عاجل
الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
قبل أن يختفى ظل الحقيقة!

قبل أن يختفى ظل الحقيقة!

الشيخ الراحل «محمود الطبلاوى» آخر النجوم فى دولة قراءة القرآن الكريم التي كان لمصر دائمًا السبق فيها على مر التاريخ، حيث تتابع مشاهير القراء أذكر منها «محمد رفعت»، «مصطفى إسماعيل»، «عبدالباسط عبدالصمد»، «محمود على البنا»، «الشعشاعى»، «محمود خليل الحصرى» وغيرهم من الأجلاء من حفظة كتاب الله!



وبينى وبين الشيخ «الطبلاوى» حكاية قديمة.. المعروف أن قارئى القرآن من أولاد المهنة الواحدة بينهم أيضًا قدر من التنافس ولا يخلو الأمر أحيانًا من الإحساس بمشاعر الغيرة، لأنهم فى النهاية بشر، بعضهم يملك القدرة على أن يدلى برأيه فى الآخر وبعضهم يتحفظ به منعًا للإحراج وسوء التفسير! 

كنت فى بداية حياتى الصحفية مولعًا بإجراء الأحاديث الساخنة وأظننى لا أزال أحتفظ بهذا الولع.. أتذكر أننى أجريت حوارًا مع الشيخ «محمود على البنا» كان له صدى ضخم بين كل قراء القرآن، لأن الشيخ «البنا» قال آراء صريحة فى كل زملائه قراء القرآن الكريم، وكان وقتها الشيخ «الطبلاوى» ينظر له باعتباره هو آخر عنقود القراء وكان قد حقق نجاحًا ضخمًا اختلفت حوله الآراء، البعض كان يعتبره مجرد موضة وتعدى، وكان ظهوره أيضًا قد واكب بزوغ نجومية المطرب «أحمد عدوية» ويومها قال لى الشيخ «البنا» ساخرًا: «الطبلاوى» زى مطرب «السح الدح امبوه» مجرد ظاهرة مثل «أحمد عدوية» وظل للحوار صدى ضخم، وغضب بالطبع الشيخ «الطبلاوى» واضطر الشيخ «البنا» لتخفيف التعبير إلا أن ارتباط الشيخ «الطبلاوى» بأحمد عدوية ظل قائمًا.

قرأت بعدها حوارًا للشيخ «الطبلاوى» سأله الصحفى عن علاقته بأحمد عدوية فقال الشيخ أنه هو الذي وقف إلى جواره لكى يسجل أغنية (السح الدح امبوه)، بعد أن اقتنع بموهبته وحكى أنه كان فى شركة (صوت الحب) من أجل تسجيل بعض آيات القرآن الكريم على شريط كاسيت ودخل «أحمد عدوية» المكتب ومعه أغنية «السح الدح امبوه» يريد تسجيلها لحساب الشركة، ولكن الجميع بمن فيهم المستشار الفنى للشركة الشاعر الغنائى الكبير «مأمون الشناوى» رفض ذلك لأنهم لم يقتنعوا بصوت ولا أسلوب «عدوية»، بينما «الطبلاوى» فقط هو الذي اقتنع وهكذا تم تسجيل الأغنية.

وأكد «الطبلاوى» أنه قد صدق حدسه وجاء ترتيب الأغنية فى المركز الأول فى التوزيع بينما شريط «الطبلاوى» فى المركز الثانى المركز والثالث «عبدالحليم» والرابع «محمد عبدالوهاب»!

الواقعة اختلطت فيها الوقائع على شيخنا الجليل، المنطقى مثلاً أنه كان متحمسًا للأغنية وهناك رافضون لها، ولكن «مأمون الشناوى» حكى لى أنه هو الذي وقف إلى جانب «عدوية» وأصر على تسجيل هذه الأغنية التي حققت أكثر من مليون جنيه لشركة الكاسيت وأنقذتها من الإغلاق، كما أن «أحمد عدوية» لا يكف فى كل أحاديثه عن الإشادة بمأمون الشناوى ويذكر تفاصيل الواقعة عندما استمع إليه «مأمون الشناوى» فى أحد الملاهى الليلية، حيث كان يغنى لمحمد رشدى أغانيه الشهيرة ومن بينها (عدوية) ومن هنا جاء اسمه – عدوية – وطلب منه «مأمون الشناوى» أن يغنى لحنًا خاصًا به فأسمعه «السح الدح امبوه» فاقتنع «مأمون الشناوى» بأن هذه الأغنية التي كتبها «الريس بيرة» ولحنها «الشيخ طه» سوف تحقق أعلى الإيرادات، وهو ما تحقق بعد ذلك بالطبع ولم يذكر «أحمد عدوية» فى كل أحاديثه ولا مرة دورًا للشيخ «الطبلاوى».

من المهم أن نوثق الحياة بكل تفاصيلها، لأن أغلب ما نقرأه به ظل من الحقيقة، ليس كل الحقيقة، ومع مرور الزمن ستندثر حتى ظلال الحقائق!  

 

نقلاً من مجلة روزاليوسف

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز