التحليلات العلمية لتفاصيل الدراسة وما توصلت من نتائج إليه
دراسة حديثة تكشف..المخاطر الناتجة عن استهلاك الوقت أمام الشاشات
يارا رضا
كشفت دراسة حديثة المخاطر الناتجة عن قضاء الأوقات الكثيرة أمام الشاشات مثل شاشة الكمبيوتر أو التلفاز سواء كان الأمر يطبق على الأطفال أو المراهقين، حيث يسبب ذلك عدم الشعور بالسعادة والراحة معظم الوقت.
التحليلات العلمية لتفاصيل الدراسة وما توصلت إليه من نتائج
وأوضحت الدراسة، أن الذين يمارسون الرياضة أو هواية مُفضلة مثل : تعلم الموسيقى، قراءة الكتب، أو يتواصلون بشكل جيد مع الأصدقاء يكونون أكثر سعادة، بالإضافة لتمتعهم بصحة بدنية جيدة عن اللذين يقضون أكثر أوقاتهم أمام التلفاز أو شاشات الهواتف الذكية.
وعلاوة على النتائج في الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة جنوب أستراليا، حيث أجرى الباحثون تحليلًا دقيقًا لبيانات 61759 لعدد من الطلبة في المدارس الأسترالية، وذلك من بداية المرحلة الابتدائية وحتى نهايتها، حيث تراوحت أعمار الاطفال ما بين 4 و9 أعوام وبالتعاون مع هيئة تعليمية لمقياس مؤشر السعادة والرضا للأطفال في جنوب أستراليا وذلك في عام 2018.
وفقًا للمعهد الأسترالي للصحة والرعاية، يعاني واحد من كل 7 أطفال « أي ما يعادل نحو 560 ألف طفل » من اضطراب بشكل أو بآخر على مستوى الصحة النفسية، بالإضافة إلى ذلك، هناك طفل من كل 10 أطفال لا يشعر بالسعادة في أستراليا.
وأشارت الدراسة، بأنه تم تقييم متوسط عدد الأيام في الأسبوع التي شارك فيها الأطفال في أنشطة ما بعد اليوم الدراسي والتي يتراوح توقيتها ما بين 3 إلى 6 مساءً، حيث اعتمد التقييم على معرفة الحالة النفسية وذلك من خلال المشاعر المختلفة التي يشعر بها كل طفل سواء كانت إيجابية ام سلبية مثل: الفرح، والتفاؤل ، والسعادة، والقلق، والحزن، والمشاركة، ومن خلال ذلك، وجد الباحثون أن معظم الطلاب يشاهدون التلفاز بشكل منتظم بواقع 4 أيام في الأسبوع أثناء الدراسة، ومواقع التواصل الاجتماعي 3 أيام في الأسبوع.
وأوضح الباحثون على ضرورة تشجيع الأطفال على ممارسة هوايات وأنشطة أخرى غير مشاهدة الشاشات بجميع أنواعها، والأفضل أن يكون هذا التشجيع في مرحلة عمرية مبكرة، وذكرت الدراسة، أهمية التواصل الاجتماعي الحقيقي للأطفال مثل المراهقين الذين يواجهون مجموعة من التغيرات الجسدية والعاطفية والنفسية والاجتماعية.
وأضافت الدراسة، أن الآباء ربما يعتقدون أن مشاهدة الشاشات وقضاء وقت كبير في مواقع التواصل الاجتماعي يتسبب في عدم الشعور بالسعادة ، وذلك لمجرد عدم ممارسة نشاط رياضي بدني، ولكن أظهرت النتائج أن القراءة أو أداء الوجبات المنزلية كلاهما من الأنشطة التي لا تحتاج بذل مجهود بدني عالي، وبذلك يسهمان في خلق شعور بالسعادة لدى الأطفال.
وأيضًا وجدت الدراسة، أن الطلاب الذين ينتمون إلى خلفيات اقتصادية واجتماعية أدنى والذين يمارسون الرياضة بشكل منتظم وثابت كانوا أكثر ميلًا إلى التفاؤل والمرح بنسبة تقدر بنحو 15% من أقرانهم، و14% أكثر احتمالية أن يكونوا سعداء ولديهم شعور كافي بالرضا عن حياتهم، و10% أيضًا قادرين على التحكم في عواطفهم تجاه رغباتهم.
وحثت الدراسة الآباء على أهمية وضع قيود وضوابط للتحكم في أوقات الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر والتلفاز، والاستمتاع بالأنشطة المفيدة والخروج للمنتزهات لضمان حياة صحية لصحة الأطفال.
بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم أمر لا بديل عنه، لأن الرياضة تساعد على تجدد النشاط وخلق روح جديدة ونوعًا مميزًا من السعادة وتقوي الروابط الاجتماعية بين الأقران وتحسن من صورة الذات وتساعد الجسم في الحفاظ على صحة جيدة وتقلل من أعراض الاكتئاب المستمر والقلق وعدم الراحة، كما أنها تعمل على تحسين جودة التحصيل العلمي خلال فترة الدراسة وبالتالي تزيد قدرة الجسم والعقل على الإبداع الاحترافي.
ونوهت الدراسة على دور التوعية المجتمعي في التغلب على هذه المشكلة، وإيجاد حلول ابتكارية بصفة دائمة، وأكدت على أهمية توفير فرص ممارسة كل الأنشطة الثقافية والبدنية والاجتماعية لجميع الأطفال، وتوفير كذلك الملاعب والمساحات الخضراء، وتعلم العزف على الآلات الموسيقية بمختلف أنواعها، وقضاء وقت أطول مع الأطفال.