عاجل
الإثنين 15 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عاجل| مارسيل كولر.. لماذا وقعت جماهير "القلعة الحمراء" في حب المدرب السويسري؟

مارسيل كولر المدير الفني للنادي الأهلي
مارسيل كولر المدير الفني للنادي الأهلي

مارسيل كولر المدير الفني لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي، والساحر السويسري صاحب الـ62 عامًا، الذي نجح خلال فترة قصيرة قضاها داخل جدران القلعة الحمراء، في الاىستحواذ على قلوب المشجعين على اختلاف قناعاتهم، ليدين له الجميع بالحب والولاء.



 

إيمان وتسليم الجماهير الحمراء بقدرات المدرب السويسري لم يأت من فراغ، وإنما من متابعة دقيقة لـ"خارطة الإصلاح" التي فرضها، منذ أن وطأت قدماه داخل هذا الصرح العملاق، الذي يمثل واحدة من أكبر القلاع الرياضية على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط. 

 

مارسيل كولر

خارطة الإصلاح

اعتمدت خطة عمل "كولر" على شقين أساسيين، الأول يقضي بتدوير كامل القائمة الحمراء، للتغلب على الإجهاد الضارب في أعمدة الفريق الأساسية، وتوسيع قاعدة الخيارات المتاحة أمام المدرب السويسري، لتوظيفها طبقًا لاحتياجاته الخططية.

 

فيما يعتمد الشق الثاني على إرساء مبدأ العدالة بين جميع اللاعبين، وهي النقطة التي تمكنه من القضاء على "النغمات الشاذة" داخل غرف الملابس، بالإضافة لإحياء آمال الجميع، للتنافس على مقاعدهم بالقائمة الأساسية، فقناعات "السويسري" متغيرة على الدوام، ولا وجود معها لأي ضمانات أو ثوابت أو أحكام مسبقة.

 

استعادة الأوراق الرابحة

مع مرور الوقت وتحقيق التجانس المنشود بين عناصر الفريق، بانت معالم مكاسب خطة "المدرب السويسري"، والتي تجلت بشدة في استعادة الأوراق الرابحة للمارد الأحمر، والتألق اللافت للعناصر التي طالما طالبت الجماهير باستبعادها، وليس أدل على ذلك من الثنائي الدولي "بيرسي تاو" و"حسين الشحات".

 

تعديل الأدوار والمهام

حمدي فتحي "الجوكر" متعدد الرئات

النقطة الأهم التي حاز بها مارسيل كولر على ثقة جماهير المارد الأحمر، تمثلت في تعديل الأدوار والمهام الخططية، لعدد غير قليل من لاعبي النادي الأهلي، وفي مقدمتهم "حمدي فتحي"، الذي تحول إلى "صانع ألعاب"، وداعم لقدرات الفريق الهجومية، بخلاف دوره الأساسي كلاعب وسط مدافع.

 

كريم فؤاد "الجناح الطائر"

الأمر عينه ينطبق على كريم فؤاد "جناح الأهلي الطائر" قبل سقوطه في فخ الإصابة بقطع بالرباط الصليبي، والذي مثل الحلقة المفقودة في منظومة الفريق الهجومية، وأحد أوراق المارد الأحمر "الرابحة"، داخل منطقة عمليات المنافسين.

 

محمد هاني

استعاد "محمد هاني" جانبًا كبيرًا من لياقته الذهنية والبدنية مع المدرب السويسري، ليفرض نفسه كـ"بديل استثنائي"، على التشكيلة الرئيسية للفريق، برغم هفواته التي تأتي على استحياء، ليكون خير معين له على الصعيدين المحلي والقاري، في ظل الغياب المفاجئ للثنائي "كريم فؤاد" و"أكرم توفيق".

 

علي معلول.. قلب الأهلي النابض

في الجهة المقابلة، لا يزال التونسي الدولي "علي معلول" يمثل رقمًا كبيرًا في معادلة الأهلي الفنية، رغم التقدم في العمر، ما يجعله خيارًا "بديهيًا" متاحًا، في كافة الخطط المطروحة من قِبل المدير الفني السويسري، مع وضع التدابير الخططية المناسبة، التي توفر له التغطية والدعم الكافي على أرضية الملعب، بما يحفظ ظهوره "الراقي" طوال الـ90 دقيقة.

 

تراجع معدل الإصابات العضلية

في هذه النقطة تحديدًا أبلى "كولر" بلاءًا حسنًا، ليتغلب على واحدة من أبرز نقاط الضعف، التي عانت منها كتيبة المارد الأحمر على اختلاف مدرائها الفنيين، والتي ظهرت بشكل "صارخ" إبان فترة تولي الجنوب إفريقي "بيتسو موسيماني"، بسبب توالي المباريات وثبات التشكيل، دون إجراء أي محاولات للتدوير، مع قصور وجهة النظر الفنية، تجاه إيجاد البدائل القادرة على سد العجز والغيابات.

 

اصطياد الأميرة السمراء

نجح "كولر" في اجتياز الاختبار الصعب والجديد، كمدرب يخوض تجربته الأولى داخل أحراش القارة السمراء، ليتجاوز بمغامرته المحفوفة بالمخاطر سهام النقد، التي أصابته بعد كبوة "صن داونز" وخماسيته المخزية. 

 

تلقى "الذئب السويسري" كافة السهام بصدر رحب، وابتسامة هادئه لم تفارق وجهة، وعكف على دراسة ومراجعة استراتيجياته وقوالبه الفنية، تمهيدًا لانتقاء ما يصلح منها، لمواكبة ظروف المباراة وواقعها على أرضية الملعب، في ظل ارتفاع نغمة الانتقادات، وتسارع وتيرة المقارنات - المجحفة - لمهاويس ودراويش الـ"بيتسو موسيماني"، على صعيد النتائج القارية.

 

في النهاية سجل "كولر" لنفسه إنجازًا خاصًا، سيظل محفورًا في أذهان جماهير القلعة الحمراء لسنوات طوال، بعدما ثأر لنفسه ولفريقه، بانتزاع اللقب الصعب والغالي، من عقر دار الوداد ووسط جماهيره، ليكسر بذلك هيمنة الفريق المغربي، على صعيد النهائيات المباشرة، التي جمعت بين القطبين العربيين الكبيرين.

 

التعامل الرشيد مع الإعلام

أظهر "كولر" تفوقًا ملحوظًا في طريقة تعاطيه مع المنابر الإعلامية، تجلت فيها عقليته الاحترافية، مبديًا وعيًا كبيرًا لطريقة صياغة تصريحاته، وانتقاءًا ناضجًا لكافة مفرداته، نظرًا لانعكاساتها المباشرة على استقرار الفريق، وعلى حجم الدعم الجماهيري الذي يحظى به كمدرب.    

 

وهي النقطة المفصلية التي طالما أزعجت مجلس إدارة الأهلي، وشكلت واحدة من ركائز الصدام المتكرر بين "موسيماني" ومسؤولي القلعة الحمراء، لتلقي بتبعاتها القاتمة على مسيرته مع الشياطين.   

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز