عاجل
السبت 1 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
روزاليوسف تستأجر تاكسى لتوزيع الجريدة!

روزاليوسف تستأجر تاكسى لتوزيع الجريدة!

كانت السيدة روزاليوسف مصممة على أن تولد جريدتها من يومها الأول جريدة كبرى لا ينقصها شىء، وهو ما نجحت فيه بالفعل منذ صدر العدد الأول.  



ومع النجاح المدوى لجريدة مازالت تحبو خطواتها الأولى فى عالم الصحافة اليومية بدأت المتاعب وكما اسمتها روزاليوسف فى ذكرياتها «متاعب المنافسة».  

وتقول: وجدت الصحف أنها لن تستطيع مجاراة روزاليوسف اليومية من ناحية السبق بالأخبار أو قوة أسرة التحرير أو جرأة النقد أو جدة التبويب فبدأت المنافسة فى النواحى التجارية التي تحتاج إلى مال كثير، وكان صاحب الأهرام فى ذلك الوقت رجلًا ممتازًا هو المرحوم «جبرائيل تقلا» صاحب الفضل الأول على الأهرام فهو الذي اشترى له أحدث الآلات ورسم له سياسة الاستقلال وأدخل كل ما كان فيه من تجديد أو تحسينات.  

وكان أول ما فعلته الأهرام فى هذا الباب أن اشترت سيارات لورى خاصة لنقل الجريدة إلى الإسكندرية، فالقطار الذي كان ينقل الصحف كان يصل هناك الساعة الحادية عشرة صباحًا ورأى المرحوم «جبرائيل تقلا» أنه إذا استطاع أن يصل بسيارته إلى هناك فى الساعة السابعة أو الثامنة فإنه يستطيع أن يكتسح السوق هناك - وفعلًا اشترى السيارات وأجرى عدة تجارب لنقل الجريدة قبل تنفيذها كلفته أموالًا طائلة، وكانت هذه أول مرة تستعمل فيها الصحف سيارات نقل خاصة بها.  

وتتساءل السيدة روزاليوسف: فماذا نفعل نحن؟! وتجيب قائلة: لم يكن هناك بُد من مواجهة الموقف ومع ذلك فالمال اللازم لشراء اللوريات ينقصنا فاستأجرنا تاكسيات تقوم بنقل الجريدة نظير ستة جنيهات يوميًا للسيارة، وكنا نحتاج إلى خمس أو ست سيارات أى حوالى ثلاثين جنيهًا يوميًا، أى ما يقرب من الألف جنيه فى الشهر وهو ثمن رهيب وهاجمنا المنافسون من جبهة أخرى هى جبهة التوزيع وللتوزيع قصة يجب أن تروى لأنها جزء من تاريخ الصحافة المصرية.  

لم تكن توجد حتى سنة 1933 أو 1934 شركات لتوزيع الصحف كالموجودة الآن، وكان القطر المصري كله مقسمًا إلى أربع مناطق هى القاهرة والإسكندرية والوجه البحرى والوجه القبلى، وكل منطقة لها متعهد خاص هو الحاكم بأمره فيها المتحكم حتى فى أصحاب صحفها.. فيما عدا الأهرام الذي كان يوزع لحسابه فى منطقة الوجه القبلى فقط ولا يجوز لواحد من المتعهدين الأربعة أن يتعدى قط على منطقة زميله أو ينازعه اختصاصه، وكان هؤلاء المتعهدون الأربعة من العصاميين، نشأوا باعة صحف سريحة ثم أصبحوا بعد جهاد عنيف متعهدى توزيع.  

وكان يتولى توزيع روزاليوسف الأسبوعية فى القاهرة المعلم «على الفهلوى» رجل نحيل قليل الكلام يلبس الجلباب البلدى والطربوش ولكنه فى غاية الذكاء، وكان يتخذ مكتبه فى قهوة بشارع الساحة، وقد ظل يحمل عبء توزيع روزاليوسف الأسبوعية حتى منتصف عام 1934 وكان موفقًا إلى حد كبير، على أننى لاحظت فى ذاك الوقت أن التوزيع بدأ يهتز، وأحسست أن ثمة عوامل مجهولة تلعب فى الخفاء، ثم علمت أن بعض الصحفيين المنافسين يلجأون إلى طرق غير شريفة، فيتصلون بباعة الصحف ويخفون بعض أعداد المجلة فلا يعرضونها فى السوق!  

ولم أصدق الخبر فى أول الأمر، فأردت أن أتحقق بنفسى وفجأة وجدنى المعلم الفهلوى فى المقهى الذي يتخذه مكتبًا له.  

وللذكريات بقية!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز