عاجل
الأربعاء 1 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دراما وثائقية تقدم القضية للأجيال الجديدة

مصر وفلسطين فى «مليحة».. الدم واحد والمصير مشترك

مليحة
مليحة

عكس ثلاثية الاختيار ومسلسل «الكتيبة 101» تبدأ أحداث مسلسل «مليحة» من الغرب، وتحديدا من منفذ السلوم البرى، حيث التأكيد على أن الأخطار التي أحاطت مصر من يناير 2011 كانت من كل الجهات وإن كانت سيناء تحملت العبء الأكبر كعادتها دائما بوابة دفاع عن مصر وأهلها.



الأحداث تبدأ فعليا من ليبيا، حيث أسرة فلسطينية تضطر للمرور إلى مصر بحثا عن الأمان بعد الاضطرابات الأمنية هناك، لكنهم يقررون استكمال السير إلى العريش عبر القاهرة، ومن خلال هذه الرحلة يأتى «مليحة» ليؤكد حجم الترابط بين الشعبين المصري والفلسطينى من خلال البطلين الرئيسيين للأحداث المقدم بحرس الحدود «أدهم» والفتاة الفلسطينية «مليحة» التي يحمل المسلسل اسمها. 

 

 

 

فى توقيت تم اختياره بعناية بدأت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى إنجاز مسلسل «مليحة» للعرض فى النصف الثانى من شهر رمضان 2024، ليكون بمثابة تأكيد لرسالة حاول الكثيرون التشويش عليها بعد انطلاق أحداث طوفان الأقصى والاعتداء الإسرائيلى الغاشم على أهالينا فى غزة، رسالة مفادها أن مصر ستظل مع القضية قلبا وقالبا، ليس فقط على المستوى السياسى والشعبى ولكن على المستوى الفنى حيث القوة الناعمة دائما ما يكون لها كلمتها الممتدة عبر الأجيال. 

المسلسل كتابة رشا عزت الجزار وإخراج عمرو عرفة، بطولة دياب، ميرفت أمين، أمير المصري، على الطيب، أشرف زكى، سيرين خاص، ونخبة من الممثلين العرب ومكون من 15 حلقة، ويمكن وصفه بأنه دراما وثائقية، بسبب المقدمات شديدة الأهمية التي تنطلق بها كل حلقة.

توثيق لأصل القضية 

تنطلق كل مقدمة أو ما يعرف بـ«آفان تيتر» بصوت الفنان الكبير سامى مغاورى وهو يمثل شخصية جد سيناوى يحكى لحفيده أصل القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور وما قبل ذلك وهكذا على مدار الحلقات يتم فى بداية كل حلقة استكمال جزء من معاناة الشعب الفلسطينى المستمرة حتى اليوم باستخدام لقطات أرشيفية تلخص الدور المصري الذي بدأ مع القضية ولم يغادرها قط، وجذبت تلك المقدمات قطاعا واسعا من الجمهور وطالب البعض بأن يتم تجميعها لتكون شريطا وثائقيا مستقلا يمكن مشاهدته فى أى وقت بعيدا عن دراما الحلقات.

أما دراما المسلسل فتنطلق من خلال أسرتين الأولى مصرية فى القاهرة والثانية فلسطينية تقيم فى ليبيا، الأسرة المصرية تتكون من المقدم أدهم الذي يعيش مع والدته وشقيقه وفى الشقة المجاورة أسرة خاله وزوجته وبناتهم الثلاثة، أسرة مصرية عادية تدرك المخاطر التي تحيط بالبلاد بالفطرة دون التأثر بأى دعايات سلبية أو معادية.

الابن الأكبر أدهم يعمل فى حرس الحدود بمنفذ السلوم ويستعد للانتقال إلى العريش، بالتزامن مع ذلك الأسرة الفلسطينية المكونة من جد وجدة وأب وأم وابنة هى مليحة فى سن الشباب والتي لا تنسى ذكريات خروجها من أرضها فى فلسطين ونزوحها حتى استقروا فى ليبيا، لكن الاضطرابات الأمنية هناك تجبرهم على العودة إلى الحدود المصرية لكن بعدما فقدت مليحة أمها وأباها وأصيب جدها إصابة بالغة.

 

 

 

 

 

فى هذه الأثناء، تحاول مجموعة ارهابية عبور الحدود من ليبيا إلى مصر ويتصدى لها ضباط وجنود حرس الحدود بنجاح ويسقط شهداء وجرحى من بينهم المقدم أدهم الذي يلتقى أسرة مليحة فى المستشفى، حيث تنقل له الفتاة الفلسطينية دمها لإنقاذه ويعرض هو لاحقا نقل دم لجدها ليختلط الدم الفلسطينى بالمصري تأكيدا لوحدة القضية.

الحوار يكشف الكثير

وفيما تتواصل الحلقات لتوثيق رحلة عودة مليحة وجدتها- بعد وفاة الجد- إلى غزة بمساعدة الضابط المصري يعمل الحوار فى المسلسل على تقديم العديد من الأفكار والمبادئ الوطنية من خلال الشخصيات العديدة التي نشاهدها عبر الأحداث.

على سبيل المثال نجد الجد قبل وفاته يسأل على شيخ قبيلة بدوية يدعى سالم العابد ويعرف المقدم أدهم جيدا من خلال خدمته سابقا فى سيناء، ليؤكد الحوار أن العابد ساعد الجد وأسرته من قبل فى المرور إلى مصر بحثا عن الأمان، وأن المساعدة تنطلق من إيمان عميق بأن العدو واحد ولا يزال حسب تأكيد المقدم أدهم للجد.

أيضا يعكس المسلسل حالة الشباب فى فترة عدم الاستقرار السياسى التي أعقبت يناير 2011 وحكم الإخوان حيث طبيب الأسنان شقيق المقدم أدهم يحتار بين الارتباط بابنة خاله التي يحبها بشدة أو الهجرة بحثا عن فرصة أكبر، ومن خلال الحوار يتأكد حاجة الشباب لمعرفة الكثير عن حاضرهم وماضيهم وأهمية التمسك بالفرصة داخل بلادهم أولا، وهو ما يعكسه الفكر الذي يحمله المقدم أدهم الذي تلخص شخصيته أفكار كل ضابط ومقاتل فى الجيش المصري.

بجانب القضية نفسها والتأكيد على الوحدة المصرية الفلسطينية من خلال مساعدة أدهم لمليحة وأسرتها، تميز المسلسل بتنفيذ احترافى لمشاهد المعارك التي تكررت فى عدة حلقات حيث تدرب عليها الممثلون بشكل جيد وكان واضحا استخدام كل التقنيات المتاحة من أجل خروجها بأفضل صورة وهو ما يعكس الخبرة التراكمية التي حصل عليها الفنيون فى الدراما المصرية بعد التعامل أكثر من مرة مع هذه النوعية من الدراما سواء من خلال ثلاثية الاختيار، أو مسلسل «الكتيبة 101» وحلقات «حرب» . 

ثنائية الحشاشين ومليحة

فى النهاية، إذا وضعنا مسلسل «الحشاشين» إلى جوار «مليحة» باعتبارهما الأكثر إثارة للجدل فى الموسم الحالى، يمكن القول إنهما عالجا القضية، قضية الأخطار المحيطة بالوطن من الجبهتين، الأولى فكرية متأصلة فى العقول منذ قرون حيث تعد جماعة الحشاشين هى الجذر الأول لكل الجماعات الإرهابية التي استمرت فى التربص بالمجتمعات العربية وبالأخص المجتمع المصري حتى وقت قريب، والثانية سياسة معاصرة حيث القضية الفلسطينية الحية فى قلوب المصريين كما ظهر ذلك بعد توابع طوفان الأقصى وجاء «مليحة» ليؤكد دراميا ما أكدته مصر سياسيا، أن مصر وفلسطين مصيرهما واحد فى الماضى والحاضر والمستقبل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز