عاجل
الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

بعد فوز فيلمها بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان البحر الأحمر

كوثر بن هنية: هذا ما دفعني لاختيار هند صبري لتقديم دور ألفة

فاز فيلم (بنات ألفة) للمخرجة التونسية "كوثر بن هنية" بجائزة (الشرق) لأفضل فيلم وثائقي عرض في قسم (روائع عربية) بمهرجان البحر الأحمر السينمائي.
 
والحقيقة أن تلك الجائزة ليست الأولى لهذا الفيلم الذي حصل من قبل على جائزة من مهرجان كان، فيما تعد "كوثر" صائدة للجوائز في غالبية المهرجانات التي تشارك أعمالها بها، لكن لفيلم (بنات ألفة) طبيعة خاصة، لا سيما أنه يمزج ما بين الروائي والوثائقي، ويحكي قصة أسرة تونسية تصدرت عناوين في 2016 عندما غادرت اثنتان من البنات المراهقات الأربعة للقتال مع داعش في ليبيا.
 
في حوارنا معها سألنا عن سبب اختيارها لتلك القصة لتصبح عنوانا لفيلمها الجديد، وعن الصعوبات التي مرت بها أثناء إخراجها لهذا الفيلم، وعن اختيارها لطريقة الدمج ما بين الدرامي والوثائقي.. وإلى نص الحوار
 
 
ما الذي جذبك لقصة ألفة وبناتها؟
 
الأسئلة التي دارت في ذهني والتي لم أكن أحصل لها على إجابات، خاصة بعدما انتشرت القصة، وأصبحت حديث التليفزيونات والصحف، فدائما ما كانت تأتيني الإجابات سطحية ولا تعبر عن حقيقة ما حدث، فقد كان يشغلني دائما سؤال ما الذي يجعل فتاة شابة أمامها المستقبل وتقرر أن تهرب لتنضم إلى داعش؟
 
 
لماذا قررت أن تقدمي القصة في مزيج ما بين الروائي والوثائقي؟
 
لم يكن قرارا في البداية، لكن الفكرة تطورت بمضي الوقت حتى تم تقديمها بهذا الشكل الذي ظهرت به، فقد بدأت العمل على هذا الفيلم منذ 2016، وكنت أنوي أن أقدمه كفيلم وثائقي يحتوي على حوارات مع الأم والابنتين الباقيتين معها، لكن بعد التصوير شعرت أن ما أنجزته ليس على مستوى القصة التي يتداخل فيها الماضي بالحاضر، والسياسي بالحميمي، فتراجعت عن تقديمه بالشكل الوثائقي الصرف، وفكرت في عمل المزج بين الروائي والوثائقي، حتى استطع أن ألقي الضوء على كل أبعاد هذه القصة المعقدة، فكان ذلك عن طريق الحوارات التي تتم ما بين الممثلين وأصحاب القصة الحقيقية.
 
 
ما الذي دفعك لاختيار الفنانة "هند صبري" للقيام بدور (ألفة)؟
 
لسببين، أولا لأني أحبها وأحب العمل معها، وثانيا أنني عندما التقيت (ألفة) لأول مرة في 2016 وقت هروب ابنتيها إلى داعش، كانت السينمات التونسية تعرض فيلما من بطولة (هند صبري) بعنوان (زهرة حلب) وكانت قصته تدور حول أم تونسية تبحث عن ابنها الذي رحل إلى سوريا، ولأن (ألفة) كانت مهتمة بموضوع هروب الأبناء إلى داعش ذهبت لمشاهد ة الفيلم، وعندما اقترحت عليها تقديم قصتها في فيلم أجابت بعفوية (بشرط أن يكون أفضل من فيلم هند صبري)
 
 
وكيف كان تعاونهما سويا في الفيلم؟
 
هند هي أفضل مرآة لألفة رغم اختلاف طبائعهما في الحقيقة، فألفة شخصية حادة وصارمة، بينما هند صبورة وتضع بينها وبين الأشياء مسافة، وهذا التناقض هو أفضل شيء استطعت من خلاله توصيل الفكرة.
 
 
ولماذا قدم ممثل وحيد كل الأدوار الذكورية في الفيلم؟
 
لأن الفيلم مليء بالشخصيات النسائية التي وصل عددها 10 شخصيات، وتصورت أن وجود عدد مماثل لهم من الذكور سيزيد من تعقيد الفكرة، ومن هنا قررت أن يقوم ممثل واحد بكل الأدوار الذكورية في الفيلم.
 
أغرب تعليق استمعت إليه في صالة العرض هو أن الفتاتين بنات ألفة يقمن بالأداء على الشاشة أفضل من الممثلتين المحترفتين، ما رأيك في هذا التعليق؟ وهل بذلت مجهودا من أجل تدريبهم؟
 
أتفق مع هذا التعليق، فالفتاتين لديهما قدرة على الحكي باستعمال اللغة الشعبية البسيطة، كما أن طريقتهما لا تخلو من الطرافة، وكل هذا كان يتم بشكل طبيعي بدون وجود سيناريو معد مسبقا، والحقيقة لم أبذل مجهودا في تدريبهما، وأقدر جدا شجعاتهما، وقدرتهما على الغوص في ذواتهما بهذه الطريقة.
 
 
الفيلم تناول المسؤولية السياسية على المسؤولين في الحكومة التونسية واتهمهم بتسهيل تسفير الفتيات إلى داعش، ما الذي وصلت إليه تلك القضية الآن؟
 
القضية تناقش منذ سنوات، من قبل لجان التحقيق، والمجتمع المدني، وعندما عرض الفيلم في دور العرض التونسية كان الناس يقولون لبعضهم البعض (اذهبوا لتشاهدوا ما حدث لنا على مدار ال 10 سنوات الماضية) وحتى الآن لم يبت في هذه القضية ولم تعد الفتاتان الهاربتان ولم تعد البنت الصغيرة التي انجبتها أحداهما لأنها لا تمتلك أي أوراق ثبوتية، ولا يزال الضغط المجتمعي قائم في هذا الملف.
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز