أيمن عبد المجيد
من أعلى سطح حاملة المروحيات جمال عبدالناصر رأينا قدرة قتالية فائقة وتناغما بين مختلف أفرع القوات المسلحة
شاهد عيان على سيمفونية قتالية بطولية فى البحر المتوسط
الفريق أول عبدالمجيد صقر: أقسم بالله حدودنا آمنة ولا يستطيع أحد الاقتراب منها
عزيزى القارئ، أكتب لك اليوم عن سيمفونية عسكرية قتالية بطولية، كنت شاهد عيان على أحداثها أمس الأول بمياهنا الإقليمية فى البحر المتوسط.
على أعلى سطح حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر»، طراز «ميسترال»، هبطنا بمروحية، فى مياهنا الإقليمية بالبحر المتوسط، لنرى رأي العين سيمفونية عسكرية قتالية، تناغمت فى تنفيذها كل أفرع القوات المسلحة وإداراتها المتخصصة، بكفاءة عالية فى إصابة الأهداف وجاهزية وتنسيق كامل الاحترافية فى ردع العدائيات.
فى غرفة عمليات حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر»، كان الفريق أول عبدالمجيد صقر، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، يُتابع تنفيذ النشاط التدريبى «ردع ٢٠٢٤»، بمسرح عمليات البحر المتوسط، بالذخيرة الحية، يرافقه الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية بينهم الفريق أشرف عطوة قائد القوات البحرية، وبحضور عدد من قادة القوات المسلحة.
بينما كنا على السطح.. عدد من رؤساء التحرير والإعلاميين نشاهد الملحمة، ونستمع من مكبرات الصوت لإشارات رصد العدائيات والتوجيهات، ونرى المقاتلات والقذائف تنطلق تجاه أهدافها فتصيبها بدقة محولة مياهنا الإقليمية إلى مقبرة للأعداء.
اشتمل النشاط التدريبى على ثلاث مراحل، شهدت الأولى منه رصد هدف بحرى معادٍ اقترب من مياهنا الإقليمية رافقته طائرات معادية هجومية، فكانت الملحمة تعاونا كاملا بين الوحدات البحرية المصرية، والقوات الجوية والدفاع الجوى، لصد العدائيات وحماية التشكيل البحرى بالاعتراض واشتباك القوات الجوية والدفاع الجوى.
أصوات القذائف والطائرات والفرقاطات حولك، تضعك فى معايشة نادرة لمعركة حقيقية، تشاهد حجم الجهد ومعدلات اليقظة، ومستويات التنسيق، والقدرة الفائقة على إصابة الأهداف، وتنامى القدرة المصرية التسليحية التي تتعاظم بتنامى الكفاءة القتالية واحترافية المقاتل المصري فى استخدام الأسلحة الحديثة.
فخلال العمليات، استخدم العدو أسلحة كيميائية، جرت محاكاتها، فتولت عناصر الحرب الكيميائية تطهير الوحدات البحرية وإزالة الآثار لاستكمال تنفيذ المهام، بينما كانت عناصر الدفاع الجوى تصد هجمة جوية معادية، لحماية حاملة المروحيات جمال عبدالناصر والقطع البحرية المصاحبة لها بإطلاق صواريخ الدفاع الجوى، بمشاركة لنشات الصواريخ، فى تنظيم متناغم حقق هدف الدفاع عن التشكيل البحرى.
الاحترافية تتضح فى تنفيذ عمليات متزامنة، بتناغم تام ودون أى خطأ قد ينتج عن التداخل، فكل شىء مدروس بدقة عالية، ففى حين نفذت عناصر القوات الخاصة البحرية، عملية إنزال جوى لعناصرها على إحدى السفن التي لم تنصع لإجراءات حق الزيارة والتفتيش القانوني، لتسيطر على عناصر مسلحة بها بأساليب قتالية احترافية، كان الهليكوبتر الهجومى كاموف يوفر الحماية الجوية.
فيما كانت عناصر القوات الجوية تؤمن طائرة إنقاذ بالتعاون مع وحدات البحث والإنقاذ البحرى، ليتم انتشال مصاب ونقله بالطائرة إلى مستشفى حاملة المروحيات جمال عبدالناصر، بتناغم احترافى فى جميع العمليات.
فعلى متن «جمال عبدالناصر»، عالية التجهيز، مستشفى متكامل بقدرة استيعابية كبيرة، وهو ذاته الذي قدم دعم إنقاذ وعلاجا للأشقاء فى ليبيا العام الماضى بعد تعرضهم لفيضان مدمر، قادرة على الإبحار 70 يومًا، بها أسطح مجهزة لتحميل ونقل مروحيات ومركبات ودبابات، وتعد إضافة كبيرة للقدرات العسكرية المصرية التي تحققت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي لتنويع مصادر السلاح وإمداد القوات المسلحة بأحدث الأسلحة لمختلف الأفرع.
التناغم فى ذلك النشاط التدريبى، يزداد جلاءً، ومواكبة لأحدث التحديات، فقد قامت عناصر الحرب الإلكترونية بالتعامل مع الطائرات الموجهة بدون طيار «المسيرات»، المعادية، فتمت إعاقتها والسيطرة عليها وإسقاطها، ونفذت أعمال التأمين الإلكترونى للوحدات.
كل ذلك تم فى وقت متزامن بتنسيق متكامل بين مختلف الأسلحة والأفرع، لتشهد المرحلة الثانية تنفيذ تدمير هدف بحرى مهم على بعد ٨٠ كيلومترا بإطلاق صاروخ سطح سطح، من أحد لنشات الصواريخ، لنشاهد عبر شاشة تصوير للهدف الذي تعرض لإصابة مُباشرة بدقة عبر طائرة تصوير على ارتفاع كبير، لتتولى القوات الجوية استكمال تدميره.
فيما نفذت الوحدات البحرية رميات مدفعية بالذخيرة الحية أصابت الأهداف بدقة عالية، فيما قامت إحدى الغواصات بتنفيذ مهمة الاستطلاع البحرى للبحث عن الوحدات البحرية المعادية واكتشافها، لتتولى الطائرات الأباتشى تنفيذ أعمال قصف الأهداف المكتشفة.
ومن قواعد الدفاع الجوى المتركزة على ساحل مصر، تم رصد أهداف معادية، على مسافات مختلفة، فشاهدنا الصواريخ تنطلق محققة إصابات مباشرة، لنماذج العدائيات.
إمكانيات حاملة المروحيات «جمال عبدالناصر»، متنوعة، فمنها نقلت وسائل الإبرار البحرى قوات خاصة، نفذت عمليات تطهير الساحل من عناصر معادية.
هذا النشاط التدريبى المشترك بين كل الأفرع بالجيش المصري، والذي حمل اسم «ردع 2024»، يؤكد كفاءة القوات المسلحة المصرية، وجاهزيتها القتالية، وقدرتها على التصدى لمختلف العدائيات على مختلف محاورنا الاستراتيجية بتنسيق كامل بين الأسلحة والإدارات المتخصصة.
ويؤكد امتلاك مصر القدرة، وإعداد ما تستطيع من قوة عملًا بقول الله عز وجل: «وأعدُوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباطِ الخيلِ تُرهبون بهِ عدو اللهِ وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهمُ اللهُ يعلمهم وما تنفقُوا من شىءٍ فى سبيل اللهِ يُوف إليكم وأنتم لا تُظلمونَ» صدق الله العظيم.. فبهذه الآية الكريمة بدأ أبطال مصر تنفيذ النشاط التدريبى.
ورسالة إلى كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر وحدودها، أن مياهنا وحدودنا البرية مقبرة للأعداء، وسماءنا محرقة لمن يفكر فى تعكير صفوها.
ويعكس تنامى القدرة التسليحية، وفق استراتيجية انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، تعظيم القدرة الشاملة للدولة، وفى القلب منها القدرة الدفاعية بتنويع مصادر السلاح وامتلاك أحدث ما وصل إليه العلم.
مع بداية وصولنا التقينا الفريق أشرف عطوة قائد القوات البحرية، شاهدنا الإمكانيات المتنوعة لحاملة المروحيات العملاقة «جمال عبدالناصر»، طراز «ميسترال»، التي تمثل إضافة حقيقية للقدرة التسليحية للقوات البحرية المصرية.
ومع تنامى هجمات الشائعات التي تحاول زعزعة ثقة الشعب فى مؤسسات دولته، كاد البعض أن يقع فريسة بين مخالب من كانوا يروجون تساؤلات صفراء.. لماذا نشترى السلاح؟ وربما يدركون مع حجم التهديدات اليوم أهمية تنامى قدرة مصر الدفاعية لحماية حدود مصر ومقدراتها وثرواتها وأمنها القومى.
وكان لنا شرف لقاء الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الذي تحدث بكل صراحة وشفافية، مؤكدًا بكل حسم: «أقسم بالله حدودنا آمنة على كل محاورنا الاستراتيجية ولا يجرؤ مخلوق على الاقتراب منها.. لدينا مهمة واحدة التدريب الدائم الجيد والواعى والاستعداد القتالى للجيش بكل رتبه قادة وضباط صف وجنود لبلوغ أعلى معدلات الاحتراف وإجادة استخدام السلاح».
مشددًا: أؤكد ما سبق وأكده الرئيس عبدالفتاح السيسى، بالإيمان ومساندة الله والتدريب والعقيدة هزمنا فارق القدرات العسكرية، وحققنا أهدافا كان يراها خبراء العالم مستحيلة، فى انتصار أكتوبر ١٩٧٣، اليوم نمتلك تسليحا جيدا جدًا بفضل توفيق الله والرؤية الثاقبة للقيادة السياسية التي كانت ترى حجم التحديات مبكرًا، ومع اليقظة والتدريب وتنامى القدرات التسليحية والجاهزية قادرون على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر.
وعن قواتنا فى الصومال أكد وزير الدفاع، نحن موجودون وفق اتفاقية مع حكومة الصومال، وبناء على طلبها ضمن بعثة الاتحاد الأفريقى، لتعزيز قدرة الدولة الصومالية على استعادة أمنها، ليس لأى سبب آخر.
وفى ختام مقالى هذا الذي أطلعتكم فيه على ما رأيته رأي العين، أقول لكم: اطمئنوا مصر محفوظة بإذن الله وجهود رجالها المخلصين وجيشها الباسل، فاحذروا الشائعات التي تحاول أن تحدث شروخا فى جدار الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة.
حفظ الله مصر