عاجل
الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
تحمل المسئولية

تحمل المسئولية

فى الماضى القريب كان سن الشباب يبدأ مع سن الـ15 عامًا أو أكثر قليلًا وكان الشباب فى هذه الفترة يبدأون مرحلة الرجولة وهى المرحلة التي يحاول فيها الشباب إثبات ذاتهم بأنهم أصبحوا رجالًا يحاولون بكل الطرق أن يقلدوا الكبار سواء آباءهم أو الشخصيات المؤثرة فى المجتمع من الرياضيين والسياسيين وغيرهم من الشخصيات الشهيرة وكانوا هم هدف الشباب وقدوتهم خاصة أصحاب البطولة منهم لكن فى الوقت الحالى تحول الأمر إلى النقيض وأصبح الشباب وفى سن أحيانًا أصغر من 15 عامًا ليس لهم هدف فى الحياة وليست لهم قدوة وهم يفعلون ما يحلو لهم بغض النظر عما يفعلونه خطأ أم لا، هم فقط يفعلون ما يحقق لهم ملذاتهم دون النظر إلى حجم الأضرار التي تصيبهم وتصيب المجتمع من هذه التصرفات الغريبة لدرجة أن شباب هذه الأيام أصبح عدد كبير منهم يتعاطى المخدرات وجميع أنواع البرشام المغيب عن الوعى مهما كانت خطورة هذه الأنواع التي يتم تهريبها من الخارج ففى الأسبوع الماضى وفى وضح النهار وفى شارع فيصل بالجيزة ووسط المارة كان هناك شاب يبدو من مظهره أنه من أسرة ثرية لكنه فى حالة هذيان شديدة ويهدد المارة كلما اقترب أحد منه لكن أصدقاءه أو زملاءه الذين يقفون حوله كانوا يضحكون بشكل هستيرى ولم يحاول أحد منهم أن يتدخل ويمنعه أويصطحبه إلى منزله هم فقط يشاهدون ما يفعله فى المارة ويضحكون وعندما حاول عدد من كبار السن من أهل المنطقة التدخل لمنع الشاب وتهديده للمارة اعترفوا أنه تعاطى أحد حبوب الهلوسة ومنذ ساعتين وعندما هددهم المارة بإبلاغ البوليس أخذوه في إحدى السيارات التي تقف على جانب الطريق وهى ملك أحدهم وأسرعوا به إلى مكان غير معلوم.



هؤلاء الشباب اختفت القدوة من وجهة نظرهم واختفى الحياء والأخلاق من حياتهم وهم لا يشعرون بالمسؤولية تجاه أنفسهم أو تجاه الآخرين فهم يفعلون ما يريدون، والدليل على صدق ما نقول ما حدث فى الأسابيع الماضية عندما قام لاعب الزمالك أحمد فتوح أحد أهم المواهب فى الكرة المصرية بقتل أمين شرطة عن طريق الخطأ بعد أن صدمه بسيارته التي كان يقودها بسرعة فائقة أثناء قيامه بعبور الطريق فحول جثته إلى أشلاء وأثبتت التحقيقات وتحاليل دمائه أنه كان يتعاطى مخدر الحشيش أثناء القيادة مما جعله فى موقف حرج للغاية قد يعصف بمستقبله الرياضى بالكامل وتختفى من الملاعب موهبة رياضية عظيمة.

وكذلك فعل الفنان الشعبى المدعو عصام صاصا الذي قتل هو الآخر بطريق الخطأ شابًا فى ريعان شبابه بعد أن صدمه هو الآخر بسيارته فأرداه قتيلًا فى الحال وتم القبض عليه وإيداعه المحكمة التي قضت بحبسه وإيداعه السجن بعد أن تبين أنه كان يتعاطى المخدرات هو الآخر وبعدها اكتشفت النيابة أنه زور محررًا رسميًا «توكيل المحامى» مما جعله يحصل على حكم آخر بالسجن نتيجة أفعاله وتصرفاته غير المسؤولة بسبب المخدرات فهم يفعلون ما يريدون دون أدنى مسؤولية أو شعور بغضب ممن حولهم مثل هؤلاء يحتاجون إلى إعادة تأهيلهم أخلاقيًا وضميريًا من قبل الأسرة والمدرسة والجامعة ورجال الدين والرياضة هم يحتاجون إلى من يعيد لهم إيقاظ ضمائرهم التي يبدو أنها قد ماتت فيهم منذ الصغر ويحتاجون إلى من يوقظ بداخلهم المسؤولية الاجتماعية تجاه الآخرين بعد أن وجدوا ملاذًا آمنًا فى الشارع وأصبحت تصرفاتهم الخطأ فى الشارع لا تقلقهم من ردة فعل الآخرين فهم لا يتحملون المسؤولية.

شبابنا يحتاج فى هذا الوقت قبل أى وقت آخر إلى جميع مؤسسات الدولة من رجال دين ومعلمين ورياضيين ورجال سياسة إلى إيقاظ الضمائر وتقديمهم بشكل سليم.

حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز