مناقشة رواية «صاحب العالم» للكاتب أحمد صبري أبو الفتوح بمعرض الكتاب
محمد خضير
- نقاد: «صاحب العالم» تدعو للعودة للأصول والعادات والتقاليد الريفية المصرية
أقيمت في قاعة "فكر وإبداع"، ضمن فعاليات محور "كاتب وكتاب" في البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ55، ندوة نقاشية تتناول رواية "صاحب العالم" للكاتب أحمد صبري أبو الفتوح، . أدار اللقاء الكاتب مصطفى الطيب، وشارك في النقاش الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان والناقد الدكتور محمد محيي الدين، وحضر اللقاء جمهور ورواد معرض الكتاب.
في البداية، قدم الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح لقرائه لمحة عن أحداث روايته، إذ أشار إلى أن الأستاذ "عبد الحميد دهمش"، بعد وفاة زوجته ورحيل أبنائه وتقاعده، أراد التمتع بحياة حرة واستغلال إمكانات التواصل الاجتماعي، ومع ذلك، وأثناء تفاعله مع هذا العالم الرقمي، وقع في خطأ فادح، حيث انحدر إلى حافة الفضيحة، التي قد تهدد حياته وحياة أبنائه وحبيباته. كموظف عام ذو خبرة، يدرك أن الخروج من هذا المأزق يتطلب تفكيرًا خلاقًا وغير تقليدي. لهذا السبب، توجه إلى "رزق مرزبة"، ربيب السجون، في محاولة للنجاة من هذه الورطة. هل سينجح "رزق" في مساعدة الأستاذ "عبد الحميد" على التخلص من هذه الأزمة؟.
من جانبه، قال الكاتب مصطفى الطيب إن الرواية تدور حول حياة موظف تقليدي ومسار صعوده ليصبح في وظيفة رفيعة المستوى.
ومن خلال الرواية، نكتشف كيف يتعرض هذا الموظف لمخاوف تتعلق بعالم التواصل الاجتماعي، ونتساءل عن مدى حق خصوصيته في هذا العصر الذي يهيمن فيه عالم السوشيال ميديا، وهل يوفر هذا العالم وسائل فعّالة للتواصل أم يزيد من الخوف والعزلة؟.
وأضاف الطيب: أن الروائي أحمد صبري أبو الفتوح يستكشف من جديد عوالم الطبقة المتوسطة بعد روايته السابقة الشهيرة "ملحمة السراسوة"، في روايته الجديدة "صاحب العالم"، يكشف عن تجربة موظف مصري تقليدي أصبح محاصرًا في عالم لم يعد فيه للأفراد أي خصوصية.
ويضيف أن الرواية تلامس أزمة الإنسان المعاصر بأسلوب سردي يجمع بين العذوبة والتشويق، ويتخلله الطابع الفكاهي.
وقال الكاتب محمد محيي الدين حول الرواية: "إن نجيب محفوظ قد كتب عن القاهرة وحياتها، والآن لدينا الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح يكتب عن الريف المصري. يستعرض الكاتب القضايا المتنوعة التي قد تطرأ على المجتمعات الريفية، خاصةً مع انتشار شبكة الإنترنت الدولية التي تخترق الحدود الزمانية والمكانية.
أشار محمد محيي الدين: إلى أن الرواية تندرج تحت "الواقعية الجديدة" التي تركز على الحق في الخصوصية والحرية والتناقضات في المتاح، وتدور أحداثها حول مواجهة شخصية نشأت على قيم ومعتقدات تعود لزمن قديم، مع واقع العالم الافتراضي الذي تمكّنه التكنولوجيا في العصر الحديث.
وتكشف الرواية كيف يمكن للفرد أن يعيش في ظل هذا العالم المفتوح، وكيف يستطيع أن يحدد مساره في هذا العالم، متناولة في الوقت نفسه تأثير الفضاء المفتوح على الشخصية التقليدية".
من جانبه، أكد الكاتب أحمد بهاء الدين شعبان: أن الكاتب أحمد صبري أبو الفتوح قد تأثر بشكل كبير بالأديب العالمي نجيب محفوظ.
وقد أثرى الكاتب بنا بأدبه في أساس المجتمعات المصرية، وهو الريف المصري الذي أثرى به أدبيًا.
وأشار إلى أن الرواية تعتبر معاصرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، حيث تستكشف الحياة الشخصية للإنسان وتتناول تفاعلاته مع الكائنات الحية الأخرى ومع التكنولوجيا المستحدثة التي اخترقت العديد من الأسرار.
وأوضح أن الكاتب عاد إلى الأصول المصرية، متناولًا عادات وتقاليد الريف المصري، في إطار يبرز التطورات التكنولوجية الحديثة وتأثيرها على الحياة اليومية.