د. صالحة المصري تكتب: العمارة.. فن يحمل قيمًا جمالية ويعكس ثقافة الدول والشعوب
نشر الثقافة العمرانية والمعمارية وتحقيق القيم الجمالية وتحسين الهوية البصرية للعمران المصري من أهم أهداف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري
يعد فن العمارة أحد أهم الفنون التطبيقية التي تبحث وتجمع وتوظف آخر ما توصلت إليه العلوم والفنون المعاصرة.. ارتبط بعلوم الفلك، والرياضيات، والمناخ، وعلم الجيولوجيا. فهو فن من الفنون الهندسية القديمة التي عرفها الانسان منذ حاجته لبناء مأوي له. ثم تطور ليشمل كافة المباني الأخرى، دور العبادة، والمؤسّسات الخدمية العامة، والقصور، والمتاحف الكبرى. ليصبح فن العمارة أحد أشهر الفنون الإنسانية التي أسهمت في بناء الحضارات وانعكاسا قويا لأشكال وسمات إنجازات المجتمعات مادية كانت أم حضارية.
من هنا كان لنا اللقاء مع المهندس محمد أبو سعده رئيس مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ليطرح رؤي الجهاز في تنمية وحماية التراث المعماري المصري.
يعود ترسيخ الوعي بأهمية حماية التراث العمراني والمعماري واعتماد منهجية محددة لدمج التراث العمراني والمعماري في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية إلى الدور الحضاري الذي يقوم به الجهاز القومي للتنسيق الحضاري. والذي يتشعب في اتجاهات متعددة تصب جميعها في بوتقة العمل الجماعي الهادف ليس فقط الي الحفاظ علي التاريخ المعماري والعمراني وانما أيضا التعريف بهما من خلال إقامة الندوات والفاعليات وإصدار الكتب وكذلك إقامة العروض التسجيلية. نود الحديث في هذا السياق.. الجهاز القومي للتنسيق الحضاري معني ِ بالحفاظ على هوية المدن وعلي التراث المعماري والعمراني.. المعماري والذي يتمثل في شكل المدينة وتاريخها ولا يقصد بها هنا الآثار وإنما يقصد بها المباني التي تشكل قيمة تمثل حقبة تاريخية لمدرسة معمارية بها مفرادات معمارية ذات طابع خاص لا بد من الحفاظ عليها.
وقد تكون مرتبطة بشخصيات تاريخية، وبالتالي نحن بصدد الحديث عن مبان ذات الطابع المعماري المميز أو المناطق التي يغلب علي نسيجها العمراني طبيعة تشكيلية معمارية تستحق أن تحافظ علي النسيج العمراني لها.
وبناء عليه فقد تم وضع مجموعة من الأسس والمعايير للحفاظ علي بعض المناطق وعودة الدور الثقافي والسياحي والترفيهي لها مثل القاهرة التاريخية، القاهرة الخيديوية، المعادي، جاردن سيتي، سيوة، بور فؤاد، الإسكندرية القديمة، رشيد، وحاليا يعمل الجهاز علي منطقة فوه كمنطقة تاريخية تستحق الحفاظ عليها.
وفي هذا الإطار صدر عن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري كتاب "ضاحية مصر الجديدة.. روح المكان وذاكرة الزمان" تناول نشأة وتتأسيس المنطقة وأهم أطوار النمو والازدهار والتوسعات لتلك المنطقة منذ تشيدها من ١٩٠٦ إلى ٢٠٢٣ حيث يتناول الكتاب دراسة أهم الطرز المعمارية المستخدمة في منشآت الضاحية المختلفة من مبان دينية وسكنية وتعليمية وترفيهية وعرض مفصل لجميع هذه المباني. صدر الكتاب ضمن سلسلة كتب ذاكرة المدينة المبادرة التي أطلقها الجهاز لرفع قيمة الوعي القومي لأهمية التراث والحفاظ عليه.
الأنشطة والفعاليات
يقوم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بالعديد من الأنشطة والفاعليات التي تخدم المشاريع الكبرى الهادفة الي حماية التاريخ المعماري والعمراني وذلك في إطار تعزيز القيم الإيجابية بأهمية التراث ونشر الثقافة العمرانية والمعمارية والتعريف بتراثنا وهويتنا وثقافتنا المعماريه والعمرانيه حدثنا في هذا الإطار.
الجهاز القومي للتنسيق الحضاري معنيِ بترسيخ الهوية التراثية والثقافية من خلال نشر تلك الثقافة بالعديد من الفاعليات منها علي سبيل المثال تقديم العرض الأول للفيلم الوثائقي "قاهرة بين القصرين" بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية وبيت المعمار المصري بسينما الهناجر فكرة وتوثيق أ.د/ نزار الصياد والذي يوثق بدوره للتغيرات العمرانية التي طرأت علي قلب مدينة القاهرة بمنطقة بين القصرين ـ ذات الزخم المعماري الفريد ، والذي يتنوع بين العصر الفاطمي والمملوكي، والعثماني. وذلك من خلال صيغ تكنولوجية مستحدثة تمثلت في استخدام الواقع الافتراضي ودمجه بشكل تخيلي لاستكمال ما هو غير مكتمل بالصوره الحقيقيه. حيث يسرد الفيلم القاهرة في عيون الرحالة أمثال ابن بطوطه وابن سعيد والمقريزي. والفيلم من إنتاج الجمعية الدولية لدراسة البيئات التقليدية التراثية وسيرة القاهرة.
كما يهتم الجهاز بإقامة ندوات متنوعه نذكر منها ندوة العمارة الشعبية رؤي وتحليل في مسيرة أحد رموز العمارة الشعبية د. عصام صفي الدين" والذي تمكن من رصد تاريخ العمارة الشعبية وأهم ملامحها في مصر. وذلك علي هامش معرض العمارة الشعبية والذي أقيم بمركز الهناجر بدار الاوبرا المصرية. حيث يتبني صفي الدين فكر ان العمارة الشعبية ابداع فني تلقائي وثيق الارتباط بالبيئة المحلية، يعكس وحدة المزاج الإنساني والسلوك الفطري نحو الانشاء. ضم المعرض ٧٤ نموذجا مجسما ولوحة توضيحية، للعمارة الشعبية بأنماطها المختلفة، والتقسيمات الإقليمية لها .
ندوة "نحن والعمارة" والتي تحدثت فيها عن أهمية العمران ومدي تأثره بالبشر لانه إنعكاس لثقافة البشر ويتأثر بالحقبة التاريخية والسياسية والاجتماعية مثل القاهرة الخيديوية والتاريخية فكل منهم يعكس ثقافة حقبة معينة وهي مناطق نابضة تؤثر وتتأثر بالبشر.
كذلك يهتم الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بإقامة الدورات التدريبية لمهندسي الأحياء بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ علي المناطق ذات القيمة التاريخية المتفردة والمباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز.
وتعد رعاية الموهوبين من الشباب ودعم الأفكار الجديدة من أهم الأدوار التي يقوم بها الجهاز وذلك بإقامة العديد من الندوات المتخصصة لطلاب العمارة في الكليات الفنية وكليات الهندسة للتعريف بأهمية ودور وتأثير العمارة التي يتم إنشاؤها حاليا علي المجتمع وعلي هوية المدن في ما هو قادم. حيث انه من الضروري تعريف مجتمع شباب المعمارين بتاريخ ومفردات عمارة بلده وكيفية مراعاة ذلك أثناء طرح أو تنفيذ المشروعات المعمارية المختلفة.
بالإضافة إلى أهمية التعرف على قوانين العمل بمنطقة تاريخية لابد من احترام تاريخها، وعبقه، ومحدداته.
في الوقت نفسه التعريف بأهمية التطوير المعتمدة على حفظ طبيعة التاريخ دون المحاكاة التي تصل لحد التقليد.
يطرح جهاز التنسيق الحضاري العديد من المبادرات من مبادرة " ذاكرة المدينة" ، مبادرة "حكاية شارع"، مبادرة " عاش هنا" والتي آعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري إنجازه ما يقارب ٩٠٠ لوحة بهذا المشروع تستهدف تعريف الأجيال الجديدة بالقامات الفكرية المبدعة في شتي المجالات . شخصيات لها تأثيرها الكبير في الحياة الفكرية والسياسية بما يؤكد علي أهمية الأثر البشري وعلي الهوية الثقافية المصرية بالإضافة الي إحياء الذكري البشرية ضد النسيان ... فكيف ذلك؟
من المبادرات الهامة التي أطلقها الجهاز مبادرة " عاش هنا " يتم من خلالها التوثيق التاريخي لشخصيات عامة في مجالات مختلفة لها تأثيرها القوي في المجتمع، شخصيات شكلت وعي وقيمة في إتجاهات متباينة قد تكون شخصية أزهرية، طبيب، أديب، شاعر، سياسي ، عالم... نذكر منهم علي سبيل المثال " الرئيس جمال عبد الناصر، المخرج يوسف شاهين، إبراهيم الرفاعي، ثروت أباظة، أحمد عبده، أحمد محمود توفيق، إحسان الجزايرلي، نور الدمرداش، حمدي قنديل وغيرهم الكثير من الشخصيات العامه كما أضيفت إلي اللوحات “QR code” "رمز الاستجابة السريعة". من خلالة يستطيع المارة معرفة تاريخ الشخصية وقراءة تفاصيل حياتها. وبذلك نكون خلقنا حالة من الدمج بين أفراد المجتمع وبين تاريخ شخصيات مؤثرة يمكن أن تطويها ذاكرة النسيان عام بعد عام.
كذلك مبادرة "حكاية شارع " ، يحكي بالأساس تاريخ شخصيات بارزة تحمل شوارع العاصمة أسماءهم منذ مئات السنين وذلك من خلال لافتات جديدة تقدم مقتطفات عن حياتهم وهو ما يسلط الضوء للمرة الاولي علي حياة مشاهير من علماء وساسة وزعماء وضعت أسماؤهم علي الكثير من الشوارع تخليدا وعرفانا بدورهم في نهضة مصر كل في مجاله. حيث إهتم الجهاز بالتوثيق التاريخي لمجموعة كبيرة من الشوارع بالمحافظات المختلفة لتعريف جمهور المجتمع المحيط بتاريخ الشخصية التي اطلق اسمها علي هذا الشارع ومن ضمن تلك المبادرة نذكر علي سبيل المثال " شارع مصطفي الديواني، شارع عبد الرحمن فهمي بك، شارع خليل أفندي أغا، شارع جمال الدين أبو المحاسن، شارع يحي إبراهيم باشا، شارع محمد مظهر، شارع محمد عبد الوهاب، شارع عزيز أباظة".
مبادرة " ذاكرة المدينة" ، لأن الحفاظ علي هوية المدن وذاكرتها تشكل قاعدة ننطلق منها نحو المستقبل. لذا فقد إهتم الجهاز باستحداث مشروع " ذاكرة المدينة " . فنحن كدولة عريقة لها تاريخ كبير لدينا إرث معماري وعمراني يستحق التسجيل والحفاظ عليه ، يستحق إعادة التوظيف، يستحق الاستثمار فيه، ويصبح جزء من الدخل القومي العام.
لذا أقمنا جولات تراثية بمنطقة الزمالك تبدأ من قصر عائشة فهمي مرورا بأكثر من خمسة عشر نقطة توقف لأماكن تاريخية هامة وصولا إلي منزل الفنان الراحل إسماعيل ياسين بشارع ٢٦ يوليو.
ومن هنا خلقنا حكاية " سياحة شارع" فالشوارع لها قيمة لها تاريخ ومهم جدا التعرف عليه ومن هنا تنشأ العلاقة بين الفرد والمكان فيحافظ عليه، يحميه، يشارك في تجميله... وهكذا
ولقد أسعدتني تلك التجربة لأني تخيلت أن هناك إنفصال كبير بين شباب هذا الجيل المرتبط بالتكنولوجيا والميديا عن موروثه الثقافي والتاريخي فطرحت مسابقة " تراثي" للتصوير الفوتوغرافي علي مدار خمس دورات إنتقلنا خلالها من التصوير الفوتوغرافي للرسم والتصوير والاسكتشات. وجدنا خلال تلك السنوات تزايد كبير في حجم الإقبال من جيل الشباب من مختلف المحافظات، ومدي اهتمامهم بموروثهم الثقافي والتاريخي. وبحكم مشاركاتي في تحكيم مشروعات طلاب كليات الهندسة نجد أن هناك شريحة كبيره من الشباب علي درجة كبيرة من الوعي شديدة الارتباط بجذورها تحتاج فقط إلي دعم مشروعاتهم من خلال وضعها في حيز التنفيذ. لأن سعادة المعماري تكمن في تنفيذ رؤيته التي خطط لها من خلال مجموعات من الرسوم التحضيرية واللوحات المكتملة.
وكجهاز قومي للتنسيق الحضاري فنحن مسؤولون عن مشاركة مصر ببينالي فينسيا دورة العمارة فمنذ تاريخ مشاركتنا للعمارة ونحن متبنين فكرة المسابقة العالمية وبنطرحها علي كل المعماريين. ثم يتم إختيار لجنة تحكيم من كبار المعماريين والفنانيين والموسيقين وشخصيات عامة تقوم بدورها بتحكيم وإختيار أفضل الأعمال المقدمة للمشاركة بالبينالي. فحينما فازت مصر في البينالي في عهد المهندس جمال بكير تضمنت مجموعة العمل معماري وموسيقار ونحات و فنان تضافرت رؤاهم وأفكارهم الإبداعية حتي استطاعوا تقديم وتنفيذ عمل معماري فني مميز يستحق التقدير.
تواجه ميادين مصر أزمة كبيرة بوضع بعض الاعمال التي لا تليق بهوية و قيمة وتاريخ مصر بما يؤدي إلي إحداث حالة من التشوه البصري للفراغ المحيط الذي يمثل المتنفس الطبيعي للمدينة فكيف تتصدي الدولة متمثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لمثل تلك السلبيات؟
نتبني في الجهاز فكرة الدعم والشراكة نبني الأفكار المعمارية والعمرانية. والتي كان نتاجها طرح مشروع " تجميل ميادين مصر " في محاولة لحل أزمة التشويه التي كانت تحدث بتدخل بعض الشركات أو الأفراد وأحيانا المحليات. فطرحت مبادرة تشمل محمورين أساسيين الأول طرح مسابقة لتجميل مجموعة من الميادين علي مستوي الجمهورية بحيث يحق لكل محافظة إختيار ميدان داخل في خطة تطويرها. فاز بها حوال سبعة عشر عمل فني ، منح أصحاب الاعمال الفائزة جوائز مادية وهي الان في حيز التنفيذ بمحافظات مختلفة منها محافظة الغربية، محافظة كفر الشيخ، محافظة الإسكندرية...وغيرها تهدف المسابقة الي الحصول علي أفكار مبتكرة لتصميم وصياغة الرؤية الجمالية لبعض ميادين محافظات الجمهورية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة في بناء حضارة ومستقبل جديد في ضوء مبادئ جودة الحياة. فالميادين والفراغات العمرانية تمثل الرئة الخضراء التي تضخ الحياة للمدينة عبر الطرق والممرات. لتصبح تلك المبادرة النواة الاولي لتطوير الميادين في المستقبل.
الشق الثاني، قام به وزير التنمية المحلية بإعطاء تعليمات لجميع المحافظات بعدم تنفيذ أعمال ميدانية دون الرجوع إلي الجهاز . والذي يقوم بدورة بعمل لجنة تتمثل في رئيس قطاع الفنون التشكيلية، وعمداء كليات الفنون بالإضافة إلي ممثل من هيئة الاثار.
ماهي الاستراتيجية التي يضعها الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لترميم العمارة التراثية ومعالمها التاريخية ذات العمق الحضاري؟
يضع الجهاز ثلاث أنواع للمباني حيزالترميم أ / مبني يتم ترميمه من الداخل والخارج دون أي تعديلات. ب/ مبني يتم ترميمه من الخارج بحيث يتم الحفاظ علي الواجهة المعمارية الخارجية وإجراء كافة التعديلات الداخلية. ج/ مبني يتمتع بإمكانية إعادة توظيفه مع إمكانية تطبيق الحلول الداخلية. وهناك تجربة حقيقية تم تنفيذها في عهد الوزير السابق فاروق حسني في تلك الفترة كان موكل اليَ حينها رئاسة صندوق التنمية الثقافية فقمنا في تلك الفترة بترميم وإعادة إحياء العديد من البيوت الأثرية منها " بيت الهراوي والذي أصبح بيت للعود تقام فيه الفاعليات وورش التعلم بقيادة الموسيقار نصير شمه ، بيت الست وسيلة أصبح بعد ترميمه بيت للشعر، تقام فيه أمسيات شعريه وخلافه، بيت السحيمي والذي أقيم فيه بعد ترميمه مدرسة للخط العربي، وبيت الغناء العربي. حيث أصبح كل بيت أثري أعيد ترميمة أعيدت له الحياة بحيث يخدم المنطقة المحيطة ومجتمع الأفراد المحيط به وهم ما يطلق عليهم "حراس المكان".
ومن أهم مراكز الابداع التي تم ترميمها "قصر الأمير طاز" تبنيت حين ذاك مشروع هام جدا أثار اهتمام الجميع وهو "مسرحة المكان" بحيث يحكي تاريخ القصر من خلال عرض "الأمير" فيحكي بطل العرض الذي يقوم بدور الأمير طاز قصته وتاريخ القصر، وأسباب مقتله. وجهت هذه المسرحية الي سكان المنطقة التي يقع بها القصر وذلك في إطار محاولة الصندوق ربط المكان بالمجتمع المحيط وخلق حالة من التواصل بينهم يتولد عنها الاهتمام بالمكان والحفاظ عليه من اية انتهاكات او تدخلات سلبيه تسئ إليه.
في النهاية نود التعرف علي أهم المشاريع القائمة التي تراعاها الدولة متمثلة في جهاز القومي للتنسيق الحضاري بقيادة سيادتكم.
كما ترعي الدولة وتدعم وتنظم العمل الثقافي في أي مبادرات لجمعيات أو مؤسسات أو أفراد تعمل في ان تكون ذراع من أذرع القوي الناعمة تعمل لإكتشاف المواهب ورعايتها وصقلها وأن. تكون ضمن الواجهة التي تشكل الحركة التشكيلية والمعمارية والفنية بشكل عام.
يقوم الجهاز بمشاريع جديدة منها تطوير منطقة النبي دانيال ،بالإسكندرية بإعتباره أهم وأقدم الشوارع بالمحافظة، يهدف الي استغلال كافة مقوماته ونوارده الثقافية والعمرانية بما يحقق فائدة اجتماعية وثقافية واقتصادية وبيئية وجمالية تحقق التفاعل بين الجمهور وبيئته الحضرية حيث يهدف مشروع الترميم الي التأكيد علي الدور الحيوي ل شارع النبي دانيال كمحور ثقافي وحضاري هام والحفاظ علي المباني التراثية المميزه الموجودة بالشارع وصولا الي التنمية المستدامة بالشارع. ورفع كفاءته وتحسين صورته البصرية.
ويعتبر أهم مشروع في الوقت الحالي هو صياغة الرؤية البصرية لأقاليم مصر السبعة.
من أهم المشروعات التي قدمها الجهاز مؤخرا " مشروع ترميم الواحة التراثية بمدينة سيوة" والذي يعد احد مشاريع إحياء الهوية المحلية التي تزخر بها مدن مصر حيث تتمثل الاعمال التي تمت في إعادة إحياء الطابع البيئي والحضاري لمدينة سيوة بما يدعم الواحة كمزار سياحي عالميا ومحليا... فكيف ذلك؟
تسبب نزوح بعض الافراد والاسر من محافظات أخري الي واحة سيوة إلي نشر ثقافاتهم المغايرة لثقافة المجتمع السيوي . مثل تشيد وبناء المباني بالطوب الأحمر واستخدام الالومنيوم. مما كان له تاثيرا سلبيا ادي الي تغير السمات الخاصة بالسكان الاصلين. من هنا كان لابد من تدخل الجهاز ، والذي قام بدوره بالاجتماع مع شيوخ قبائل الواحة والتوعية بأهمية الحفاظ علي هوية الواحة التاريخية وسماتها الطبعية. وتحددت المشكلة في وجود تباين بين إحتياجات أهل الواحه ومتطلباتهم الحياتية لمسايرة العصر وبين الحفاظ علي هوية المكان. الأمر الذي كان معه حتمية التوائم مع تلك الفكرة وذلك بالحفاظ علي طبيعة المكان من الخارج تراثيا وتاريخيا وإضافة التعديلات الداخلية التي تواكب العصر بمستحدثاته دون الاخلال بهوية الواحه. فالمدينة ديناميكية، لا يمكن توقفها عند حقبة معينة مدعيا بأهمية بقاؤها واستمراريتها دون تطوير وموائمة لمتطلبات العصر.
وقد شملت أعمال الترميم ميدان الجامع، والسوق بسيوة، وقلعة شالي، والواحة القديمة. وياتي هذا المشروع في اطار التعاون بين وزرارة الثقافة ممثلة في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومحافظة مطروح وذلك. بهدف رفع كفاءة الواحة سياحيا وإحياء الهوية البصرية لها.
يستعد الجهاز القومي للتنسيق الحضاري للبدأ في مشروع تطوير" قرية حسن فتحي" بمدينة باريس. وذلك في إطار تحسين الصورة البصرية للمناطق ذات القيمة التراثية ماهي خطة الجهاز لتطوير هذا المشروع؟
تأتي أهمية هذا المشروع في الحفاظ علي التراث المعماري للفنان المصري الكبير "حسن فتحي" ورفع كفاءة وتطوير القرية بمركز باريس وتعظيم الاستفادة منها في مجالات التنمية الثقافية والسياحية وذلك من خلال تحديد المباني المراد إعادة توظيفها وفقا لتصنيف المباني وطبقا للاسس والمعايير العامة للحفاظ علي المباني والمناطق التراثية. حيث تم وضع تصور للموقع العام للقرية والمقترح تنفيذه علي خمس مراحل . تم اعداد تصور لمرحلتين . المرحلة الاولي وهي تحويل مبني السوق الي " مركز للابداع" ، والمرحلة الثانية تحويل مبني الورش والمخازن الي "مدرسة للعمارة البيئية وفنون البناء".
وسيظل الجهاز القومي للتنسيق الحضاري داعما للاعمال المعمارية المتميزة التي تهدف الي الحفاظ علي النسيج المعماري المصري ورفع الوعي القومي لقيمة التراث وحمايته والمحافظة عليه كإرث معماري عمراني ذات قيمة استثنائية.
الدكتورة صالحة المصري تخرجت في كلية التربية الفنية - جامعة حلوان، حاصلة على ماجستير النقد والتذوق الفني - كلية التربية الفنية - جامعة حلوان عام 2011 ودرجة الدكتوراه في الفلسفة تخصص النقد والتذوق الفني عام 2020، وشاركت في العديد من المعارض الفنية ولها العديد من الدراسات والمقالات النقدية
جوجل نيوز
