عاجل
الأربعاء 9 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
وصدر العدد الأول من جريدة «روزاليوسف»

وصدر العدد الأول من جريدة «روزاليوسف»

ساعات قليلة ويصدر العدد الأول من جريدة «روزاليوسف» المقرر صدوره صباح يوم 25  مارس سنة 1935.



لحظات صعبة مليئة بالقلق واللهفة والشغف عاشتها السيدة روزاليوسف ليلة صدور جريدتها، وتروى قائلة:  « كنت أقف وسط هذه الدوامة مضطربة بعض الشىء لا تستقر عينى على واحد من هذا العدد الهائل من رجال الصحافة الذين يعملون كخلية نحل، وكنت ربما أدق الجرس لاستدعى محررا ثم لا أصبر حتى يجىء فأذهب إليه قبل أن يبرح مجلسه.»

كان شعورى كمن ضغطت على مفتاح آلة هائلة فلما تحركت الآلة وارتفع صوتها وقفت أتأملها فى مزيج من الفخر والقلق.

ولما جاء المساء انتقل هذا الجيش من الصحفيين إلى جريدة «البلاغ»  حيث كان المرحوم عبدالقادر حمزة «كان قد خرج من الوفد» قد أعد كل شىء فى المطبعة لكى يستقبل مواد الجريدة، وسهر الرجل معنا تلك الليلة يشاركنا فى العمل والقلق ويقول لى من حين لآخر:  إنه من الجنون إخراج جريدة من ست عشرة صفحة بهذا الشكل!

و«عزمى» - رئيس التحرير - بأعصابه يؤكد أن كل شىء سيتم فى موعده المرسوم وأصدقاء الجريدة الكثيرون واقفون على رأسهم الأستاذ حفنى محمود - الوفدى- .

وكان الأستاذ عبدالقادر حمزة قد أحاط المطبعة بعدد هائل من العمال لكى يراقبوا الداخلين والخارجين الذين جاءوا من الصحف الأخرى يتجسسون على أبناء الجريدة الجديدة، وطلب منى عبدالقادر حمزة أن أدير الماكينة لأول مرة فأدرتها، ومضت الآلات تدوى وتخرج من باطنها الأعداد المتتابعة، وسقط أول عدد فى يدى فتحته والدموع تتساقط من عينى.

واسترحت وهدأت أعصابى قليلا، وتسرب ضوء الفجر من نوافذ مطبعة البلاغ، وبدأ بعض الساهرين ينصرفون، وجيش من باعة الصحف يتجمع حول المطبعة شيئا فشيئا، وهمس فى أذنى أحد الحاضرين يقترح علىّ أن أخرج إلى المدينة لأشهد ظهور الجريدة فى السوق.

وخرجت من المطبعة وخلفى جيش طويل من المحررين إلى كازينو البسفور فى ميدان باب الحديد بوصفه أكبر ميدان فى القاهرة ولم نكد نجلس حتى شعرنا بالجوع فجأة - أو بالأصح تذكرناه فجأة - فأسرعنا نطلب الطعام، ولم نكد نضع اللقمة الأولى فى أفواهنا حتى ترامت إلينا صيحات الباعة وهم يجرون من أطراف الميدان: «روزاليوسف اليومية .. روزاليوسف اليومية» وهجم علينا بائع ألقى بيدى نسخة وهو يقول: أول عدد يا هانم!!

ألقاه بين يدى وجرى يقذف بالأعداد بين أيدى سائر المحررين ثم عاد يجمع منا الثمن.

ولم أمض فى تناول الطعام فقد كان يجب أن أذهب إلى البيت وأستريح فبعد ساعات يجب أن أستعد لإصدار العدد الثانى.

عدت إلى البيت حوالى الساعة السادسة صباحا بعد أن اطمأن قلبى إلى أن الجريدة اليومية قد ظهرت كما أحب، وأنها الآن فى الأسواق ينادى عليها الباعة ويتخاطفها القراء، وكان فى همى أن أنام ساعتين أو ثلاثا قبل أن أعود إلى مكتبى وأستعد لإصدار العدد الثانى.

على أننى كنت فى حالة من التعب والإجهاد أصبح النوم معها مستحيلا، فقد كانت أعصابى من كثرة ما أجهدها السهر وأرهقها الترقب والتوجس والقلق منتبهة لا تريد أن تغفو مشدودة ولا تريد أن تسترخى.

وللذكريات بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز