بعد اتهام برشلونة الإسبانى
فضل الله يستعرض الآليات الحديثة لمكافحة الفساد المالي والإداري في المؤسسات الرياضية
وائل سامى
علق الدكتور محمد فضل الله المستشار الاستراتيجي الرياضي الدولي على اتهام برشلونة الإسباني بالفساد المالي وقانون الرياضة الإسباني والتحول العالمي في إدارة الرياضة.
واستعرض فضل الله على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك) الآليات الحديثة لمكافحة الفساد المالي والإداري في المؤسسات الرياضية وقال:
"منذ فترة ليست ببعيدة تحدثت عن قانون الرياضة الإسباني والذي أعتبره واحدا من أهم قوانين الرياضة العالمية ، وأكدت على فكرة أن هذا القانون تتضمن عددا كبيرا من المستهدفات، والتي تأتي على رأسها تعزيز إرساء مفهوم جديد لفلسفة التدخل الحكومي ، والفارق الكبير بين التدخل الحكومي وفلسفة الطرف الثالث " .
وتابع " هذا الامر يمثل نقلة نوعية فى فلسفة إدارة الرياضة في الدول، حيث يترتب على تلك الفلسفة الجديدة وبصورة مباشرة أن يحق للدول وضع اليات جديدة لمكافحة الفساد المالي والإداري في المؤسسات الرياضية ، وذلك بعد فترة طويلة من تضارب الافكار حول فكرة وحدود سلطة التدخل الحكومي والطرف الثالث في عمل المؤسسات الرياضية" .
الضبطية القضائية في الرياضة
واستكمل فضل الله " ذكرت قبل ذلك اكثر من مرة أن التدخل الحكومي والذي يكون مسؤول عنه الجهات الحكومية المعنية بالرياضة في الدول، وسلطة الطرف الثالث والذي يكون مسؤول عنها اللجان الأولمبية الوطنية في الدول أو الاتحادات الرياضية الدولية، تمثل مفاهيم كثيرة التعقيد، وتحتاج إلى عمق في التفسير لتفهم أبعادها وحدود نطاقها" .
ولكنها بصفة عامة هي مفاهيم تتوازن ابعادها بين فلسفة القواعد الدولية واحكام السيادة الوطنية ، أي أن الدول من حقها الكامل إخضاع كافة المؤسسات الرياضية للرقابة المالية والإدارية، وأن هذا الامر ذهب به قانون الرياضة الإسباني إلى فكرة أحقية وجود محاكم مختصة ومكاتب للمدعين العموم الذين يستطيعون تولى ملفات الفساد المالي في الأندية والاتحادات الرياضية، مما يعزز مفهوم كبير جدا حديث يتمثل في ( الضبطية القضائية في الرياضة )
وشدد فضل الله على أن قضية اتهام برشلونة بالفساد المالي وعدم النزاهة الرياضية تؤكد على ما ذكرته أعلاه من خلال الآتي :-
(١) :- إن المدعين العامين المعنيين بمكافحة الفساد في إسبانيا هم من سيتولون التحقيق مع إدارة نادي برشلونة حول قضية المدفوعات المالية لخوسيه ماريا نيغريرا نائب رئيس لجنة الحكام السابق
(٢) :- أن المحكمة مختصة بذلك وبصورة مباشرة هي من وجهت الاتهام إلى برشلونة بصفته المعنوية ورئيسيه ساندرو روسيل عن الفترة (2010-2014) ،،، وكذلك جوسيب ماريا بارتوميو عن الفترة (2014-2020) بالإضافة إلى الحكم نيغيريرا حيث وجهت لهم تهم الفساد وخيانة الأمانة والتزوير.
(٣) :- أن قضية النزاهة الرياضية أصبحت من القضايا الملزمة وفقا لأحكام السيادة الوطنية ،، وليس فقط لما تتبناه الاتحادات الدولية من جوانب تتعلق بالحوكمة ،،، بل أصبحت العديد من الدول تستهدف فرض عمليات الرقابة المالية والنزاهة الرياضية بالشكل الذي يضمن لها سلطة الرقابة المالية على المؤسسات الرياضية .
(٤) :- أن من حول القضية لهيئة مكافخة الفساد هى رابطة الليغا ،،، الأمر الذي يثبت اعتراف المؤسسات الرياضية بأن الجهات الحكومية هي المعنية بالرقابة المالية، وأن روابط كرة القدم يجب أن تكون جهات مستقلة عن اتحادات كرة القدم.
فالشاهد إذا أن التحول الكبير الذي يحدث فى إدارة الرياضة في العالم، أصبح يفرض على الدول صياغة قوانين للرياضة بصورة تستطيع من خلالها التفريق بين حدود السلطة الحكومية والقواعد الرياضية الدولية في إدارة المؤسسات الرياضية