عصام عبد الجواد
ماذا سيفعل ترامب بوعوده
بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب الذي سيدخل البيت الأبيض للمرة الثانية فى ولاية جديدة، يحكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات، تبدأ من يوم 20 يناير 2025 بعد أن تغلب على المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس نائب الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، وبعد سلسلة من الاتهامات بين المرشحين طوال الأشهر الماضية، كان أخطرها محاولة اغتيال ترامب بعد أن أطلق عليه الرصاص فى أحد المؤتمرات الانتخابية، والتي أعتقد أنها كانت سببًا رئيسيًا فى تعاطف الكثيرين معه، مما جعله يحصل على هذه النتيجة الساحقة فى الانتخابات، لكن ماذا بعد نجاح ترامب الذي وعد بالكثير قبل ترشحه وها هو قد فاز بالرئاسة التي ظل طوال أربع سنوات ماضية يحلم بها ويحلم بالعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض وإلى رئاسة أمريكا التي يرى أنه أحق بها من جو بايدن, فهل سيفى بوعوده التي قطعها على نفسه أمام شعبه وأمام العالم أجمع، وماذا عن الدور الذي ستلعبه أمريكا كقوة عظمى فيما يجرى حول العالم من أحداث؟ لقد كرر ترامب أثناء حملته الانتخابية أنه لو كان متواجدًا على كرسى الرئاسة لم تكن تحدث الحرب الروسية الأوكرانية, وأنه إذا فاز سينهى الحرب خلال فترة وجيزة, فهل لديه أى حلول أم هى وعود انتخابية فقط وبعدها تذهب أدراج الرياح خاصة أن الأمريكان يرون ضرورة إنهاء هذه الحرب التي تذهب أموالهم وأسلحتهم إليها رغم أنهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وكذلك تنتظر دول العالم ماذا سيفعل ترامب فى هذه الحرب التي طال مداها وأصبح تأثيرها كبيرًا على أغلب دول العالم، وأيضًا ماذا سيفعل ترامب فى وعده بوقف الهجرة إلى أمريكا بل وطرد ما يقرب من 11 مليون مهاجر من أمريكا وكم من الوقت سوف يستغرق لطرد هؤلاء أو إخراجهم من أمريكا وما هى آليات تنفيذ هذا الوعد.
وماذا سيفعل فى الحرب الإسرائيلية فى غزة ولبنان والتي وعد بإنهائها فورًا رغم استقبال إسرائيل نجاح ترامب بالفرح البالغ والتأييد المطلق, فهل سيفى بوعوده بإنهاء هذه الحرب غير المتكافئة والتي مر عليها أكثر من 400 يوم, وماذا عن آلاف القتلى والمشردين والمصابين والجوعى والحفاة يملأون شوارع غزة فى أكبر مذبحة يشهدها التاريخ الحديث.
وأيضًا تنتظر الشركات ورجال الأعمال وكبار المستثمرين ماذا سيفعل ترامب بوعده لهم جميعًا بتخفيض الضرائب ورفع المعاناة عن هذه الفئات.
بكل تأكيد الكل ينتظر شهر يناير بفارغ الصبر ليشاهد ويرى ماذا سيفعل ترامب بعد توليه المنصب بشكل رسمي وهل سينفذ وعوده أم أنها كانت مجرد أوهام أملتها عليه الضرورة الانتخابية لكسب أكبر عدد من أصوات الناخبين، من المؤكد أن الأيام المقبلة سوف تجيب وتظهر حقيقة هذه الوعود.
حفظ الله مصر وحفظ شعبها وقيادتها..