عاجل
الثلاثاء 4 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أطفالنا مهددون بفقدان الهوية

أطفالنا مهددون بفقدان الهوية

تلجأ الكثير من الأمهات إلى ترك أطفالهن أمام شاشات الموبايلات والتليفزيونات لمشاهدة أفلام الرسوم المتحركة "الكرتون المدبلج"، وذلك لكي يتفرغن لإنهاء أمور المنزل من نظافة وطهي وغيرها من مسؤولياتهن اليومية، ومنهن من تقوم بذلك، نظرًا لانشغالها في مشاهدة مسلسل أو فيلم، أو مكالمة تليفونية، أو محادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتقدين في ذلك أن أولادهن في أمان وأمام منتج إعلامي مسلٍ ومفيد .



تعتبر قنوات الأطفال من أهم الوسائل الإعلامية التي تلعب دورًا مهمًا في التأثير  بشكل مباشر على عقول الأطفال، نظرًا لما تحتويه من أعمال فنية متعددة "كرتون، أغانٍ، رسوم متحركة، جرافيك"، وغيرها من الأمور التي تساهم  بدورها في تشكيل ثقافة أطفالنا، وتصوراتهم، وقيمهم، وغيرها من السلوكيات والمهارات المكتسبة. الأمر الذي أسهم في انتشار العديد من القنوات الفضائية المتخصصة في عرض الأعمال الكرتونية الموجهة للأطفال، بحيث تعددت أشكال هذه القنوات على حسب الخريطة الإعلامية للدولة المنتجة أو التي تبثه، إما من إنتاج عربي ومتعدد اللهجات، أو أنها مدبلجة باللغة العربية بكونها إنتاجا أجنبيا. 

على الرغم ان بعضا من هذه القنوات تلعب دورًا مهمًا في توفير وسائل الترفيه والاسترخاء للأطفال، ومنها من تساهم في عملية تعليم وتثقيف أولادنا، من خلال تقديم برامج تعليمية تهدف إلى تنمية مهاراتهم اللغوية والرياضية والعلمية، فضلا عن مساهمتها في توسيع مداركهم وتزويدهم بمعلومات جديدة عن العالم من حولهم، إلا أن لها العديد من التأثيرات السلبية التي قد تصل إلى مرحلة شديدة  الخطورة، حيث إن الإفراط في المشاهدة قد يؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض ومنها: ضعف النظر والتوحد والعنف وغيرها، بالإضافة إلى أنها الآن أصبحت تتضمن مشاهد عنف وسلوكيات وعادات بعضها يتعارض مع عاداتنا وثقافتنا وتقاليدنا الشرقية الأخلاقية والدينية، فضلا عن وجود آثار سلبية أخرى تؤثر على نمط حياتهم.

في النهاية، مما لا شك فيه أن الأطفال هم ثروة الأمم ورأس مالها الحقيقي، فهم المستقبل الذي نبنيه ونعمل من أجله، علمًا بأن الاستثمار في أطفالنا ورعايتهم وتنميتهم هو بمثابة استثمار في حاضر ومستقبل مجتمعاتنا، وينبغي ألا نغفل عن كونهم قادة الغد وأعمدة التنمية، بالإضافة إلى أنهم في المستقبل هم الذين سيحملون على عاتقهم مسؤولية بناء مجتمعات أكثر ازدهاراً ورخاءً. 

الاهتمام والاعتناء بتربية أبنائنا يُعتبر استثمارا لمستقبل الأمة، كما يعُد واجبا وطنيا وأخلاقيا يقع على عاتق الجميع، ينطلق من الأسرة مرورًا بكل الجهات المعنية، كما يجب علينا جميعًا أن نعمل على توفير بيئة آمنة وسليمة لأطفالنا، حتى يتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم والمساهمة في بناء مجتمع أفضل. 

ختامًا.. انتبهن يا أمهات اليوم إلى قنوات الأطفال المدبلجة والكرتون، وذلك لأنها خطر يهدد الطفل بفقدان الهوية فاحذروها، كما وجب على الآباء والأمهات أن يكونوا حذرين في اختيار القناة الفضائية أو البرامج التي سيشاهدها أطفالهم مع مراعاة الانتقاء الدقيق لهذه البرامج والأعمال الموجهة لاولادهم للتأكد من أنها مناسبة لأعمارهم ومستواهم الثقافي، فمن الضروري تعليم أولادنا كيفية تحليل المحتوى الإعلامي وتمييز الحقائق من الأكاذيب. 

أخيرًا، بعد دق ناقوس الخطر، وإلقاء الضوء على مخاطر القنوات الموجهة لأطفالنا التي تقدم الكرتون المدبلج، أتقدم باقتراح وهو إنشاء قنوات مصرية موجهة للأطفال تقدم أعمالا تتناسب مع ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا المصرية، ويجب ألا ننساق خلف البحث عن برامج تهدف إلى تحسين حالة أطفالنا المزاجية على حساب تربيتهم الأخلاقية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز