عصام عبد الجواد
أيقونة الإنسانية
كل يوم يمر علينا فى روزاليوسف نكتشف أن هذه المؤسسة العريقة ما هي إلا كنز كبير من كنوز الثقافة والأدب والإبداع ظلت طوال تاريخها العريق منبعًا ينشر الوعى والتنوير طوال ما يقرب من قرن من الزمان، وكان أبناؤها من الصحفيين والصحفيات والإداريين والعمال هم أسطورات المهنة ورموزها ينظر لهم على أنهم قمة الإبداع كل فى مجاله.
أقول هذا الكلام بعد أن فقدت روزاليوسف وبالتحديد مجلة صباح الخير واحدة من أهم رموزها وكُتابها طوال تاريخها العريق وهى الكاتبة والأديبة المبدعة الرقيقة الأستاذة زينب صادق والتي كانت رقيقة مثل النسمة، ناعمة كالفراشة، تنشر الدفء والانتعاش على من يقترب منها كأنها زهرة الياسمين عندما كانت تأتى لصباح الخير كنا نشعر بأنها ابنة من زمن إحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين وغيرهم من عمالقة الإبداع فى مصر والوطن العربى، وكانت تستقبل الجميع بابتسامة حانية وقلب متصالح مع الحياة، تنصت وتصغى لحديثك ثم تنقل لك حكمتها وخبرتها ببساطة وأسلوب رقيق، كانت رحمها الله صديقة وأمًا وأختًا وحكيمة وناصحة للجميع الكبير والصغير، كنت محررًا صغيرًا فى روزاليوسف لكن كان من حسن حظى منذ وطأت قدامى مؤسسة روزاليوسف أن ألتقى بهذه السيدة العظيمة في مجلة صباح الخير، فكنت ألتقى بها كلما كانت تأتى في مكتبها على فترات خاصة يوم الثلاثاء، كانت ناصحة لى وساعدتنى كثيرًا فى حل العديد من المشكلات المُعقدة التي قابلتنى بحكمة وهدوء منقطع النظير حتى أن ابتسامتها كانت كفيلة أن تمتص كل المشاكل والهموم.
الأستاذة زينب صادق صحفية ومؤلفة وكاتبة تميز أسلوبها بالكتابة الأدبية استطاعت كتابة آلاف المقالات بأسلوب رشيق فهى صاحبة أشهر باب إنسانى في الصحافة المصرية من خلال مجلة صباح الخير بعنوان «أنا والحياة» الذي استمرت في كتابته بنفس الأسلوب منذ صدرت مجلة صباح الخير وحتى أقعدها المرض عن الكتابة.
ومن مؤلفاتها روايات «لا تسرق الأحلام، ورواية يوم بعد يوم، والحب والزواج وعندما يقترب الحب» وغيرها من الروايات والإبداعات التي ملأت الدنيا شرقًا وغربًا بأسلوب إنسانى رقيق يعبر عن إنسانة راقية نادرة الوجود.
الأستاذة زينب صادق كان الجميع ينتظرها عندما تحضر إلى مكتبها فى صباح الخير والجميع يعتقد بداخله أنه أكثر واحد أو واحدة صديق لها لكن الحقيقة هى كانت سيدة عظيمة صديقة للجميع ابتسامتها تنشر الدفء والاطمئنان للجميع.
هى نموذج من نماذج عديدة فى صباح الخير من صحفيات مبدعات أديبات رقيقات لهن إنتاج غزير فى جميع المجالات نحتاج لكتابة مجلدات عن تأثيرهن فى المجتمع ودورهن فى الحياة الأدبية والفنية والثقافية والسياسية.
رحم الله الأستاذة زينب صادق التي رحلت عن دنيانا الأسبوع الماضى وبارك الله فى عمر من بقى على قيد الحياة.. وأدام الله علينا مؤسسة روزاليوسف العريقة..
حفظ الله مصر قيادة وجيشًا وشعبًا