صلاح وزيزو "تريند الشارع الكروي المصري -السعودي"

في بورصة "بورصات" الكرة تصدر "محمد صلاح"، نجم مصر العالمي و"أحمد مصطفى زيزو"، نجم الزمالك تريند الشارع الكروي ويبدو أنه سيكون  "ليس كل التريندات "من حيث "الصوت والصدى"، خلال هذا الأسبوع بعد العروض السعودية الخرافية والمغرية والخيالية لهما، والتي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي نفسه رفضها أو تجاهلها، وإن حدث العكس فإننا سنكون على موعد جديد مع ثقافة كروية تستعيد قيم الانتماء والولاء.

 

"صلاح" فتى مصر الذهبي تلقى عرضين خياليين من أندية السعودية وصفهما الإعلام المصري والعربي بأنهما  "ناريان" و"خرافيان" بالقياس لقيمة العرض غير المسبوق في الدوري السعودي، الأول من نادي الهلال قبل شهرين وتحديدا في أوائل يونيو الماضي بقيمة مليار ومئة مليون يورو بعد فشل إتمام النادي صفقة الساحر ميسي الذي انتقل إلى نادي ميامي الأمريكي، ولم يعلق صلاح على العرض لتمسك إدارة ليفربول ومدربه يورجن كلوب به. وبعد إتمام إدارة الهلال لصفقة "نيمار" تقدم نادي اتحاد جدة بنفس العرض مع مميزات مغرية له وتتجه نية "صلاح" لقبوله بسبب قوته بقيمة 180 مليون يورو لمدة موسمين، بالإضافة إلى 60 مليون جنيه استرليني سيدفعها اتحاد جدة إلى ليفربول من أجل شراء المدة المتبقية في عقده.

 

 أما عرض "زيزو" المقدم من نادي الشباب السعودي بقيمة 6 ملايين يورو للزمالك فهو حسب بورصة نجوم الدوري المصري وحسابات الزمالك وأزماته فهو لا يقاوم بل إنه كفيل بحل أزمات الزمالك بسبب سوء الإدارة ورعونة "أولي الأمر"، وتحسبا للجوء زيزو ووالده إلى طرق أخرى يعلمها الجميع ترتبط ببنود عقده والشرط الجزائي، ورغم البيان الزملكاوي الرافض لبيع زيزو لمواجهة الرفض الجمعي من جماهير الزمالك للتفريط فيه فإن كل الخيارات واردة في ظل أن كل الطرق ستؤدي لقبوله لحل الأزمات وفك حظر القيد ومحاولة الإسراع لتعويض ما يمكن تعويضه وعدم الاستسلام بالأمر الواقع في حضرة "روقا وعبد الغني" وتقبل موسم عبثي مع تعويض اللاعب "أحمد فتوح"، وتسديد متأخراته باعتباره هو الباقي حتى الآن من عناقيد الموهبة في النادي والتفريط فيه تعتبره جماهير الزمالك جريمة لا تغتفر لإدارة أساءت التقدير وخسرت كثيرا من المتبقي من رصيدها ويعد كارت زيزو هو طوق نجاة الإدارة الوحيد في حال الإصرار على رفض العرض بعد هاشتاج ناري للجمهور يقول "زيزو مش للبيع".

 

معنويا: فإن العرض الخرافي بالنسبة لطموحات ليفربول و"يورجن كلوب" وفانز محمد صلاح العابر للقارات محبط لرغبة عشاقه في مزيد من تحطيم الأرقام القياسية وجلوس صلاح على عرش النادي العريق بأرقام قياسية من الصعب تحطيمها وهي في نظرهم أغلى من كل العروض، وفي الوقت نفسه فإن بيع زيزو محبط لعشاق الزمالك ليس فقط لأن زيزو قريب من الجلوس على عرش النجم التاريخي، بل لسوء الحالة النفسية للجماهير وتاريخ النادي من نجومه، وتنتظر جماهير الزمالك أن يرد زيزو الجميل للزمالك.. وحتى كتابة السطور وبنظرية لا مجال للعواطف في عصر الاحتراف والملايين فإن "أبو مكة" و"أبو صوفيا" في الدوري السعودي وعلى أرض المملكة الغالية، فالأندية الكبيرة بحجم ليفربول والزمالك لا تتوقف على اسم مهما بلغت قدراته رغم أن عزاء الزمالك أليم خصوصا في هذا العام الكارثي من كل الوجوه ومع مرور الوقت ستتفهم الأسباب بل ستهضمها في ظل الظروف الوحشية التي ضربت النادي، وستتفهم رغبة اللاعب ووالده الذي لم يعرف طريق النوم بعد العرض على خلفية "البحر بيحب الزيادة".

 

 إن الزمالك قادر على تعويض زيزو ذلك الفتى المدلل، والذي كانت تعتبره طوق النجاة للفريق، وسيتجيب القدر لإبعاد هذه الإدارة التي تسببت في دخوله في نفق مظلم بعد سلاسل من الأزمات والجروح الغائرة والآلام التي لم تتوقف على مدى الـ7 شهور عجاف الماضية.

 

في المقابل فإن انتقال "صلاح" على أرض الواقع تحد جديد وفرصة من ذهب لمواصلة المعجزات وتتويج لمشواره واجتهاده وجهاده وإخلاصه ونهاية سعيدة وختام مسك لرسالته الكروية والإعجازية في وطن يتطلع له على المستوى الإنساني والنفسي ويحلم به الجميع، وفي دوري كروي بات ضربا للخيال وسيكون محط أنظار العالم بعد انضمام نجوم الصفوة "رونالدو  وكريم بنزيما وساديو مانيه ومحرز ونيمار وروبن نيفيز  وكاليدو كوليبالي وميلينكوفيتش سافيتش وياسين بونو  ومحمد صلاح وزيزو.