزعت في قنوات ثقافية، ما بين شاعر متميز وصحفي متألق، ورسام كاريكاتير تميزت رسومه بالجرأة والقدرة العالية على إجادة الإبداع والتفرد، وكذلك من رواد الكتابة لمسرح العرائس، كما أنه كتب استعراضات كثيرة للتلفزيون وسيناريو وحوار للعديد من الأفلام.



 

نشأته:

ولد في شارع جميل باشا في شبرا مصر 25 ديسمبر في عام 1930،كان والده المستشار بهجت حلمى يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وإنتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة،كما درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق، تأثر جاهين بعمل والده كقاضي يجوب المحافظات المختلفة في معرفته بنمط حياة ولهجات مختلفة في مصر.

 

بدايته الفنيه:

 

كتب أولى قصائدة عام 1936 في رثاء الشهداء مظاهرات الطلبة في المنصورة،ولم تظهر موهبة الرسم الكاريكاتيري عنده إلا في سن متأخرة.

 

بدأ صلاح جاهين حياته العملية فى جريدة بنت النيل، ثم جريدة التحرير. وفى هذه الفترة أصدر أول دواوينه "كلمة سلام" فى عام 1955.

 

وفى منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام كاريكاتير فى مجلة روز اليوسف، ثم فى مجلة صباح الخير التي شارك فى تأسيسها عام 1957، واشتهرت شخصياته الكاريكاتورية مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، درش وغيرها من الشخصيات.

 

في الفترة من أواخر الخمسينيات وحتى النكسة أصدر عدة دواوين شعرية مثل: "موال عشان القنال" 1957، "الرباعيات" 1963، "قصاقيص ورق" 1965. 

 

كما شهدت فترة الستنيات تعاونا دائم بينه وبين "عبدالحليم حافظ" و"كمال الطويل" في الغناء عن مبادئ ثورة يوليو لتبسيطها للعامة في أعمال غنائية مثل: "صورة"، "يا أهلا بالمعارك"، "أحنا الشعب"، "بالأحضان"، "بستان الاشتراكية"، "ناصر يا حرية" وغيرها.

 

أعماله في المسرح:

 

كما قدم العديد من الأعمال المسرحية مثل: أوبريت العرائس الشهير "الليلة الكبيرة"، وأوبريت "القاهرة في ألف عام" والذي شهد البدايات الفنية لأحمد ذكي.

 

التمثيل:

 

كما شارك بالتمثيل في عدة أفلام مثل: "اللص والكلاب" 1962، "لا وقت للحب" 1963، و"المماليك" 1965.

 

في عام 1972 قام بكتابة فيلم "خلي بالك من زوزو" مع الفنانة سعاد حسني، والتي كانت تُعرفه دائما بإنه أباها الروحي- والذي أثار وقتها جدلا شديداً ووصفه والنقاد بالتافه والمُقلل من شأن الحركة الطلابية المصرية، إلا أن الفيلم حقق نجاحاً لا يمكن وصفه وأستمر عرضه مايزيد عن 54 أسبوعاً متوالياً. 

 

أستمر بعد ذلك في كتابة السيناريوهات السينمائية من بينها : "أميرة حبي أنا" 1974، "عودة الإبن الضال" 1976، "شيلني وأشيلك" 1977، "شفيقة ومتولي" 1978، كما عمل مستشاراً فنيا لفيلم "الكرنك" 1975. 

 

فترة الثمانينات أيضاً شهدت تألقا فنياً مختلفاً له فقد خلالها المسلسل الناجح "هو وهي" 1985، وعمله السنوي في كتابة أشعار وأغاني فوازير رمضان مع "نيللي".

 

أنتج العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل أميرة حبي أنا و فيلم عودة الابن الضال، ولعبت زوجته أدوار في بعض الأفلام التي أنتجها، وعمل محررا في عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير في مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم إنتقل إلى جريدة الاهرام.

 

كتب سيناريو فلم خلي بالك من زوزو والذي يعتبر أحد اكثر الافلام رواجا في السبعينيات إذ تجاوز عرضه حاجز 54 اسبوع متتالي، كما كتب أيضا أفلام أميرة حبي أنا، شفيقة ومتولي والمتوحشة. 

 

كما قام بالتمثيل في شهيد الحب الإلهى عام 1962 و لا وقت للحب عام 1963 و المماليك 1965.

 

إلا أن قمة أعماله كانت الرباعيات التي كان يحفظها معظم معاصريه عن ظهر قلب و التي تجاوز مبيعات احدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها اكثر من 125 الف نسخة في غضون بضعة ايام، هذه الرباعيات التي لحنها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها الفنان علي الحجار.

 

فى نفس الوقت الذي كان يكتب فيه جاهين هذه الأناشيد الوطنية الشعبية الواعدة، كان يكتب أيضا مزامير الزهور والحب والبهجة، فهو عاشق للحياة يحبها بحس شاعر ونزق طفل وتهور شاب مقبل على مباهج الأحلام المنتظرة في فرح حقيقى، ان علاقة جاهين بالفرح علاقة اساسية حميمة.

 

يقول في رباعياته الشهيرة:

 

خرج ابن آدم من العدم قلت: ياه
رجع ابن آدم للعدم قلت: ياه
تراب بيحيا.. وحي بيصير تراب
الأصل هو الموت و الا الحياه ؟
عجبي!.

 

ضريح رخام فيه السعيد اندفن
وحفره فيها الشريد من غير كفن
مريت عليهم.. قلت يا للعجب
لاتنين ريحتهم لها نفس العفن
عجبي !.

 

ياما صادفت صحاب وما صاحبتهمش
وكاسات خمور وشراب وما شربتهمش
أندم علي الفرص اللي انا سبتهم
والا علي الفرص اللي ما سبتهمش
عجبي!

 

رحل الشاعر العظيم صلاح جاهين21 إبريل عام 1986، مخلفا وراءه ثروة فنية هائلة تمثلت في مئات القصائد ورسوم الكاريكاتير، وترك اغاني جسدت أحلام الثوار وأسهمت في تكوين وجدان أجيال عديدة أبرزها «والله زمن يا سلاحي» التي كتبها عندما نشبت حرب السويس ووقع العدوان الثلاثي على مصر بعد تأميم القناة عام 1956 وصارت السلام الوطني.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز