كاميليا عتريس
الثقافة والمجتمع المدني
منذ سنوات طويلة تعقد المؤتمرات والندوات تحت عنوان “أزمة الثقافة”.
وقد أتاحت لى الظروف أن أحضر هذه المؤتمرات فترة تولي الفنان فاروق حسنى وفترة تولي د.جابر عصفور وزارة الثقافة.
وفي كل مرة يخرج المؤتمر بعدة توصيات بعضها قابل للحل والباقي محتاج تعاونا وجهودا من وزارات أخرى مثل الأوقاف والتربية والتعليم والإعلام وللأسف هذا التعاون لا يتم بالشكل الفعال والمرجو منه.
وبعد سنوات تصل لأكثر من سبع سنوات لم يجتمع أحد من وزراء الثقافة بالصحفيين حتى جاء دكتور أحمد هنو وزير الثقافة واجتمع بالصحفيين في حوار مفتوح، تحدث فيه بكل صراحة وأجاب عن كل الأسئلة بشفافية وأتاح لنا فرصة التعرف على كل أسباب المشاكل والأزمات التي تواجهها قطاعات الوزارة، وكانت على رأسها الأزمة المالية ومصادر التمويل، وعرفنا أن الأمل فى حل الأزمة مشاركة المجتمع المدني في المحافظات والأقاليم وخلق طرق للاستثمار والاستفادة من الأماكن والمراكز الثقافية.. فعلى سبيل المثال طرح أحد الزملاء سؤالا عن المراكز الثقافية وبيوت وقصور الثقافة المغلقة منذ سنوات والتي ما زالت تخضع لعمليات الترميم والإصلاحات.. فأجاب الوزير.. إنها تحتاج مبالغ كبيرة جدا ولا بد من مشاركة المجتمع المدني لاستكمال عمليات التجديد.. وسؤال آخر عن عودة (سينما الشعب) في قصور ومراكز الثقافة لأنها كانت تجربة ناحجة وأقبلت عليها الجماهير فقال د. هنو إن تكلفتها عالية، وكان استمرارها صعبا وبسؤال آخر عن استضافة الفرق الكبيرة العالمية لتقديم عروضها في دار الأوبرا المصرية أجاب الوزير أن تكاليف الاستضافة مرتفعة جدا مع ارتفاع تذاكر الطيران. وفي سؤال آخر عن إصدارات الوزارة من المجلات الثقافية بعد ارتفاع سعر الورق ارتفاعا كبيرا.. قال د.هنو بعضها سيتحول إلى أون لاين لكن لا نوقف إصدارها ونسعى لفتح منافذ توزيع لبيع وتوزيع إصدارات الوزارة من الكتب.
وفي الحقيقة يشكر وزير الثقافة على هذا الحوار الصريح المثمر الذي انتظره صحفيو وزارة الثقافة منذ سنوات، ورغم هذه المشاكل التي تواجهها الوزارة سعدنا بعودة بينالي الإسكندرية مرة أخرى وبحفل تكريم الحاصلين على جوائز الدولة وأخيرا سعدنا بخبر تعاون وزارة الثقافة مع الشركة المتحدة للإعلام، أخيرا ونتمنى هذا التعاون أن يكون مثمرا وفعالا بتبادل المنتج الثقافي الذي يكلف مبالغ كبيرة من الضرائب التي يدفعها المواطن.. مثل المسرحيات والأفلام التسجيلية وحفلات الأوبرا الغنائية، نتمنى أن تعرض على قنوات المتحدة مقابل مبالغ مناسبة وأيضا مقابل الدعاية والإعلان عن أنشطة الوزارة في كل قطاعاتها على شاشات قنوات المتحدة، وبالطبع العائد والاستفادة للمواطن المصري والعربي في كل مكان، والتي لا ظروفه ولا إمكانياته تسمح بحضور هذه الفعاليات ونتمنى لهذا التعاون التوفيق والنجاح من أجل الارتقاء بالذوق العام وخلق مجتمع متقدم من خلال المشروعات الفنية والثقافة.