عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
"الميركاتو".. موسم تفريغ الأندية وذبح اللاعبين

"الميركاتو".. موسم تفريغ الأندية وذبح اللاعبين

"عجبت لك يا زمن" مثل ينطبق على حال الدوري المصري بكونه أحد أكثر البطولات الغريبة والمثيرة للجدل في عالم كرة القدم، فبعد انتهاء موسم ٢٠٢٤-٢٠٢٥، الذي استمر قرابة العام بما شهده من أحداث ومواقف مختلفة كان يترقبها عشاق الساحرة المستديرة بشغف، ويتابعها أغلب المهتمين بمنظومة الكرة المصرية وصُنّاعها وقطاع كبير من الجماهير أيضًا، وذلك عبر القنوات الاعلامية من صفحات الجرائد والمجلات والمواقع الإخبارية بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي. 



كان من أبرز هذه الأخبار وكان أيضا حديث الساعة هو متى موعد بداية الدوري المصري ٢٠٢٤-٢٠٢٥؟ وما هو النظام الذي سيُطبق في المسابقة؟ بالإضافة إلى أخبار الميركاتو الصيفي والذي يتضمن الانتقالات الداخلية للاعبين، أو التعاقد مع لاعبين أجانب من الدوريات الأخرى، لذا استعدت أندية الدوري الثمانية عشر لتدعيم صفوفها قبل بداية الموسم وسط طموحات وأحلام مختلفة. 

قبل انطلاق الدوري المصري الممتاز لموسم ٢٠٢٤-٢٠٢٥ تشهد سوق الانتقالات المصرية حراكاً كبيراً، والعديد من الأحداث المتنوعة التي بدورها تقلب الموازين ومنها: المساهمة في تفريغ الأندية من لاعبيها المميزين، خاصة الأندية الشعبية لصالح أصحاب القدرة المالية وأغلبهم من أندية الشركات التي تمتلك القدرة على المنافسة على شراء اللاعبين، الأمر الذي أسهم في رفع سقف أسعار اللاعبين في الدوري المصري بشكل خيالي ومبالغ فيه، بالإضافة إلى ما يسفر عنه موسم الانتقالات من مذابح بين اللاعبين سواء الشباب أو الكبار، الذين انتهت عقودهم وعليهم القيام بتسويق أنفسهم من خلال البحث عن فرصة بالدوري المصري أو الدوريات الأخرى. 

بعد انتهاء الموسم الكروى المحلي في الكرة المصرية، تشهد الساحة الرياضة أحداثا مهمة وتحديات صعبة، يأتي على رأس هذه التحديات الأندية الثلاثة التي تهبط إلى دوري الدرجة الثانية المصري لكرة القدم، والتي كانت في هذا الموسم من نصيب المقاولون وبلدية المحلة والداخلية، في حين صعدت وتأهلت على حسابهم فرق مثل غزل المحلة وبتروجت وحرس الحدود  للدوري الممتاز، كما تشهد الأندية في نهاية كل موسم مذبحة اللاعبين الراحلين عن انديتهم، اما بسبب انتهاء مدة عقودهم، أو كلاعبي فريق مواليد ٢٠٠٣ الذين تخطوا العمر المناسب المقرر، حيث يسمح تصعيد خمسة لاعبين للفريق الأول، أما الباقون فيتم تسليمهم الاستغناء الخاص بهم بعد توجيه الشكر لهم لعدم حاجة الفريق الأول لخدماتهم، وهذا ما سوف يطبق على فريق مواليد ٢٠٠٥ نهاية الموسم المقبل. 

في النهاية، تعيش الكرة المصرية موقفا غريبًا وفريدًا من نوعه، خاصة بعد انتهاء الموسم الماضي في شهر أغسطس، مما يسفر عن استمرار تلاحم المواسم التي بدورها سوف تؤثر بالسلب على المستوى الفني للاعبين بالإضافة إلى منافسة الأندية على البطولات المحلية والأفريقية، مما يؤثر بالتالي على قوة وأداء المنتخبات المصرية. 

أخيرا وليس آخرا، تراكم المشاكل وزيادة التحديات تركت أثرا بالملاعب المصرية، حيث أصبحت الأندية الشعبية المشاركة بالدوري المصر 6 فرق، بالإضافة إلى ١٢ فريقا للشركات "أندية غير جماهيرية"، الأمر الذي حول لعبة كرة القدم من الترفيه والمتعة والهواية إلى استثمار وسلعة تباع وتشترى، مما جعل المشجع يشعر بأنه من السهل على اللاعب أن يتخلى عن انتمائه لفريق أو ناد معين أمام إغراء الملايين التي لا يستطيع مقاومتها الكثير من اللاعبين . 

ختاماً.. لن أمانع في أن تعتمد لعبة كرة القدم على التجارة والمكسب والربح الاقتصادي، ولكني ضد أن  تفقد مذاقها الأساسي وهو المتعة والترفيه، كما أتمنى أن يتم فتح أبواب الاحتراف الخارجي للاعبينا حتى تستفيد منتخباتنا الوطنية، بالإضافة إلى ضرورة وضع سقف لأسعار اللاعبين، وأن يتم تقنين الاحتراف الداخلي بما لا يخل بقوام الفرق وخاصة الشعبية، وأمنيتي الخاصة هي دعم الدولة ورجال الأعمال للأندية الشعبية وتذليل كل العقبات والتحديات التي تقابلهم، وعودة الجماهير العاشقة لأنديتها إلى الملاعب مرة أخرى.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز