

د. عادل القليعي
اسمعوها مدوية.. مصر الأبية.. لن تركع إلا لله تعالى
بداية ما علمنا ركوع ولا سجود إلا لله رب العالمين، هكذا علمتنا عقيدتنا الغراء ألا نركع لمتكبر أو متجبر، حتى عندما سجد الملائكة لآدم عليه السلام كان سجود تكليف من الله تعالى، وعندما سجد الكون كله لله تعالى سجد وركع طاعة وامتثالا لله تعالى.
لقد ظن ظن السوء من ظن بنا نحن شعب مصر أن نركع لأحد مهما كانت سطوته وجبروته وتكبره وتنطعه. ومهما لوح وأشار وهدد بمنع معوناته المالية أو العسكرية أو حتى دعمه سياسيا.
فنحن شعب إذا قلنا ووعدنا نفذنا، إذا قلنا سنقف وقفة رجل واحد مع قيادتنا فسننفذ، اتفقنا أو اختلفنا، فاتفاقنا واختلافنا في بيتنا لإعادة ترتيبه وتنسيقه وتجميله حتى يظهر في أبهى صوره للناظرين. فالاختلاف سنة كونية فلا يمكن أن يكون هناك اتفاق على طول الخط، وإلا سنخرج عن الجادة والصواب والتقويم.
لكن عندما يتعلق الأمر بأمننا القومي وسلامة أراضينا ويحفظها من كل شيطان ماكر ، كلما سولت له نفسه وبال الشيطان في أذنه ولى وجهه شطرنا وكأنه مالك للعالم، فهذا ما لا نرضاه أبدا ولن نقبله.
إن ذرة تراب من أراضينا ولا سيما سيناء لا مجال للتفريط بها، فهي العرض، فلا يفرط في عرضه وشرفه إلا ديوث ونعوذ بالله من الدياثة وأهلها.
حاول التتار قديما تركيعنا لكن هيهات هيهات، اتحد الشعب على قلب رجل واحد وواجهناهم في عين جالوت الكبرى ومحوناهم من على وجه الأرض، وكانت الغلبة لنا والنصر لنا، لماذا؟! لأنها عقيدة راسخة في قلوبنا (أرضك عرضك، أهلك لتهلك).
وحدث ذلك من الفرنسيين والإنجليز، وفعلا ما فعلوا ودمروا ودحرت كل مخططاتهم وعادوا من حيث أتوا يجرون خيبة الأمل في أذيالهم، وكانت مصر مقبرة لهم.
وما حدث في عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين من غدر وخيانة نتج عنها احتلال سيناء من هؤلاء الطواغيت ظانين أنهم انتصروا، لكن السؤال هل حاربكم الأبطال؟، لا والله.
واستعد لكم الأسود وصالوا وجالوا في حرب السادس من أكتوبر المجيدة وحطموكم شر تحطيم، ودمروا أسطورتكم التي صنعتموها من خيالكم المريض أنتم وراعيتكم الرسمية، أمكم التي أنجبتكم سفاحا. وتحاولون الآن بكل ما أوتيم من قوة، لكن أبشروا بكل سوء، لا ولن تفلحوا في مخططاتكم الدنيئة للنيل من مصر، فمصر الآن لها درع واقٕ وشعب واعٕ مستنير واقف مع قيادته ضد غدركم.
ويبدو أنكم نسيتم أو تناسيتم إن كنتم كذلك فنحن لا ولن ننسى وطننا وأرضنا ولن نفرط في شبر منها ولن نجعلها موطنا لغير أهلها المصريين أولئك الذين سالت دماؤهم الزكية فروت رملها فامتزج فصار بلون الحنة التي تتحنى بها العروس ليلة عرسها. إن كنتم لا تجيدون قراءة التاريخ فنحن التاريخ والجغرافيا، نحن الحضارة، نحن الحاضر، نحن المستقبل.
افعلوا ما يحلو لكم وخططوا لتهجير الإخوة الفلسطينيين من أراضيهم ودبروا بليل ونهار، واحضروا مجالسكم في كونجرسكم الخرب أو مجلس شيوخكم الذي يسيطر عليها سماسرة الصهيونية العالمية وراجعوا بنود اتفاقية السلام، وراجعوا جدول المعونات لنا، فإذا كانت معوناتكم ستذلنا وستجعلنا نتنازل عن أراضينا فالله أغنى وأقنى، فالله أعز وأجل.
وأقولها لأحبتنا في فلسطين، أيها الشعب الغزاوي البطل، أنتم مرحب بكم في مصر ورأيتم الخير منا، مرحب بكم زائرين، أحبة لنا، لا مهجرين ومستوطنين، فكما أذقتم عدوكم سوء العذاب في طوفان الأقصى وأخرجتموه صاغرا من غزة العزة فارفضوا التهجير ودافعوا عن وطنكم الذي ضحى من أجله الرجال.