عاجل
الأحد 9 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الحسيني أبوضيف
بقلم
حزين عمر

الحسيني أبوضيف

بقلم : حزين عمر
 
 
 
 

 



لم يكن باستطاعة خيالي ان ينطلق الي حد الكتابة عن "الحسيني أبوضيف".. فهذا الصحفي الشاب مازال دون الثلاثين. وهو يمارس مهنة الصحافة هذه منذ زمن قصير. يرتبط بصدور جريدة الفجر التي يعمل بها. وهو في قمة من الصحة والحيوية بصفته جنديا سابقا في قوات الصاعقة.. فكيف يكتب كهل مثلي في الخمسين عن شاب مثله في الثلاثين؟! فمن يكتب عني أنا حين تحين اللحظة التي لا مهرب منها؟!!
 
وإذا كان الحسيني أحد أبطال ثورتنا في 25 يناير شأنه شأن الصحفيين الشباب وأبناء جيلهم. إذا كان هو وأضرابه قد نجوا من الملاحم الكبري في أيام ثورتنا. سواء فترة الثمانية عشر يوما الأولي بميدان التحرير. أو اعتصام يوليو أو شارع محمد محمود ومجلس الوزراء وماسبيرو وأمام وزارة الدفاع. فهل يتوقع أحدنا أن يقع مؤخرا أمام قصر الاتحادية. وهو ذاهب مع من ذهب من الشباب الأعزل البريء المتحضر. ليعبروا عن رفضهم لموقف ما أو حدث ما؟!!
 
لقد شهد أبوضيف موقعة الجمل. وحينما كنا نحن ــ من كبار السن ومن تجاوز زمن الشباب وأصحاب البنية الضعيفة والنظارات الطبية!! ــ نقف خلف "خطوط المواجهة" في أطراف ميدان التحرير ومداخله. كان الحسيني وأمثاله من الشباب الأقوياء الوطنيين يتصدون لهجمة المعتدين وخيولهم وجمالهم وأسلحتهم. وانتزعوا ما تيسر لهم من مصدات الحديد والأحجار ومواد البناء ليقفوا خلفها ويردوا هجمة هؤلاء المعتدين الذين لم نعرفهم علي سبيل اليقين حتي الآن. وان بدا تشابه ما بين هجمتهم وطريقتهم وبين ما رأينا مؤخرا أمام قصر الاتحادية!!
 
في تلك المعركة لم يصب زميلنا الشاب إلا بكدمات بسيطة لم تمنعه عن مواصلة المواجهة والدفاع عن الميدان. حتي لا يقتحمه هؤلاء المجرمون.. ونجا الحسيني كذلك من كل المواجهات مع الشرطة والبلطجية وقنابل الغاز وبنادق الرش والمولوتوف.. لكن نصيبه كان كامنا له. ومتربصا به أمام قصر الاتحادية. فضمن المئات الذين استشهدوا وأصيبوا نال زميلنا طلقات "رصاص" في رأسه أدت الي كسور في عدة مواقع بالجمجمة.. ومن يطلق الرصاص ويتمكن من إصابة الرأس فهو مجرم مدرب محترف. ومن يقصد شخصا بعينه فهو متتبع لخطاه وهادف لتصفيته. فالحسيني ليس مجرد شاب ثوري وطني عضو في حركة كفاية. بل هو صاحب قلم لاذع وحاسم وموهوب. يواجه به الفساد منذ ما قبل الثورة. وله وقائع مشهودة في كشف فساد وزارة الثقافة ومواجهة وزيرها الأسبق فاروق حسني وبعض رموزه من رؤساء القطاعات والهيئات.

الرصاصات التي أطلقت علي رأس الحسيني وصلت الي قلب مهنتنا. فلم تعد وسيلة تدميرها الي محاصرتها في الدستور فقط. بل قتلها في الميادين العامة!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز