السفير محمد حجازي: مشاركة الرئيس السيسي بالقمة العربية لها رمزية خاصة
محمد إسماعيل
قال السفير محمد حجازى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مشاركة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية في الجزائر، تأتي تعبيراً عن التقدير ومخاطر المرحلة الحالية التي تمر بها العلاقت الدولية والإقليمية وسط ضغوط اقتصادية متزايدة تستدعي تضافر الجهود ووسط تحديات سياسية ومخاطر تستدعي التشاور والتفاعم وتنسيق المواقف لتشكيل درع عربي يدرأ هذه المخاطر سواء كانت سياسية أو مرتبطة بالتدخلات الخارجية واستمرار الإرهاب كظاهرة دولية مع استمرار المشكلات السياسية التي تعصف منذ عقود بالمنطقة.
وأضاف السفير حجازى، في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف": "وكذلك تقديرا للجهود التي بذلتها الجزائر الأشهر الماضية للم الشمل العربي وتضافر الجهود لوضع خريطة عربية لمواجهة تلك المخاطر والتحديات التي تجاوزت الأوضاع السياسية لتعصف باقتصاديات المنطقة وتضغط عليها سواء كانت الضغوط تتعلق بارتفاع أسعار النفط وأزمة الوقود وتصاعد الأسعار أو فيما يخص أزمة الأمن الغذائي وتدهور سلاسل الغذاء نتيجة اضطرابات الأسواق الدولية نتيجة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على استمرار الضغوط الإقليمية التي تشكلها التدخلات التي تقوم بها بعض القوى الإقليمية سواء فيما يتعلق بشمال إفريقيا أو منطقة الخليج مما يهدد الأمن القومي العربي، ويستدعي التصدي لتلك المحاولات التي لا تستهدف إلا فرض الإرادات والضغط على المنطقة من خلال هذه التدخلات الفجة في دول إقليمية بعينها".
وفيما يخض الضغوط الاقتصادية الواقعة على اقتصادياتنا العربية، يقول السفير حجازي: "فإن الأمر يستدعي المزيد من الشاور والتكافل الذي ننشده من خلال هذه القمة، علاوة على تنسيق المواقف العربية خاصة أن العديد من القيادات العربية تحضر هذه القمة للمرة الأولى لإنشاء خريطة طريق للتعاون العربي المشترك لمواجهة هذه التحديات سواء كانت السياسية أو الأمنية أو الاقتصادية".
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مشاركة الرئيس السيسي في القمة العربية لها رمزية خاصة دعما للموقف الجزائري الذي لم يبخل خلال الأشهر الماضية لجمع الشمل العربي"، مضيفا: "بالإضافة إلى ذلك فإن المشكلات المزمنة التي تعاني منها المنطقة باتت في حاجة لإسناد دبلوماسي صادق من القادة العرب لنقل رؤاهم إلى الأطراف المعنية على الساحة الإقليمية والدولية مما يقلل الضغوط الواقعة على المنطقة التي تواجه العديد من الأزمات منفردة كاستمرار الصراع العربي الإسرائيلي وتدهور الأوضاع في الأراضي المحتلة مع استمرار الاحتلال في ممارسة ضغوطه على الشعب العربي في فلسطين".
وتابع السفير حجازى: "إضافة إلى الأزمة السورية واستمرار الوضع الضاغط في العراق والأزمة اليمنية والتي استمرت معاناة شعوبنا بسببها خلال السنوات الماضية دون أن ينتبه المجتمع الدولي لأهمية أن يتحمل مسؤولياته ويقف مسانداً لإيجاد حل عادل سواء للقضية الفلسطينية أو باقي الأزمات العربية والتفاته للقضية الأوكراني كشغلها الشاغل دون إعطاء باقي قضايا المنطقة العربية ما تستحقه من اهتمام بالإضافة إلى الحاجة إلى نقل الرؤى العربية إلى العالم من خلال ما نستهدف تحقيقه من خلال أعمال هذه القمة".
واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن أهم ما يمكن تحقيقه في المرحلة الحالية هو خروج القمة برؤية عربية موحدة تعبر عن التضامن والتكافل والفهم المعمق لإسلوب التحرك خلال المرحلة القادمة لدرء هذه المخاطر والسعي من أجل استعادة الموقف العربي وتحقيق توازنه والمحافظة على عناصره الأساسية والالتفاف حول القضايا القومية والقضايا المرتبطة بالأمن القومي العربي وإرسال رسالة واضحة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والقوى الإقليمية لوقف تدخلاتها وأن التحول الموقف العربي لجبهة واحدة صامدة هو وحده كفيل للتصدي للأطماع الإقليمية لبعض القوى والاستقطابات الدولية والضغوط على بلداننا.
وشدد السفير حجازى على أن مشاركة الرئيس السيسي هو دعم للإرادة العربية وسندا كما كان دائما لأمته، وفي نفس الوقت تعبير عن إنجاح الجهود التي تستهدف من خلالها بلداننا العربية تحقيق ما تصبو من أهدافه.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن القمة العربية في الجزائر هي قمة استعادة الموقف العربي لصلابته والعمل من أجل حل قضاياه السياسية وكذلك مواجهة التحديات والضغوط الخارجية وإيصال رسالة للمجتمع الدولي أن هناك قضايا في المنطقة تستحق الاهتمام وأن انشغال العالم بالقضية الأوكرانية وبأسعار الطاقة والغذاء لا يجب أن ينسيه أن كثير من المعاناة مرتبط باستمرار الأوضاع المضطربة في إقليم الشرق الأوسط على ما هي عليه، وبالتالي، يقول السفير حجازي: "فإن مشاركة الرئيس تأتي في إطار تحمله كما هو دائما لمسؤوليته القومية سندا لأشقائه وفي النهاية شكر خاص للحكومة الجزائرية وللرئيس عبد المجيد تبون الذي تحمل خلال الأشهر والسنوات الماضية مسؤولية دعوة الأطراف العربية كافة والتي نرى أن في مشاركة الرئيس السيسي اسناد للموقف العربي ودعما لقمة الجزائر".