عاجل
الخميس 14 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

دراسة حديثة تؤكد: الاحتفال بالمولد ليس بدعة.. ورسولنا كان يحتفل به أسبوعيًا

الدكتور أحمد البصيلي
الدكتور أحمد البصيلي

أكدت دراسة حديثة أعدها الدكتور أحمد البصيلي المدرس بقسم المذاهب والاديان كلية الدعوة أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من السنن المحببة وأنه ليس بدعه موضحه انه كل عام تتجدد هذه المسألة وقد أكثر هؤلاء الكلام في مناسبته كل عام، حيث جعلوه من البدع المذمومة، ورموا كل من فعله بمخالفة دين الإسلام والبعد عن سنة سيد الأنام، واتهموه بالابتداع والضلالة، بحجة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله، وأن صحابته لم يقوموا به، فقالوا: لو كان خيرا لسبقونا إليه، وزعموا أن شدة تعظيم الصحابة للنبي وحبهم إياه مع عدم لجوئهم إلى الاحتفال به دال على تحريمه.



 

وردت الدراسة على هؤلاء أننا  لا يسلم لهؤلاء دعواهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يحتفل بمولده، بل كان يحتفل به كل أسبوع؛ فلما سئل عليه الصلاة والسلام عن سر صيامه يوم الاثنين، قال: "ذاك يوم ولدت فيه".

وإذا كان لابد من أن نصف هذا الاحتفال بالبدعة، فالبدعة فيه أن المسلمين الآن يحتفلون بالمولد النبوي كل عام مرة، أما السنة فهي أن نحتفل مرة كل أسبوع على الأقل، وهذا عين ما التزمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ولفتت الدراسة إلي أن رسول الله كان يحيي ذكرى مولده أسبوعيا بطريقته الخاصة، وهي الصيام، ولنا أن نحيي ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام بطرق أخرى من شتى ألوان العبادات. والطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.

 

وعلى ذلك العمل عند علماء المسلمين وعامتهم، فقد استحبوا الاحتفال بمولده عن طريق إظهار الفرح بالاجتماع وقراءة شيء من سيرته العطرة والقرآن الكريم، وإطعام الطعام، والتهادي بالحلوى وغيرها ، لأنه هو النعمة الكبرى على هذا العالم، أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، وهو الذي بلغ العالمين دين رب العالمين، وهو الرحمة المهداة كما وصفه ربه سبحانه، ولا شك أن شكر النعم مطلوب شرعا، يقول الله سبحانه فورين الأركم واشكروا لي ولا تكفرون - ﴾ [البقرة: ۱۰۲] وكذلك يقول

 

  

 

.

 

 

 

 

 

ذلك.. وقد استدل الفقهاء على جواز الاحتفال به واستحبابه بأدلة مخصوصة، منها مثلا ما روي أن النبي ﷺ قد خرج في بعض مغازيه ، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول له إني كنت نذرت إن ردك الله صالحا أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى ، فقال لها رسول الله: «إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا ، فجعلت الضرب .

وهذا الاستدلال هو ما يسمى في علم الأصول بقياس الأولى(٢)، بمعنى: إذا

كان الاحتفال بمقدمه عليه الصلاة والسلام من غزوة جائزا، أفلا يكون الاحتفال بمولدها لأغز وبذكرى مقدمه إلى الدنيا بقياس الأولى؟!

 

ومما استدلوا به أيضا: ما جاء عن عروة بن الزبير أنه قال عن ثويبة مولاة لأبي لهب وكان أبو لهب أعتقها ، فأرضعت النبي ﷺ ، فلما مات أبو لهب أريه (في الرؤيا) بعض أهله بشر حال، قال له : ماذا لقيت ؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة"؛ فرحا بمولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وفي هذا يقول الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي ، في كتابه : ( مورد الصادي في مولد الهادي ): « ثويبة أول من أرضعته بعد أمه، وهي مولاة أبي لهب عمه، أعتقها

 

سرورا بميلاد النبي" (۳)

 

(۱ ) رواه الترمذي (۳۹۹۰)

 

(٢ ) وهو ما كان فيه الفرع أولى بالحكم من الأصل، لقوة العلة فيه، كقياس تحريم ضرب الوالدين - عياذا بالله - على حرمة التأفيف، فقالوا: قياس ضرب الوالدين على حرمة التأقيف بجامع الإيذاء، فإن الضرب أولى بالتحريم من التأليف لشدة الإيذاء. يراجع: أصول الفقه، محمد أبو النور زهير، القاهرة

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز