تفاصيل ذكري ميلاد "فنان الشعب" سيد درويش "خادم الموسيقى"
سلمى السلنتي وعهد أيمن
ترصد "بوابة روزاليوسف" ذكرى ميلاد رموز الفن والإبداع، واليوم ١٧ مارس تمر ذكرى ميلاد الفنان الكبير الراحل سيد درويش، عملاق الفن، حيث يحرص المركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية برئاسه الفنان القدير ايهاب فهمي، أن يؤرخ إبراز المناسبات والقدوة الفنية للأجيال الحالية والقادمة.
وتمر ذكرى ميلاد الملحن الكبير سيد درويش الذي يعد أحد العلامات البارزة في تشكيل ملامح تاريخ الموسيقى المصرية بما قدمه من أعمال أثرت في وجدان الشعب المصري.
ويعد سيد درويش موسيقى مصري، من مواليد 1892 باﻹسكندرية، ويعد واحدا من أهم الموسيقيين العرب على مدار التاريخ، فهو مجدد الموسيقى العربية، حيث ولد درويش لأسرة متوسطة الحال، التحق وهو في الخامسة من عمره بأحد الكتاتيب ليتلقى العلم ويحفظ القرآن، وبعد وفاة والده وهو في السابعة من عمره، قامت والدته بإلحاقه بإحدى المدارس، وهنا بدأت تتضح موهبة درويش الفنية من خلال مدرسته وحصة الموسيقى باﻷخص.
اضطرته ظروفه العائلية إلى العمل كمغني يؤدي الحان الشيخ سلامة حجازي في فرقة "جورج دخول"، وكانت تسمي بفرقة "كامل الأصلي"، ولم يستمر عمله طويلا لأن الظروف قضت بحل الفرقة، وكان التحاقه بهذه الفرقة سببا أساسيا في فصله من المعهد الديني.
ولما اضطرته ظروف الحياة الملحة أن يعمل مناولا لعمال البناء، كان يحاول في عمله ان يعبر عن آلامه وأحزانه بغناء بعض الألحان الفولكلورية التي كانت شائعة بين الأوساط الشعبية في ذلك الحين، ولاحظ المقاول زيادة الإنتاج ورغبة صادقة من عمال البناء في اقبالهم علي العمل كلما انطلق صوت سيد درويش بالغناء، مما دفع المقاول الي اختيار سيد درويش ملاحظا للعمال علي ان يكتفي منه بالغناء لهم اثناء العمل.
كما عاد "درويش" إلى القاهرة وظل فترة من الزمن يتنقل بين عمل وأخر حتى تعاقد معه الأخوين عطا الله، وأصبح فردا من فرقتهم الموسيقية بعدها سافر مرة أخرى إلى الشام وكانت هذه هى نقطة اﻷنطلاق الحقيقية فى مسيرة درويش الفنية.
وكانت أول ألحانه التي قام بتأليفها "يا فؤادي ليه بتعشق"، ومن بعدها إنتقل إلى القاهرة وهناك لمع نجمه أكثر و زادت شهرته بعد أن قام بتلحين كافة روايات الفرق المسرحية في شارع عماد الدين أمثال فرقة "نجيب الريحاني"، "جورج أبيض" و"علي الكسار".
يعد "درويش" من اوائل الفنانين الذين ربطوا الفن بالسياسة والحياة اﻷجتماعية فنجده غنى فى مناسبات عديدة مثل أغنية "قوم يا مصري" التي غناها أثناء ثورة 1919، أيضا نشيد "بلادى بلادى" الذي اقتبس فيه بعضا من كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل، وأغنية "الحلوة دي" التي غناها تضامنا مع الحرفيين والفئات العاملة بالمجتمع، فقد كان هدف الموسيقى المصرية قبل درويش الطرب فقط، ولكن سيد درويش جعل منها مهنة أكبر وأهم، فقد أستخدمها في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي.
مسيرته الفنية:
خلال حياته الفنية، سطع نجم درويش من خلال غنائه لأغانٍ تحفز المصريين خلال ثورة 1919، مثل "قوم يا مصري"، وكان من أوائل الفنانين الذين ربطوا بین الفن والسیاسة.
كما قام بتلحين أوبريت "العشرة الطيبة" مع فرقة نجيب الريحاني و"شهرزاد والبروكة"، وتعاون مع عدد من المغنين والممثلين في تأليف أغانٍ مشهورة. ومن أهم إسهاماته في الموسيقى العربية أغاني مثل: "سالمة يا سلامة" و"زورونی کل سنة مرة" و"الحلوة دي".
حياته الشخصية:
تزوج درويش ثلاث مرات، أخِرُها كانت عائشة عبد العال التي يُقال بأنّه تزوجها عرفيًا بشكلٍ سرّى. وتُروى قصصٌ متضاربة عن سبب وفاته؛ إذ طلبت أسرته تشريح جثته للتأكد من سبب وفاته، لكن السلطات رفضت.
لحن وغنى العديد من الأغاني التي أصبحت جزءًا من التراث المصري مثل “شد الحزام” و “انا هويت” و “قوم يامصري” و “سالمة يا سلامة”، كما أنّه هو من لحن النشيد الوطني المصري.
توفي درويش في الإسكندرية بعمر الواحدة والثلاثين، ورغم نشاطه الفني القصير، إلّا أنّه ترك بصمةً كبيرةً في الموسيقى العربيّة، ولا يزال يُعتبر شخصيةً نبيلة ومحبوبة في التاريخ المصري.
توفي سيد درويش فى سبتمبر 1923، وهو فى ريعان شبابه، لكنه كان قد ترك وراءه كنز وتراث فنى عريق، مازالت تفخر به اﻷجيال حتى الأن وما زال درويش حي باقي باعماله التي إلى الآن تتردد علي مسامعنا وكأننا نسمعها لأول مرة، الحي الباقي خادم الموسيقى سيد درويش ابن مصر.