عاجل
السبت 7 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

ذا ديبلومات: أوروبا قد تلتزم بـ"النهج المستند إلى القيم" في التعامل مع الصين

اوروبا والصين
اوروبا والصين

  ذكرت مجلة "ذا ديبلومات"، المتخصصة في الشأن الآسيوي، إن الرئيس الصيني شي جين بينج، لا يرى ما يدعو للقلق بشأن ما يُعرف بمظاهرات "الورقة البيضاء" التي اندلعت في 10 مدن صينية في نوفمبر الماضي بسبب حالات الإغلاق المتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).



 

ونقلت عن الرئيس الصيني قوله، خلال اجتماع له مؤخرا مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، أن هذه الاحتجاجات، التي شكَّل الشباب والمراهقين أغلب المشاركين فيها، هي مجرد تعبير عن حالة من الإحباط بعد ثلاث سنوات من عمر الجائحة.

وترى المجلة أن الحوار الذي دار بين الرئيس الصيني والمسؤول الأوروبي البارز حول طبيعة هذه المظاهرات ربما يعطي لمحة عن طريقة تفكير أعضاء الحزب الشيوعي الصيني، لاسيما كبار السن منهم الذين سيتذكرون الفترات التي كانت الجامعات الصينية خلالها مرتعًا للنشاط السياسي خلال فترة الثمانينيات، بلغ ذروته عام 1989 باحتجاجات حركة طلابية في ميدان "تيانانمين".

وفي حين يتوقع خبراء اقتصاد أن تستمر الصين في تطبيق سياسة "صفر كوفيد" الصينية حتى عام 2024، ما زالت بكين ترفض اعتماد اللقاحات الأجنبية للاستخدام الشعبي، ما يمنع مقدمي الرعاية الصحية من استخدام أحدث تقنيات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) المستخدمة في تصنيع لقاحات كورونا.

فخلال زيارة رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إلى الصين، صرح، خلال مؤتمر صحفي، بأن أوروبا تعرض على الصين لقاحات أكثر فعالية من تلك التي تصنعها الصين محليا لمواجهة الفيروس الذي ينتشر حاليًا بمعدلات سريعة؛ بينما أوضح الرئيس الصيني أن سلالة أوميكرون هي السلالة السائدة حاليا في بلاده بعد سلالة دلتا التي كانت أشد ضراوة.

وأشارت مجلة "ذا ديبلومات" إلى أنه خلال زيارة المستشار الألماني، أولاف شولتز، إلى الصين الشهر الماضي، استطاع الوفد الألماني إقناع بكين باعتماد استخدام لقاح "فايزر-بيونتك" لكن للمغتربين وليس للمواطنين. ورغم ما أثارته زيارة شولتز القصيرة من مخاوف على ضفتي الأطلسي من أن يشكل أي تعاون بين برلين وبكين تعاون نقطة ضعف تؤدي إلى تفسخ الموقف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة إزاء الصين، طالت ثمار هذه الزيارة بعض قطاعات الأعمال الأوروبية الأخرى، حيث أبرمت الصين صفقة بقيمة 17 مليار دولار لشراء 140 طائرة ركاب من مجموعة إيرباص الأوروبية.

وفي مقال نشرته مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، دافع شولتز عن زيارته، التي جاءت عقب إعادة تنصيب الرئيس الصيني لفترة رئاسية ثالثة بمدة قصيرة، حيث أكد المستشار الألماني أنه رغم بقاء الصين شريكا تجاريا واستثماريا مهما لكل من ألمانيا وأوروبا، إلا أن أسلوب التعامل معها لابد أن يتغير بناء على أي تغيير من جانب الصين.

وبحسب مجلة "ذا ديبلومات"، لقى المنهج البراجماتي الذي يتبناه المستشار الألماني نقدا واسعا من جانب العديد من الساسة الألمان في الائتلاف الحاكم، فعلى سبيل المثال، ذكرت وزيرة الخارجية الألمانية أن زيارة شولتز الأخيرة إلى بكين قد جاءت في توقيت خاطئ، داعية إلى تبني منهج يستند إلى القيم في سياسة ألمانيا الخارجية.

ونبهت إلى أنه رغم أن هذا الخطاب الأوروبي "المستند إلى القيم" ليس بغريب على الرئيس الصيني، إلا إنه كان عليه الاستماع إلى دروس رئيس المجلس الأوروبي حول أهمية الحفاظ على "الحريات الأساسية وحقوق الأقليات وحق التجمع السلمي والنظام العالمي المستند إلى قواعد".

وعلى غرار زيارة المستشار الألماني، يخطط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة بكين في يناير المقبل يرافقه وفد من المستثمرين ورجال الأعمال غير الراغبين في الانفصال عن الصين، أو ربما الكارهين لاستئثار الشركات الألمانية بأفضل الفرص التي تقدمها الصين على المستوى الاقتصادي.

علاوة على ذلك، يقاوم رواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا في أوروبا الحظر الأمريكي المفروض على تصدير المعدات اللازمة لتصنيع رقائق الكمبيوتر وأشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين. ففي حين تبرر واشنطن ضوابط التصدير هذه بأسباب أمنية؛ يخشى الأوروبيون من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعطيل سلاسل التوريد، مما يتسبب في مشكلات خطيرة للأجهزة الإلكترونية لاسيما الاستهلاكية وصناعة السيارات.

علاوة على ذلك، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، في البرلمان الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي لن يتبع سياسات الولايات المتحدة المتشددة تجاه الصين، وهو تعليق استثمرته الصين كإشارة على أن بعض الدول الأوروبية "تقول لا للتنمر الأمريكي"، وفقا لمجلة "ذا ديبلومات". واختتمت بأنه على الرغم من أن الرئيس الفرنسي ماكرون كان ودودا وهو يتجاذب أطراف الحديث مع نظيره الأمريكي بايدن خلال زيارته للولايات المتحدة في 2 ديسمبر الجاري، إلا أنه اتهم مؤخرا الشركات الأمريكية باستغلال أزمة الطاقة لجني "أرباح فائقة" من الصادرات إلى أوروبا. وقال وزير المالية الفرنسي، برونو لو مير، إن المصدرين الأمريكيين يسعون إلى "تعزيز الهيمنة الاقتصادية الأمريكية وإضعاف أوروبا".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز