عاجل
الثلاثاء 30 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| 3 سيناريوهات لانتقام طهران.. هل إيران مستعدة لحرب كبرى مع إسرائيل؟

أسلحة إيرانية
أسلحة إيرانية

يوم 1 إبريل 2024، ورد أن إسرائيل هاجمت القنصلية الإيرانية الواقعة في مجمع السفارة الإيرانية في العاصمة السورية دمشق.



 

وأدى الهجوم إلى مقتل 13 شخصًا، من بينهم دبلوماسيان وخمسة ضباط وجنرالان في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حاجي رحيمي. والجنرال زاهدي هو صاحب الرتبة العسكرية الأعلى في الحرس الثوري الإيراني يُقتل منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني في يناير 2020.

 

يقع مقر إقامة السفير الإيراني حسين أكبري في الطابقين العلويين من المبنى. ولحسن الحظ، عندما وقع الهجوم، كان هو وعائلته في السفارة في منزل مجاور ونجا من الموت.

 

وقالت وزارة الدفاع السورية إن القنصلية الإيرانية أصيبت بستة صواريخ أطلقت من طائرات إسرائيلية من طراز إف-35 ودمرتها بالكامل.

 

وحتى الآن، هاجمت إسرائيل العديد من الأهداف الإيرانية، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يُعتقد أنها تستهدف فيها منشأة دبلوماسية لإيران في الخارج.

 

الكيان الصهيوني لم يعترف بالهجوم

 

وذكرت وسائل إعلام غربية أن إسرائيل لم تعترف رسميًا حتى الآن بأن جيشها  هو الذي نفذ الهجوم. في غضون ذلك، أعلن السفير الإسرائيلي لدى موسكو سيمون هالبرين في مؤتمر صحفي أن المبنى الذي دمره الهجوم لم يكن القنصلية الإيرانية بل مبنى مجاور.

ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية أو تنفي رسميًا تورطها في الهجوم، لكن العديد من المسؤولين الإسرائيليين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، قالوا لصحيفة "نيويورك تايمز: إن الهجوم نفذته القوات الجوية الإسرائيلية.

وكالات الأنباء الكبرى في العالم مثل بي بي سي، أسوشيتد برس، وكالة فرانس برس، تاس... جميعها ذكرت أن إسرائيل هاجمت القنصلية في سوريا، وقبل نشر التقارير، يجب على مراسليهم الذهاب إلى مكان الحادث للتحقق بعناية فائقة.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا وأدانت معظم دول العالم، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، إسرائيل على هذا الهجوم.

ولا يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة المواجهة بين إسرائيل وإيران فحسب، بل يوسع أيضًا نطاق الحرب ليشمل منطقة الشرق الأوسط بأكملها، والتي كانت خطيرة للغاية خلال الأشهر الستة الماضية بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطيني.

 

 

إن الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا وعدد من جنرالات الحرس الثوري الإيراني لن يحل أي مشاكل فحسب، بل على العكس من ذلك لن يؤدي إلا إلى إثارة غضب حركات المقاومة الموالية لإيران مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والحوثي والعديد من الجماعات المسلحة للانتقام من إسرائيل.

 

 

وفي عام 2020، قتلت الولايات المتحدة وإسرائيل قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، ثم قُتل العديد من كبار الجنرالات والخبراء الإيرانيين، لكن لم يقتصر الأمر على عدم قمع الأنشطة المناهضة لإسرائيل فحسب، بل أدى أيضًا إلى جعل الوضع أكثر توتراً، وليس مفيد لإسرائيل نفسها.

 

السيناريوهات المحتملة

 

وأعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي أنه يجب معاقبة تصرفات إسرائيل. 

وأمرت إيران جميع القوات المسلحة بأن تكون في حالة تأهب واستعداد لسيناريو المواجهة المباشرة مع إسرائيل.

 

ويوم 6 أبريل، أكد رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري أن رد إيران سيسبب أكبر قدر من الضرر ويجعل إسرائيل تندم، وسوف تنظر إيران في الوقت المناسب للرد ووضع خطة تنفيذ شاملة.

كما تعتبر  المخابرات الأمريكية "CIA" و"الموساد" الإسرائيلي أن رد إيران لا مفر منه، ويستعد كلا البلدين بنشاط للتعامل مع هجوم محتمل.

ويوم 4 إبريل الجاري، أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة احتمال قيام إيران بمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر واعتبر ذلك أحد أسوأ السيناريوهات التي يجب أن تستعد لها تل أبيب وواشنطن.

من جانبها، تستعد الولايات المتحدة لهجوم كبير من جانب إيران على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

ويشير المحللون السياسيون إلى السيناريوهات المحتملة التالية:

أولاً: شن إيران هجمات بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى على أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" إن إيران تمتلك حاليا 9 أنواع من الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية.

ومن المؤكد أن تل أبيب سترد بقوة إذا واجهت إيران إسرائيل بشكل مباشر. مباشرة بعد الهجوم على القنصلية الإيرانية في سوريا، اضطرت إسرائيل إلى وضع حالة تأهب على مستوى البلاد، ووضع الجيش بأكمله في حالة استعداد قتالي، وتشديد الإجراءات الأمنية للتعامل مع خطر انتقام العدو.

حذر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الفريق هرتسي هليفي، من أن الجيش مستعد للتحرك في جميع الاتجاهات ضد الهجمات القادمة من إيران.

وهذا سيناريو خطير للغاية سيؤدي إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، يجذب أطرافا كثيرة للمشاركة فيها، لا أحد يريد ذلك.

 

إيران قادرة تماماً على مهاجمة إسرائيل بالصواريخ الباليستية. وهذا الاحتمال ليس مستبعدا، ولكنه مستبعد جدا. تدعي إيران أنها صارمة للغاية، لكنها ليست مستعدة لحرب كبيرة ومباشرة مع إسرائيل.

 

ثانياً: قيام التنظيمات الموالية لإيران، وعلى رأسها حزب الله، بزيادة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل.

حزب الله هو أقوى قوة مسلحة غير حكومية في العالم، وهو أقوى من الجيش اللبناني النظامي.

 وتزايدت القوة القتالية لحزب الله بشكل ملحوظ منذ حرب لبنان عام 2006.

 

ووفقا لمصادر عسكرية، يمتلك حزب الله حاليا حوالي 120 ألفًا إلى 130 ألف صاروخ من جميع الأنواع، وزودت طهران حزب الله بأسلحة جديدة وحديثة.

وهذا أيضًا سيناريو خطير جدًا، لكنه لا يزال ممكنًا.

 

وفي الوقت الحالي، لا يزال حزب الله وحركات المقاومة الموالية لإيران في العراق وسوريا يطلقون الصواريخ بانتظام على إسرائيل. 

وحتى لو حشدت إسرائيل كامل قوات دفاعها الجوي لاعتراض هذه الصواريخ، فإن الهجمات على المدن والمنشآت العسكرية الإسرائيلية ستلحق أضرارا كبيرة بتل أبيب.

 

ثالثاً: لم تعلن إيران الانتقام بضرب أهداف إسرائيلية في الخارج، بما في ذلك الهيئات الدبلوماسية. ومع ذلك، فهذا أيضًا أحد المخاطر الكبيرة بالنسبة لإسرائيل. وباستثناء الوكالات الدبلوماسية، تعرض الدبلوماسيون الإسرائيليون في الخارج لهجوم من قبل عناصر متطرفة. ورغم أن إيران لم تهدد، إلا أن إسرائيل اضطرت إلى إغلاق 28 من سفاراتها وقنصلياتها في العديد من دول العالم.

 

وحتى الآن، لا أحد يعرف كيف ومتى سترد إيران. وتدرس إيران بعناية إجراءات وتوقيت الرد على إسرائيل.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز