الحسيني عبدالله
"التكنولوجيا والأخلاق"
وزيرة "الثقافة الفرنسية" الأسبق و"المديرة العامة" لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، السيدة أودرى أزولاى؛ أبدت مخاوف عديدة من هيمنة الذكاء الاصطناعي على العالم، مما قد يُصيب البشرية من ضياع "القيم والأخلاق" فتخاطب المسؤولين في الأمم المتحدة وهيئة اليونسكو بقولها: "يجب أن نجد معًا أفضل الحلول لضمان أن تكون تنمية الذكاء الاصطناعي فرصة للبشرية، حيث يقع على عاتق جيلنا مسؤولية الانتقال إلى مجتمع أكثر عدلاً وسلامًا وازدهارًا"، وتكمل: "إن الذكاء الاصطناعي يمثل أصلاً مذهلاً للتنمية المسؤولة في مجتمعاتنا، إلا أنه يثير قضايا أخلاقية كبرى؛ كيف يمكننا التأكد من أن "الخوارزميات" لا تنتهك حقوق الإنسان الأساسية من الخصوصية وسرية البيانات إلى حرية الاختيار وحرية الضمير!، وهل يمكن ضمان حرية التصرف عندما تكون رغباتنا متوقعة وموجهة؟! وكيف يمكننا ضمان عدم تكرار "الصور النمطية الاجتماعية والثقافية" في برامج الذكاء الاصطناعي؟ لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين الجنسين..! و هل يمكن تكرار هذه الدوائر؟! و هل يمكن برمجة القيم وبواسطة مَن؟ و كيف يمكننا ضمان المساءلة عندما تكون القرارات والإجراءات مؤتمنة بالكامل؟ وكيف نتأكد من عدم حرمان أي شخص أينما كان في العالم من فوائد هذه التقنيات؟ وكيف يمكننا ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة شفافة بحيث يكون للمواطنين العالميين الذين تتأثر حياتهم به رأى في تطويره؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة؛ يجب أن نميز بين "الآثار المباشرة للذكاء الاصطناعي على مجتمعاتنا"، و"عواقبه التي نشعر بها بالفعل، وتداعياته على المدى الطويل".
وهذا يتطلب أن نشكل بشكل جماعي رؤية وخطة عمل استراتيجية. والحقيقة.. يجب على العالم العمل وجود ضمانات لاستخدام التكنولوجيات الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي، لصالح المجتمعات وكيفية تنميتها بشكل دائم. ويجب أن ننظم تطورات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بحيث تتوافق مع الحقوق الأساسية الإنسانية على كل الجهات الفاعلة كالشركات ومراكز البحوث وآكاديميات العلوم والدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وجمعيات المجتمع المدني، ووضع إطار أخلاقي لتطوير الذكاء الاصطناعي في ظل تزايد الفهم للقضايا.
ويجب أن يتم التفكير في ذلك على المستوى العالمي لتجنب اتباع نهج "الانتقاء والاختيار" في الأخلاقيات.
ولا بد من اتباع نهج شامل وعالمي، بمشاركة صناديق الأمم المتحدة ووكالاتها وبرامجها، إذا أردنا إيجاد طرق لتسخير الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة، والحفاظ على حياة الإنسان قبل أن نصل إلى إنسانة "الآلة". وهو ما يهدد ملايين البشر بفقد أعمالهم ويحل الربوت محلهم فى أداء الأعمال.
وفي الأخير تبقى الأسئلة التي وردت في المقال على لسان وزيرة "الثقافة الفرنسية" الأسبق و"المديرة العامة" لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، السيدة أودري أزولاي تحتاج إلى إجابات من دول العالم المختلفة تقوم على أخلاقيات الإنسان بعيدا عن أي شيء آخر.