عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسائل الرئيس.. وأبطال الشرطة

رسائل الرئيس.. وأبطال الشرطة

الأمن سلعة غالية، لا يقوى على امتلاكها إلا الدول التي لديها شعوب واعية، تُنجب أبطالًا مخلصين، صادقين فيما عاهدوا الله عليه، مستعدين لتقديم التضحيات في سبيل الله والوطن.    



قدرة الدولة على البقاء، رهن قدرة مؤسساتها على حفظ أمنها القومي، بكل تفاصيله ومكوناته، ومصر بموقعها وثرواتها ومكانتها وفرصها، منذ فجر التاريخ؛ مطمع للأعداء، وهدف لقذائف التضليل وتزييف الوعي.

 

لكنها في الوقت ذاته مصنع للأبطال على مدار الأجيال، الذين سطرت، وما زالت، بطولاتهم وتضحياتهم الخالدة صفحات التاريخ.     

 

في التاريخ الحديث، منذ 71 عامًا، كانت صفحة من صفحات الفداء الوطني لرجال الشرطة، تكتب بالدماء في مواجهة قوات الاحتلال البريطاني، المدججة بالأسلحة الثقيلة والعتاد، لكنها الإرادة الوطنية كانت أمضى وأقوى، فقد واجهت قوات الشرطة بأسلحتها الخفيفة وعزيمتها الفولاذية جيش الإمبراطورية البريطانية.      

 

مُنذ ذلك اليوم الخالد 25 يناير 1952، الذي قدم فيه 50 شهيدًا روحهم فداءً للوطن، و80 جريحًا دماءهم وأجزاءً من أجسادهم، دفاعًا عن كرامة الوطن؛ ونحن نحتفل بعيد الشرطية المصرية، ذكرى الفداء وتلاحم الشعب مع قواته الباسلة، وما لبث أن يلتحم الشعب مع قواته المسلحة في ثورة 23 يوليو من العام ذاته.      

 

 

واليوم كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من أسر الشهداء وأبنائهم وأحفادهم، شهداء من ثلاثة أجيال متعاقبة، ليؤكد بذلك أن مصر لا تنسى أبطالها، مشددًا- في كلمته- على أن شهداء الوطن حاضرون دائمًا، ولا ينبغي أن ينسى الشعب ما دفعوه من ثمن لحماية هذا الوطن.      

 

رسائل الرئيس السيسي   

 

1 - قالها للبطل طارق عبدالوهاب، الذي صدّق الرئيس عبدالفتاح السيسي على قرار ترقيته من مقدم إلى عقيد، وهو البطل الذي فقد ذراعيه أثناء محاولته إبطال مفعول عبوة من ثلاث عبوات ناسفة، عثرت الشرطة عليها بمدينة نصر، صبيحة 30 يونيو 2014، فيما استشهد البطلان العميد أحمد عشماوي، والمقدم أحمد محمد لطفي.      

 

 

قال الرئيس: من يعوض طارق عن يديه؟ الترقية ليست سوى اعتراف بالجميل وتقدير للتضحية، لكن التكريم الحقيقي من الشعب، أن تستمر مصر في التنمية والبناء والاستقرار، ذلك الهدف الذي ضحى طارق وغيره من الأبطال بأجزاء من أجسادهم، والشهداء بأرواحهم من أجل تحقيقه.

     

2 - الأزمة الاقتصادية عالمية، مضلل من يزيف الوعي بزعم أنها مصرية، أو أنها نتاج سياسات مصرية، فدولة عظمى من أقوى الاقتصادات تعجز عن سداد أقساط قروضها، والعالم يتألم وليس دولة دون غيرها.     

 

3 - المشروعات القومية المصرية، علميًا واقتصاديًا، ذات جدوى وضرورية للتنمية والبناء والاستقرار، فلا تنمية دون بنية أساسية قوية، وطاقة تلبي متطلبات الزيادة السكانية والمشروعات التنموية الصناعية والزراعية.    

 

4 - ما تم تحقيقه من مشروعات قومية، كان سيتطلب خمسة أضعاف المبالغ التي استثمرت فيها، حال لم يتم إنجازه في السنوات الماضية، ولم يكن بمقدور قناة السويس مواكبة متغيرات الملاحة الدولية من دون مشروع تطويرها، الذي ضاعف دخلها من 4 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار ومستهدف تعظيم دخلها إلى 12 مليارًا.      

 

5 - الدولة تشعر بالمواطنين وآلامهم الناجمة عن التأثيرات الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا، والحرب الروسية- الأوكرانية وانعكاساتها على الأسعار، خاصة آلام المواطن محدود الدخل الذي يكافح من أجل توفير متطلبات أسرته، ولم ولن تتخلى الدولة عن دورها في دعم مواطنيها وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية عليهم.      

 

6 - مصر نجحت في عشر سنوات في القضاء على الإرهاب، في الوقت الذي ما زالت فيه دول تُعاني هذه الآفة من عشرين عامًا، وقريبًا سنحتفل في سيناء بالعريش ورفح والشيخ زويد، بما يتحقق هناك من أمن وتنمية، وطائرة رئيس الوزراء والحكومة التي هبطت منذ أيام بمطار العريش هي الأولى من سبع سنوات.      

 

7 - لن يستطيع أيٌ من كان أن يسيطر على شبر من الأرض المصرية، الدولة قوية باسطة نفوذها على كامل ترابها.    

 

8 - الشرطة المدنية تؤدي دورًا يستعصي على الحصر في كل المجالات، وفي قطاع مكافحة المخدرات فقط تم ضبط كميات تقدر بـ8 مليارات، تخيلوا حال دخولها البلاد وحجم أثرها التدميري على أبنائنا؟!    

 

9 - تحية لأسر الشهداء، فلا أغلى من تقديم أرواح الأبناء فداءً للوطن، وهو ما فعلته هذه الأسر- عن طيب خاطر- لا يبغون جزاءً ولا شكورًا، لا يُقهر الوطن أمام محتل أو يُكسر أمام تحدٍ مهما تعاظم. 

 

10 - 25 يناير 1952 يوم مجيد، شاء القدر أن يكون رمزًا وعنوانًا لروح التحدي لدى الشعب المصري، الذي خرج منه أبطال الشرطة؛ ليقفوا في وجه المحتل، معلنين، بالأفعال لا بالأقوال، أن الموت من أجل الوطن أهون من قبول الهزيمة والاستسلام لها، واستمرت هذه الروح العظيمة تسري في وجدان الشعب حتى اليوم، تزودنا بالقوة والصمود.

   

11 - بروح التحدي والصمود الجبارة، حمى الشعب المصري، في السنوات الأخيرة، وطنه ومؤسساته ومكتسباته، وصولًا للجمهورية الجديدة.

     

12 - شاغلنا الشاغل في مصر، منذ بداية أزمة كورونا والحرب الروسية- الأوكرانية؛ هو تخفيف آثار الأزمات العالمية على الداخل المصري، وعدم تحميلها للمواطنين، بأقصى ما تستطيعه قدراتنا.  

   

13 - المشروعات القومية ضرورية للتنمية، فلم تكن ترفًا ولا ناجمة عن سوء تقدير، بل ضرورة لاستقرار الدولة وتحسين حياة المواطنين، فماذا كان حالهم لو يتم توفير احتياجاتنا من الكهرباء والطرق؟!    

 

14 - لتحويل مصر مركزًا لنقل الطاقة عبر القارات، كان لا بد من: اكتفاء ذاتي من الطاقة، ورفع كفاءة الشبكات، وإضافة الجديد بكفاءة تصلح للتفاعل مع الشبكات الأوروبية، فكل ما تحقق نابع من متطلبات علمية واقتصادية.

   

15 - هدف المضللين تزييف وعي المواطن لإبعاده عن التفكير العلمي والمنطقي. 

 

16 - علينا أن نثق في الله وفي أنفسنا، فلم نظلم أو نعتدي، ولا يستطيع أحد أن يهزم دولة.    

 

17 - نحاول بكل ما أوتينا من قدرات أن نخفف ضغط الأزمة العالمية على المواطن.

     

هذه بعض الرسائل، التي بعث بها الرئيس في كلمته، مؤكدًا الثوابت الوطنية، وما قدمه أبطال الجيش والشرطة من تضحيات، وما قدمه الشعب في مواجهة التحديات، داعيًا إلى الثقة في الله، وفي أنفسنا، فلم نظلم أو نعتدي، وسنعبر بعون الله مرحلة تأثيرات الأزمة العالمية.    

 

وفي ختام هذا المقال، أوجه التحية للشرطة المصرية، قيادة وضباطًا وأفرادًا، في يوم عيدهم، وفي مقدمتهم اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، ولأرواح الشهداء وأسرهم، وللقائمين على حفل اليوم، بما تضمنه من تنظيم راقٍ ورسائله البليغة، في القلب منها خدمات الوزارة للشعب، بداية من البحث عن طفل فقدته أسرته، للحماية المدنية والإنقاذ، ومواجهة الإرهاب، والأمن الوطني، ومكافحة المخدرات، وحفظ الأمن العام.

  

كل عام ومصر أكثر أمنًا وأمانًا.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز