عاجل
الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
مفهوم الحرية بين العقل والنقل

مفهوم الحرية بين العقل والنقل

حرية أم فوضوية عبثية، وإذا كانت حرية، فلا بد أن تكون لها ضوابط، فالعامل الرئيس والمقوم الحقيقي للحرية هو المسؤولية، أما إذا كانت عبثية فوضوية، فهيا أيها العابثون اعبثوا ما شئتم لكن اجعلوا فوضويتكم المأجورة هذه بعيدا عن ثوابتنا وعن قيمنا وعن مقدراتنا، فليس هنا مجال للعبث والفوضى، أتدرون لماذا؟! لأن ثوابتنا وأهمها قرآننا وسنتنا خطوط حمراء فهي محفوظة من الرحمن (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، فالذي نزل الذكر الله والذي يحفظه الرحمن الرحيم.



 

 

وكذا الأمر بالنسبة للسنة المباركة فهي شرعها المعصوم- ﷺ- وأتى بها متممة لجماع الأمر، والله تعالى حافظ رسوله وسنته (والله يعصمك من الناس) والله تعالى قالها للنبي (إنا كفيناك المستهزئين).

 

ولتنظروا أيها المتنطعون المتطاولون الذين تلبسون ثوب الباطل ثوب الحق وتزينوا بها أجسامكم فستكتوي بها أجسادكم، انظروا كم من متنطع تنطع وتطاول وذهب إلى حيث ذهب، فكم من منكر أنكر ثوابت الدين وكم من متهكم تهكم على النبي- ﷺ- وذهبوا جميعا إلى حيث ذهبوا، إلى مزابل التاريخ وباءوا بغضب من الله، فباتت حياتهم ضنكًا وأصبح عيشهم كدًا كدًا، هذا بالنسبة لعيشهم.

 

أما آخرتهم فأخبر عنها الله تعالى (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا، ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آيات ورسلي هزوا).

 

انظروا، خسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين، لماذا أيها العابث الفوضوي الهمجي لأنك اتخذت كتاب الله وآياته ورسله هزوا (قل أبالله وآياته ورسله كنتم تستهزئون). بون شاسع بين حرية الرأي والتعبير عن رأيك، والهجوم على الدين.

فتعبيرك عن رأيك في موضوع ما شيء، وهجومك على الدين شيء آخر، ولا أقصد دينًا بعينه بل كل الأديان.

 

تعبيرك عن رأيك لا بد أن يكون موضوعيا وممنهجًا ويحتاج إلى الدليل اليقيني وإلا سيتحول إلى تعبير سفسطائي جدلي لا يؤدي إلى يقين، هذا بالنسبة لقضايانا المطروحة للمناقشة كتجديد الخطاب الديني مثلا فهل يعني مناقشة موضوع كهذا أن نتحرر من ثوابتنا ونلوي عنق النصوص من أجل مآرب دنيوية رخيصة؟ أي حرية في هذا، وتقول أنا أعبر عن رأيي، هذا لا يجوز فهذا عبث وقد يزعزع المعتقد، خصوصا عندما تناقش موضوعات كهذه أمام العوام، أو مثلا إنكار معلوم من الدين ثابت ثبوتًا يقينيًا قرآنا وسنة واجماعا، وأته وطعن عليه، فهذا لا يجوز، ومن يفعل ذلك آثم قلبه، وطبع الله على عقله وران على قلبه، وختم على فؤاده بخاتم الزيغ والتيه والضلال، لماذا؟ لأنك يا من تفعل مثل هذه الأفاعيل تضلل الناس.

 

أما الهجوم على الدين- أيًا كانت وسائله- فأوجه رسالتي إلى كل من تسول له نفسه الهجوم، اعرضوا المسألة على عقولكم إن كانت هناك بقية عقل عندكم، لماذا تفعلون ذلك، حقًا صدق فيكم قول الله تعالى (إنا ارسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا، فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا). (زين لهم الشيطان سوء عمله فرآه حسنا).

 

أقول لأمثال هؤلاء أفيقوا من غفلتكم واستيقظوا من سباتكم فلن تنفعكم أموالكم ولا جاهكم ولا سلطانكم ولا حتى عقولكم فاقدة الأهلية والهوية، فأنتم وعقولكم مثلكم كمثل الشيطان ومن أضلهم، يأتون يوم القيامة متمسكون بالشيطان فيقول لهم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتموني من قبل، إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله رب العالمين.

 

أفيقوا قبل فوات الأوان وتوبوا إلى الله، لعل الله يرفع عنا هذه البلاءات ويخذل عنا ولا يخذلنا، ويدفع عنا ولا يدفعنا.

 

أستاذ الفلسفة الإسلامية – آداب حلوان

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز