عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان قادرون باختلاف
البنك الاهلي
لم يخلقهم الله عبثًا.. إنهم قادرون.. في جمهورية عاقلة

لم يخلقهم الله عبثًا.. إنهم قادرون.. في جمهورية عاقلة

جمهورية عاقلة، ترى بعين الرحمة ونور البصيرة، تغوص في عُمق محيط حقوق الإنسان المتلاطم، تتخطى زبد الشعارات المتاجرة بتلك الحقوق، لتصل لعُمق أصحاب الحقوق الفعليين المنسيين.



 

"القادرون باختلاف"، ذوو الهمم، في مقدمة تلك الفئات الأولى بالرعاية، لتحريرهم من قيود التنمر، والصورة الذهنية المشوهة، حول قدراتهم وإمكانياتهم، وفرصهم في حياة.

 

هذا الإنجاز التاريخي الذي تشهده مصر، مع بزوغ فجر جمهوريتها الجديدة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي قدم الإرادة السياسية لتغيير حقيقي، وفق استراتيجية، تقديم القدوة والمثل، بإنجازات فعلية تدفع المجتمع لتغيرات جذرية إيجابية.

 

اليوم كان الاحتفال بالنسخة الرابعة من المبادرة الرئاسية "قادرون باختلاف"، لنرى ويرى العالم، كيف يرى الرئيس الإنسان، حقوق "القادرون باختلاف"، كيف نجحت الدولة بوزارتي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي، ومؤسساتها المعنية، انتشال أطفال وشباب من مخالب اليأس، ليصبحوا نماذج ناجحة تدعو إلى الفخر بها.

 

كيف اختفى لفظ "معاقين"، وبات الجميع يؤمن بأنهم ذوو همم "قادرون"، وإليكم النماذج ترونها رؤية العين، هذا العظيم الذي يحفظ القرآن ويستطيع ذكر رقم وموضع أي آية في القرآن، وهذه الفنانة المُبدعة، وهذه فرقة "قادرون باختلاف"، فن ومسرح، وبطولات رياضية.

 

إنهم يملكون من القدرات ما لا يملكه من يعتقدون أنهم أصحاء مكتملو القدرات، إنهم سر البركة في مصر، بإكرامهم ورعايتهم، تكرم الملايين.

 

في حديثه الذي اتسم بالود والمحبة، المغلفة بالسعادة والتفاعل مع "القادرون"، ذكّر الرئيس عبدالفتاح السيسي، بقول الله تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ صدق الله العظيم.

 

نعم لم يخلق الله سبحانه إنسانًا مهما كانت صفاته وقدراته، عبثًا، فلكل من خلقه رسالة وإضافة في تلك الحياة، مسؤولية الدولة والمجتمع دعمهم لتعظيم قدراتهم، وتمكينهم من أداء دورهم في الحياه، بكامل حقوق المواطنة.

 

لا يستطيع، إلا من منحهم الله القلب الطاهر، وأعلى درجات الإنسانية، أن يشعروا بإحساس تلك الأم وهذا الأب، اللذين وُلد لهما طفل أو أكثر من ذوي الهمم، عندما يفكران في مصيره ومن يرعاه بعد رحيلهما لدار البقاء.

 

هذا الإحساس المؤلم في زمن نسيان هؤلاء، وفي بيئة التنمر، أو الاكتفاء بإظهار علامات التعاطف، كان يقتل الآباء والأمهات كل ساعة، قبل أن يضيء الرئيس طريق الأمل، ويصحح الصورة الذهنية، ويحفز المجتمع على النظر لأبناء مصر "القادرون باختلاف" نظرة إيجابية.

 

خديجة شعبان، طالبة الجامعة البريطانية، تذكر أثر ما قام به الرئيس من موقف إنساني معها، على نظرة زميلاتها ومحيطها المجتمعي لها، موجهة الشكر للرئيس، الذي أسرع العام الماضي لحمل كرسي وإحضاره لها لتستريح عليه.

 

قالت خديجة: "بفضلك يا ريس بقيت مشهورة، وأصحابي يقولون لي يا بختك أنت اللي الرئيس جاب لكي الكرسي"، ليرد الرئيس: "أنا اللي يا بختي"، وبالفعل يا بخت الرئيس ويا سعادة كل من يعي أن خدمة هؤلاء "القادرون باختلاف"، رضاء لله وسر السعادة الحقيقية.

 

هنا رئيس يملك إرادة سياسية قوية على خلق مسار، يرعى حقوق الإنسان بمنظور شامل متطور، يعظم اللُحمة الداخلية والقدرة البشرية للدولة، يُعزز النسيج الوطني، يُقدم النموذج الذي يمثل القوة الدافعة للتحول المجتمعي الإيجابي.

 

النماذج كثيرة، مشاركة أبناء مصر المسيحيين احتفالاتهم بأعيادهم، بناء المسجد والكنيسة في كل مجتمع عمراني حديث، التسامح والمواطنة، العدالة الاجتماعية لانتشال آلاف المصريين من مخالب العشوائيات والمناطق الخطرة، انتشال مرضى فيروس "سي" من مخالب المعاناة في طوابير انتظار الموت.

 

استراتيجية الفعل والإنجاز وتقديم القدوة، وصولًا إلى جواهر كنز مصر، القادرون باختلاف، هؤلاء الذين باتت الكثير من الأسر تُدرك أنها قادرة على صناعة أبطال منهم، يدعون للفخر لا الشفقة.

 

الحقيقة، أن ما يُقدمه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفريق عمله، في هذا الملف نموذج للإنسانية، وأسمى معاني حقوق الإنسان، نموذج يحتذى وسيصدر للمحيط الإقليمي، بل ينبغي أن تتبنى المنظمات الحقوقية الصادقة المطالبة بتعميمه.

 

وهنا يبقى أن نشعر بهؤلاء "القادرون باختلاف"، الذين يجلسون أمام شاشات التلفاز، يرون أقرانهم ممن أتيح لهم فرصة مشاركة الاحتفال، قطعًا يغلبهم الأمل في مشاركة، في ظل استحالة مشاركة ملايين في فعالية واحدة.

 

وهنا يجب أن يعمم النموذج، الذي قدمه الرئيس ليتولى المحافظون، ووكلاء الوزارات بالمحافظات ورؤساء الأحياء، ورجال الدين، مسلمين ومسيحيين، والمدارس والأندية ووسائل الإعلام، البحث عن "القادرون" وتحفيزهم وتكريمهم وإتاحة الفرصة لهم لتعظيم قدراتهم، واكتشاف مواطن قوتهم وإبداعهم.

 

المطلوب هنا، أن يُسهم كل مكونات المجتمع في تعميم تلك الحالة الإيجابية، التي أتاح الرئيس قوة الدفع لها، بما يقدم من نموذج وما أعلنه الرئيس من إجراءات، بينها صندوق يؤسس لخدمة "القادرون باختلاف"، برأس مال مليار جنيه، مصدره تبرعات صناديق أخرى، ونصف المبلغ من القوات المسلحة المصرية. 

 

كل ذلك لمن يعي إلى جوانبه الإنسانية، تعزيز اللُحمة المجتمعية ونسبة المجتمع، والقدرة الشاملة للدولة، فهنا جمهورية عاقلة تعمل وفق استراتيجية، وأجندة وطنية إنسانية بمنجزات حقيقية، بعيدة كل البعد عن الشعارات الجوفاء.

 

لنعمل جميعًا على تعزيز وتفعيل تلك الثقافة، التي تفرض على جميع مكونات المجتمع إتاحة الإمكانيات لإخواننا وأبنائنا "القادرون باختلاف"؛ للاندماج بتميز ومهارة في المجتمع.

 

ayman.rosal2016@gmail.com

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز