عاجل
الثلاثاء 9 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
عيد الأم
البنك الاهلي

الشعر العربي يتغنى بحب وحنان الأم

يحتفل العالم بعيد الأم في العديد من الدول في الواحد والعشرين من شهر مارس، ويعد هذا اليوم فرصة للأبناء للتعبير عن حبهم وتقديرهم لأمهاتهم، ويتميز عيد الأم بمشاعر الحب والامتنان التي تعبر عنها العائلات في هذا اليوم.



 

 

وتعتبر الام من المواضيع الشائعة في الشعر العربي، فقد كان الشعراء يعبرون عن مشاعرهم تجاه الأم بطرق مختلفة ومتنوعة، فقد كان البعض يعبر عن حبه وتقديره للأم والبعض الآخر يعبر عن الألم والحزن لفراق الأم.

 

في الشعر العربي القديم كان الشعراء يتغنون بالأم ويعبرون عن حبهم الكبير لها، فقد قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى:

 

 

أمي ولدتني وهي على النعاسِ وحبلُ الولادةِ في يدها يرتجي.. فلما أن أرنيَ النورُ وانفرج الجنانُ قبلتني فامتلكتُ حب الناسِ.

 

 

وعبر الشاعر الأندلسي ابن زيدون عن حبه للأم في قصيدة قال فيها:

 

 

وأمي سرى في دمي وحبها... يجري في أوصالي كالوهم لها ما عدلت الأرض ولا زالت... حتى ينتهي بها الأمر والقدر

 

 

ومن ناحية أخرى، كان الشعراء يعبرون عن الألم والحزن الذي يصيبهم عند فقدان الأم، فقد قال الشاعر العراقي الراحل نزار قباني:

 

 

يا أمي .. لم أعد أراكِ .. ولكنني .. في كل أمي .. أراكِ في كل نجمة .. في كل نسمة .. في كل شيءٍ .. أراكِ

 

 

كما عبر الشاعر اللبناني جبران خليل جبران عن الالم والحزن في قصيدة قال فيها:

 

 

يا أمي .. إذا أنا مت .. فاحرقي جسدي .. ولا تحمليني إلى المقابر  فأنا أخاف أن يهزم الجلاد قلبكِ .. وتبكين خلفي كالنساءِ في العصور.

 

 

بهذه الطريقة، يعبر الشعراء العرب عن مشاعرهم تجاه الام، سواء كانت مشاعر الحب والتقدير أو مشاعر الحزن والألم.

 

 

ولها أيضا العديد من الأبيات الشعرية المميزة، منها:

 

 

قال حافظ إبراهيم :

 

 

الأم مدرسة إذا أعددتها  ..  أعددت شعبا طيب الأعراق

الأم روض إن تعهده الحيا  ..  بالري أورق أيما إيراق

الأم أستاذ الأساتذة الألى  ..  شغلت مآثرهم مدى الآفاق

 

 

قال إبراهيم المنذر :

أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا ..  بنقوده حتى ينال به الوطر

قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ..  ولك الجواهر والدراهم والدرر

فمضى وأغمد خنجرا في صدرها ..  والقلب أخرجه وعاد على الأثر

لكنه من فرط دهشته هوى ..  فتدحرج القلب المعفر إذ عثر

ناداه قلب الأم وهو معفر  ..  ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر

فكأن هذا الصوت رغم حنوه  ..  غضب السماء به على الولد انهمر 

فاستل خنجره ليطعن نفسه  ..  طعنا سيبقى عبرة لمن اعتبر

ناداه قلب الأم كف يدا ولا  ..  تطعن فؤادي مرتين على الأثر

 

 

قال أبو العلاء المعري :

العيش ماض فأكرم والديك به  ...  والأم أولى بإكرام وإحسان

وحسبها الحمل والإرضاع تدمنه  ...  أمران بالفضل نالا كل إنسان

 

 

قال مسعود سماحة :

وما صلّ ترافقه المنايا  .. ويجري السما قتّالا بفيه

بأقبح من عقوق لا يراعي ..  كرامة أمه ورضى أبيه

 

 

قال الشاعر القروي :

تحير بي عدوي إذ تجنى ..  عليّ فما سألت عن التجني

وقابلَ بينَ ما ألقاهُ منهُ  .. وما يَلْقى من الإِحسانِ مني

يبالِغُ في الخِصامِ وفي التجافي  ..  فأغرقُ في الأناةِ وفي التأني

أودُّ حياتَهُ ويودُّ موتي  ..  وكمْ بيــنَ التَمَني والتَمَني

إِلى أن ضاقَ بالبغضاءِ ذَرْعا  ..  وحسَّنَ ظَنَّهُ بي حسنُ ظني

عدوي ليسَ هذا الشهدُ شهدي  .. ولا المنُّ الذي استحليْتَ مني

فلي أمٌ حَنُونٌ أرضعتني  ..  لبانَ الحب من صَدْر أحنِّ

على بسمَاتِها فتحتُ عيني  .. ومن لَثماتِها رويتُ سِنِّي

كما كانتْ تُناغيني أُناغي  ..  وما كانتْ تُغَنيني أُغَني

سَقاني حُبُّها فوقَ احتياجي  ..  ففاضَ على الوَرى ما فاضَ مني

أشعار جميلة عن الام

قال محمد بحيري : هي في الشعب نصفه وهي أم  ..  لبنيه وقوة سحرية هزت المهد في حنان ورفق  ..  وغذته السمو والأريحية ولها بيننا رسالة صدق  ..  إن صدقنا الجهاد عزما ونية خرج صخر بن عمرو أخو الخنساء الشاعرة المشهورة في غزاة فأصابه جرح فتطاول مرضه فكانت امرأته سليمى إذا سُئلت عنه قالت هازئة : لا هو حي فيرجى ولا ميت فينعى ، وهو يسمع ذلك فيشق عليه ، وإذا سُئلت عنه أمه قالت : أصبح صالحا بنعمة الله . فلما أفاق من علته عمد إلى سليمى فعلقها بعمود الفسطاط حتى ماتت وقال : أرى أم صخر ما تجف دموعها  ..  وملّت سليمى مضجعي ومكاني فأي امرئ ساوى بأمٍّ حليلةً  ..  فلا عاش إلا في شقا وهوان

قال الإمام الشافعي : أطع الإله كما أمر  ..  واملأ فؤادك بالحذر وأطع أباك فإنه  ..  رباك من عهد الصغـر وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وارضها  ..  فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ

قال الشاعر معروف الرصافي : أوجب الواجبات إكرام أمي  ..  إن أمي أحق بـالإكرام حملتني ثقلا ومن بعد حملي  ..  أرضعتني إلى أوان فطامي ورعتني في ظلمة الليل حتى  ..  تركت نومها لأجل منامي إن امي هي التي خلقتني  ..  بعد ربي فصرت بعض الأنام فلها الحمد بعد حمدي إلهي  ..  ولها الشكر في مدى الأيام وقال أيضا : إن خدمنا فلا تريد جزاء  ..  ومِن الأمِ هل يُرادُ جزاء

قال خليل مطران : نعمت الأمُ أنجبت خيرة الأولاد  ..  للبِّرِ والنَدى والوفــاءِ وقال آخر : أحن إليكِ إذا جنّ ليل وشاركني فيكِ صبح جميل أحن إليكِ صباح مساء وفي كل حين إليك أميل على راحتي كم سهرت ليال ولوعتِ قلبك عند الرحيل وفيض المشاعر منك تفيض  كما فاض دوما علينا سهيل جمعت الشمائل يا أمُّ أنت وحزت كمالا علينا فضيل إذا ما إعترتني خطوب عضام عليها حنانكِ عندي السبيلُ إذا ما افتقدتُ أبي برهة غدوتِ لعمريَ أنتِ المعيلُ بفضلكِ أمي تزولُ الصعابُ ودعواكِ أمي لقلبي سيلُ

اجمل شعر عن الأم الحنونة

قال عبد الرحمان بن مساعد : اسألوا دمي ..وسعادتي وهمي اسألوا التوفيق.. والكدر والضيق اسألوا الطيب في صفاتي.. والدعاء اللي في صلاتي واسألوا شهودي.. الدموع اللي في سجودي اسألوهم..واسألوا دمي .. عن غلا أمي

وقال آخر : أمّي يا حبّا أهواه  ..  يا قلبا أعشق دنياه يا شمسا تشرق في أفقي  ..  يا وردا في العمر شذاه يا كل الدنيا يا أملي  ..  أنت الإخلاص ومعناه فلأنت عطاء من ربي  ..  فبماذا أحيا لولاه ماذا أهديك من الدنيا  ..  قلبي أم عيني أماه روحي أنفاسي أم عمري  ..  والكلّ قليل أوّاه ماذا أتذكر يا أمي  ..  لا يوجد شيء أنساه فالماضي يحمل أزهارا  ..  والحاضر تبسّم شفتاه ما زال حنانك في خلدي  ..  يعطيه سرورا يرعاه كم ليل سهرتِ في مرضي  ..  تبكي وتنادي رباه طفلي وحبيبي يا ربي  ..  املأ بالصحة دنياه الأم تذوب لكي نحيا  ..  ونذوق من العمر هناه الأم بحار من خير  ..  والبحر تدوم عطاياه أماه أحبك يا عمري  ..  يا بهجة قلبي ومناه ضمّيني واسقيني حبا  ..  ودعيني أحلم أماه

وقال آخر : يا صديقة الأيام ورفيقه الأحلام هل ستكفي الوعود يا أغلى شخص في الوجود

وقال آخر : أمي الغاليه : خلق البحر ليعانق موجة الرمال والصخور وتشرق الشمس لتلف بدفئها الصحاري والبحور وتوجد الفراشات دائمأمع أرق الورود والزهور أماه يابحري .. وشمسي .. وباقة زهوري .. أحتاجك دوما وأحبك أبد الدهور

أجمل شعر عن الأم:   قال نزار قباني : صباحُ الخير يا حلوه.. صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه مضى عامانِ يا أمّي على الولدِ الذي أبحر برحلتهِ الخرافيّه وخبّأَ في حقائبهِ صباحَ بلادهِ الأخضر وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر وخبّأ في ملابسهِ طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر قال إبراهيم السمري :  وَفَضْلُ الأُمِّ يَعْلُو أَيَّ فضل  ..  إِذَا أَحْصَيْتَهُ فِي كُلِّ شَانِ أُسَائِلُ مُهْجَتِي عَنْهَا أَجَابَتْ  ..  هِيَ الرَّحَمَاتُ لاَحَتْ لِلْعِيَانِ هِيَ البَحْرُ الْمَلِيءُ بِكُلِّ غَالٍ  ..  نفِيسٍ غَارَ مِنْهُ الأَصْفَرَانِ هِيَ البَدْرُ الْمُطِلُّ بِنَاظِرَيْهِ  ..  عَلَى الآفَاقِ يَلْمَعُ كَالْجُمَانِ هِيَ الأَنْسَامُ رَقَّتْ فِي بَهَاءٍ  ..  وَزَانَتْ ثَوْبَهَا بِالأُقْحُوَانِ هِيَ الْمَاءُ الزُّلاَلُ لِكُلِّ صَادٍ  ..  هِيَ الأَمَلُ الضَّحُوكُ لِكُلِّ عَانِ أَرَاهَا نَخْلَةً بَسَقَتْ وَجَادَتْ  ..  وَلَمْ تَعْبَأْ بِأَغْيَارِ الزَّمَانِ تَحَدَّتْ فِي شُمُوخٍ كُلَّ رِيحٍ  ..  وَآتَتْ أُكْلَهَا فِي كُلِّ آنِ حَبَتْنِي عَطْفَهَا مُذْ كُنْتُ طِفْلاً  ..  وَفَاضَتْ بِالْمَحَبَّةِ وَ الحنان وَرَغْمَ الفَقْرِ كَمْ جَادَتْ عَلَيْنَا  ..  يَدَاهَا بِالنَّدَى مَبْسُوطَتَانِ

قال أحمد شوقي : أمي كانت إليه تغدو إذا أنا طفل ولا تزال ماذا ترى رشاد إن طلبتها تُرى تردّني إذا خطبتها إصغ لي أنت مثل ما تتمنى زينب تجمع الغنى والجمالا

أروع شعر عن الأم: 

قال كريم معتوق : أوصى بك اللهُ ما أوصت بك الصُحفُ  ..  والشـعرُ يدنـو بخـوفٍ ثم ينـصرفُ مــا قــلتُ والله يـا أمـي بـقـافــيـةٍ  ..  إلا وكـان مــقـامـاً فــوقَ مـا أصـفُ يَخضرُّ حقلُ حروفي حين يحملها  ..  غـيـمٌ لأمي علـيه الطـيـبُ يُـقتـطفُ والأمُ مـدرسـةٌ قـالوا وقـلتُ بـهـا  ..  كـل الـمدارسِ سـاحـاتٌ لـها تـقـفُ هـا جـئتُ بالشعرِ أدنيها لقافيتي  ..  كـأنـما الأمُ في اللاوصـفِ تـتصفُ إن قلتُ في الأمِ شعراً قامَ معتذراً  ..  ها قـد أتـيتُ أمـامَ الجـمعِ أعـترفُ

قال محمود درويش :

أحنّ إلى خبز أمي

و قهوة أمي

و لمسة أمي

و تكبر في الطفولة

يوما على صدر يوم

و أعشق عمري لأني

إذا متّ

أخجل من دمع أمي !

خذيني ، إذا عدت يوما

وشاحا لهدبك

و غطّي عظامي بعشب

تعمّد من طهر كعبك

و شدّي وثاقي..

بخصلة شعر

بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..

عساي أصير إلها

إلها أصير..

إذا ما لمست قرارة قلبك !

وقال آخر : أمي.. لا تؤم القلوب إلا إليك .. ولا تلين الصخور إلا لحنانك … أنت الحب… و الجنة تحت قدميك .. أحبك أمي ..

ابيات شعرية جميلة عن الأم:  

ونختم بأبيات مؤثرة من قصيدة الشريف الرضي في رثاء والدته : أبكيك لو نقع الغليل بكائي   ..  وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّيا  ..  لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي طورا تكاثرني الدموع وتارة   ..  آوي الى أكرومتي وحيائي كم عبرة موهتها بأناملي  ..  وسترتها متجملا بردائي ما كنت أذخر في فداك رغيبة  ..  لو كان يرجع ميت بفداءِ لو كان يدفع ذا الحمام بقوة  ..  لتكدست عصب وراءَ لوائي فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي  ..  ونسيت فيك تعززي وإبائي وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ  ..  مما عراني من جوى البرحاءِ قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا   ..  مِمّا ألَمّ ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة  ..  صعب فكيف تفرق القرباءِ أنْضَيتِ عَيشَكِ عِفّة وَزَهَادَة  ..  وَطُرِحْتِ مُثْقَلَة ً مِنَ الأعْبَاءِ بصِيَامِ يَوْمِ القَيظِ تَلْهَبُ شَمْسُهُ  ..  وقيام طول الليلة الليلاءِ ما كان يوما بالغبين من اشترى  ..  رغد الجنان بعيشة خشناءِ لَوْ كَانَ مِثلَكِ كُلُّ أُمٍّ بَرّة  ..  غني البنون بها عن الآباءِ شهد الخلائق أنها لنجيبة  ..  بدَليلِ مَنْ وَلَدَتْ مِنَ النُّجَبَاءِ في كل مظلم أزمة أو ضيقة  ..  يَبْدُو لهَا أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى  ..  ما يذخر الآباء للأبناءِ لَوْ كَانَ يُبلِغُكِ الصّفيحُ رَسَائِلي  ..  أو كان يسمعك التراب ندائي لَسَمِعتِ طُولَ تَأوّهي وَتَفَجّعي  ..  وعلمت حسن رعايتي ووفائي كَانَ ارْتِكاضِي في حَشاكِ مُسَبِّبا  ..  رَكضَ الغَليلِ عَلَيكِ في أحشائي

-أبيات الإمام الشافعي:

طِع الإله كما أمر  واملأ فؤادَك بالحذر  واخضَع لأمِّك وارضَها  فعقوقُها إحدى الكبر 

  -أبيات  العلاءالمعري: العيش ماضٍ فأكرِم والديك به  والأم أَولى بإكرام وإحسان  وحسبُها الحملُ والإرضاع تُدمنه  أمران بالفضل نالا كل إنسان 

-أبيات معروف الرصافي:

 

أوجب الواجبات إكرام أمي..  إن أمي أحق بالإكرام

 حملتني ثقلًا ومن بعد حملي.. أرضعتني إلى أوان فطامي

 ورعتني في ظلمة الليل حتى تركتْ نومَها لأجل منامي

 فلها الحمدُ بعد حمدي إلهي  ولها الشكرُ في مدى الأيام 

وقال حافط ابراهيم:

 

الأم روضٌ إن تعهده الحيا  .. بالري أورق أيَّما إيراق

أبيات سعيد عقل:

أمي يا ملاكي  يا حبي الباقي إلى الأبد  ولم تزل يداك  أرجوحتي ولم أزل ولد 

وقال جميل صدقي الزهاوي  ليس يرقى الأبناء في أمة ما.. لم تكن قد ترقت الأمهات

  -أبيات ابراهيم المنذر:

أغرى امرؤ يومًا غلامًا جاهلًا  بنقوده حتى ينال به الوطر  قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى  ولك الدراهم والجواهر والدرر  فمضى وأغمد خنجرًا في صدرها  والقلب أخرجه وعاد على الأثر  لكنه من فرط سرعته هوى  فتدحرج القلب المضرج إذ عثر  ناداه قلب الأم وهو معفر  ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر  فكأن هذا الصوت رغم حنوه  غضب السماء به على الولد انهمر  فاستلَّ خنجره ليطعن نفسه  طعنًا ليبقى عبرة لمن اعتبر  ناداه قلب الأم كف يدًا ولا  تطعن فؤادي مرتين على الأثر.

الأم عنوان الحب والوفاء:

إلى مَن اختارها اللهُ لتكونَ لي أحنَّ الناس وأطيبهم، ولتكونَ لي عنوان الفخر والعز. يا سيدتي الفاضلة، إنكِ أعظم امرأةٍ رأتْها عيوني، وكيف لا تكونين أعظم النساء، وأنتِ التي كنتِ لي غيمةً تُمطِر الحب والحنان، وكنتِ لي الحارس الأمين؟! فكم سهرتْ عيونكِ لتحرسَني وتطمئن عليَّ! وكنتِ دومًا قريبة مني، وكأنكِ ظلِّي الذي يرافقني دومًا.

 

يا معلمتي التي علمتْني السَّير وأنا كنتُ لا أُجِيدهُ، وعلَّمتني الكلام وأنا كنت أصمَّ، وعلمتني التفكير وأنا كنتُ لا أعرف كيف أفكِّر، وعلمتني القراءة والكتابة وأنا كنتُ أمِّيًّا لا أجيد حتى رسم الحروف، يا شمسًا أشرقت لتعطيَني دفئًا يحتضنني في كل يوم، ويا قمرًا يُنِير لي ظلمات طريقي في كل مساء، كم أنتِ عظيمة يا غاليتي! فما جزعتِ ولا ضجرتِ من تصرفاتي الطائشة، وتحملتِ العناء بشقاوتي، وكنتِ تتبسَّمين عندما تَرَينني أتصرَّف بجنون، فهذا هو الحب يا صاحبة القلب الحنون، يا مَن زرع الله فيكِ الحنان والحب والعاطفة، كبرتُ وأصبحتُ رجلاً بأعين الناس جميعًا، ولكن حتى الآن أنا بعينيك الجميلتين طفلٌ صغيرٌ، ولو تعلمين يا أميرتي أني حتى الآن عندما أجلس بقربكِ أرغبُ أن أغفُوَ بحِضنكِ الدافئ؛ لأنِّي أجد فيه الحب والحنان والأمان، قد يحبُّني جميع الناس لحاجةٍ لهم بي، لكنك أنتِ أحببتِني عندما كنتُ لا أنفع في أيِّ شيء، فأحببتني في الله وحدهُ لا غير، عندما كنتُ طفلاً صغيرًا، يا خيمةً تجمع بيني وبين إخوتي، فلولا وجودُكِ بقربنا لتفرَّقنا وتخاصمنا وأصبحنا ضعفاء مشتَّتين، لكنكِ دومًا بحنانكِ بيننا بالحب والمودَّة تجمعين. حتى أبي الذي هو أفضل رجال عصرهِ وزمانهِ كنتِ سندًا وعونًا له في شدائدهِ؛ فقد رأيتُكِ خير عنوان للوفاء والصبر، والتضحية والعطاء في مشوار حياتكِ معه.

يا مَن جعل الله جنتي تحت أقدامِكِ، قولي لي: كيف أجازيكِ؟

يا أيتها الشامخة كقمم الجبال، أجيبينِي أرجوكِ، فمهما صنعتُ لكِ والله لن أجازيَكِ، فأنا في حيرةٍ من أمري؛ لأني وربِّ الكون أمنيتي في الدنيا أن أرضيك.

 

ومن الجديد بالذكر أن الأم تُعتبر الأساس والعمود الفقري العاطفي للعائلة، حيث إنها توفر مكاناً لحضور مشاعر الكل، وتحاول بكل ما لديها من قوة منع تعرض أحد أفراد العائلة للخطر، فلها لمسة سحرية تساعد الأبناء على معالجة الجروح الجسدية والنفسية، وتتصف الأم بالمغفرة، والمسامحة، وتقديم التضحيات بلا أي مقابل، فهي التي تجهّز الطعام لأبنائها، وتذكرهم دائماً بارتداء الملابس النظيفة، حتى وإن قست الأم على أطفالها فسيكون هذا لصالحهم، وابتسامة الأم نحو أطفالها تكفي لجعل يومهم أفضل بكثير.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز