فى صالون بوابة روزاليوسف..
عاجل.. د هدى زكريا: الوعى المصري يسود والهوية المصرية غالبة فوق كل الصراعات
متابعة: محمد خضير- خلود عدنان- تصوير: سماح زيدان - محمد الشاهد
- محاولات استخدام الدين فى السياسة فشلت نتيجة وجود ديمقراطية
أكدت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي والعسكري، عضو المجلس الأعلى للإعلام والقومى لمواجهة الإرهاب والتطرف، أن ذاكرة الهوية المصرية التاريخية تحمل العديد من الجوانب المتعاقبة، وأن الشخصية المصرية ضد الصراع أيا كان صراعات سياسية أو عنصرية أو غيرها، وأن مصر ذات طابع خاص لأنها كما وصفها جمال حمدان أمة عاشت فى خطر، وبالتالى الصراعات التي مرت بها مصر كثيرة وعندما امتلأت المجتمعات القديمة بالمهرة تم تشكيل الحكومات وأصبحت مصر هذه الغنية التي يطمع فيها كل طامع أو غازٍ، ومحاولات سيطرة الغزاة فشلت فى احتلال مصر.
وأشارت الدكتورة هدى، خلال مشاركتها فى صالون "بوابة روز اليوسف" الثقافي لمناقشة أحدث إصدارات الكتاب الذهبي، كيف قضت مصر على الإرهاب"؟ إلى أن الوعى المصري يسود والهوية المصرية غالبة فوق كل الصراعات، مؤكدة أن ما حدث أن من ينتصر علينا بالقوة العسكرية ينهزم بالقوة والذاكرة الثقافية، وينهزم ثقافيًا، ومحاولات استخدام الدين فى السياسة فشلت، نتيجة وجود ديمقراطية شعبية.
وأوضحت أن التعددية الدينية دأبت نحو تعددية واحدة، وهنا الجنة التي نسميها مصر أن أفضل ممارسات القوى التي لا تستدعى عنفًا، وهناك طريقة واحدة للسيطرة على المعرفة وهي السيطرة على الثقافة والعادات والتقاليد بذلك يستطيع العدو أن يسيطر علينا، لأن الذاكرة شيء وما يحدث شيء آخر لأن الذاكرة ليست فى الارشيف بل فى توثيقها، وبالتالي نجد أممًا تظهر فى التاريخ وأممًا تختفي تماما.
وشددت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن محاولات ضرب الهوية المصرية كانت تحاول تقسيم المصريين، ومع دخول الاستعمار الانجليزى حاولوا أن يقسموا الشعب المصري لمسلم ومسبحي، ولكن فى النهاية هم مصريون، لان الشعب المصري يسود -مسلم مسيحى مصريين-، لأن الهوية المصرية غالبة، وبالتالي المصريون حددوا أن الدين لا يقسم الشعب المصري رغم تدينه.
وأردفت الدكتورة هدى زكريا، أن ترديد كلمة الهزيمة يصنع بداخلنا هزيمة أخرى.. فيما كان الفن المصري حريصًا على بث روح النصر والاعتزاز بمصريته من خلال أغانٍ وأناشيد وطنية حماسية منها ١٢٥٠ أغنية مصرية انتشرت خلال فترة الحرب المصرية الإسرائيلية.
وقالت أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن مصر تستعيد دورها التاريخى، وبالتالى أن المصريين فى المسألة الدينية لا يتوغل فيها أحد كثيرًا ولدينا ثلاثة أديان ونعيش فى سلام، ونجد موردين لكل الأديان فى مصر، وخاصة أننا كنا نعانى من محاولات استغلال الدين فى الوصول إلى السياسة وكل هذه المحاولات باءت بالفشل.
وأردفت أن هناك 40 أمة حلموا بالسيطرة على المصريين ونهب خيراتهم والقضاء على هويتهم، ولكن الشخصية المصرية ذات طابع خاص لم ولن تتأثر بأى صراعات خارجية، فمصر أمة عاشت من قبل في خطر الصراعات، وقرر الشعب المصري أن ينضج سياسيًاً تاركًا كل الصراعات العرقية والدينية وراء ظهره، واتجه إلى إنشاء حكومة المهرة والفنانين والمهندسين.
وأكدت أن المصريون عرفوا التوحيد في عصر ما قبل الأديان، وهم أول من آمنوا بفكرة الإله الواحد الخفي في فترة عبادة الإله آمون دون صناعة أى تماثيل، ولذا لم يتمكن أى عدو من السيطرة على مصر وهويتها، فمصر لها لعنة دمرت كل أعدائها، لم تكن مصر أبدا عُرضة لأى صراعات دينية، وأدركوا النصر في أقوى المعارك العسكرية، وحتى المنتصر على المصريين عسكريًا، تمكنوا من الانتصار عليه علميًا وثقافيًا.
وشددت على أن أخطر الحروب ليست بالعراك العسكري المسلح، وإنما حروب السيطرة على مصادر المعرفة والعادات والتقاليد، تلك هى الحرب التي تغني عن أساليب العنف والفوضى.
وقالت؛ كان لمصر أعداء حاولوا تخفيف سائل التجانس الاجتماعي لإسقاط الهوية، والتحريض على الأيديولوجية الدينية، والإخوان بالفعل عملوا على تقسيم الهوية المصرية وضرب سياسات توحيدها، الهوية المصرية تميل إلى مصريتها أكثر من أديانها، فهى ليست دينية رغم تمسكهم بأديانهم ومدى اتساع هويتنا لتقبل الأديان السماوية والاشتراك في احترامها وتقديسها.